تضاعف خلال سنة عدد الجنود الاميركيين الذين سقطوا قتلى في افغانستان ضحية التمرد الذي يزداد تكثفا وتوسعا فيما بدأت التعزيزات التي وعد بها الرئيس الاميركي باراك اوباما والمؤلفة من ثلاثين الفا بالانتشار في البلاد.
كابول: قتل الجندي الاميركي ال310 السبت في الجنوب الافغاني ليرتفع الى 506 عدد الجنود الاجانب الذين سقطوا قتلى في النزاع الافغاني منذ بداية السنة بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى الموقع الالكتروني المتخصص ايكاجواليتز.
وقبل ايام قليلة من نهاية العام 2009، تضاعفت الخسائر الاميركية مرتين عن خسائر العام الماضي (155 قتيلا من اصل 295 جنديا اجنبيا سقطوا قتلى في الاجمال).
ويكون الجيش الاميركي خسر في 2009 عددا من الجنود يوازي خسائره خلال السنوات الثلاث 2005 و2006 و2007 مجتمعة.
والجندي الذي قتل السبت سقط ضحية قنبلة يدوية الصنع في الجنوب حيث تقع خصوصا ولايتا قندهار وهلمند اللتان تعتبران من معاقل المتمردين الطالبان.
وقد تكثف التمرد الذي يخوضه الاخيرون منذ ثلاث سنوات وحقق مكاسب على الارض بما في ذلك في الشمال الذي تميز بالهدوء من قبل، وذلك بالرغم من ارتفاع عدد الجنود الاجانب ليبلغ اليوم 113 الفا منهم نحو 71 الف اميركي.
واعلن الرئيس اوباما في الاول من كانون الاول/ديسمبر ارسال 30 الف جندي اميركي اضافي سينتشرون خصوصا في الجنوب.
ويتوقع عدد من الخبراء ان تزداد الخسائر الاميركية مع ارتفاع عديد القوات المنتشرة في افغانستان.
حتى ان رئيس هيئة اركان الجيش الاميركي الاميرال مايكل مولن الذي زار افغانستان في 14 كانون الاول/ديسمبر حذر من انه يتوقع تزايد عدد النعوش العائدة الى الولايات المتحدة.
وقال quot;هذه المهمة ستكون اصعب بكثير مما كانت عليه قبل عامquot; بالنسبة للجنود الاميركيين.
وتابع quot;قلت لقواتنا ان تستعد لمزيد من المعارك ومزيد من الخسائرquot; لان quot;التمرد اصبح اكثر عنفا واتساعا وتطورا. واصبح المسلحون يسيطرون على تسع من الولايات الافغانية ال34 (...) لقد اصبحوا اكثر فاعليةquot;.
وسيكتمل انتشار التعزيزات الاميركية في اب/اغسطس المقبل بحسب مسؤولين عسكريين.
وتخشى القوات الاجنبية خصوصا القنابل اليدوية الصنع التي تزرع على جوانب الطرق وتفجر لدى مرور قافلة او دورية وهي مسؤولة عن 60% من خسائرها في 2009.
وتؤكد القوات الدولية ان طالبان يدفعون حتى مئتي دولار لقرويين يعيشون في البؤس -اي ما يوازي نحو سنة من الاجر المتوسط الذي يتقاضاه افغاني- لزرع هذه العبوات.
وبحسب الحلف الاطلسي فان كل قنبلة يدوية الصنع تقتل جنديا تؤدي ايضا الى سقوط ثمانية جرحى كمعدل وسطي بين مدنيين وعسكريين.
وقد خسر الجيش الاميركي مزيدا من العناصر في اب/اغسطس وهي فترة تضاعفت فيها العمليات الامنية قبل الانتخابات الرئاسية في 20 اب/اغسطس.
وعزز تضاعف الخسائر وعمليات التزوير الكثيفة التي شابت الانتخابات الجدل حول صوابية ومستقبل التدخل العسكري في افغانستان الذي تزداد معارضته بين الرأي العام في الغرب.
وقد وعد الرئيس الافغاني حميد كرزاي بعد اعادة انتخابه بمحاربة الفساد المتفشي على نطاق واسع واجراء اصلاحات وتجهيز البلاد بقوات امنية قادرة على تسلم زمام الامور بدلا من القوات الدولية لمحاربة الطالبان.
التعليقات