دعا الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبه عادل عبد المهدي الملك عبدالله الى التدخل لوقف الاساءات للسيستاني.

لندن: ناشد الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبه عادل عبد المهدي العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التدخل لوقف تطاول بعض الدعاة على المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني خاصة وان الملك هو من رفع راية الوحدة والحوار على الصعيدين الإسلامي والعالمي.وقد أثارت تصريحات الداعية الشيخ عبد الرحمن العريفي التي وصف فيها المرجع الشيعي علي السيستاني بالـquot;زنديق والفاجرquot; ردود أفعال واسعة في المؤسسة السياسية العراقية. كما شنّ بعض الكتّاب السعوديين هجومًا حادًا على العريفي، ووصفه مدير تحرير صحيفة عكاظ في اتصال مع قناة بي بي سي العربيَّة بأنَّه quot;لا يمثّل الهيئة الدينية الرسمية ولا يمثل حتى عائلته أو قبيلته، وأن تصريحاته يجب ألاّ تحمّل أكثر مما تحتمل، مستغرباً quot;نزولquot; رئيس الوزراء العراقي بخطابه إلى مستوى quot;داعية فردquot; -على حد قوله- وقال إن الشيخ العريفي يبحث عن quot;الضوء والشهرةquot;.

وقال طالباني في رسالة الى العاهل السعودي اليوم quot;يتمتع بلدكم الشقيق بمكانة لا تضاهى في قلوب مسلمي العالم أجمع فهو مهبط الوحي ومهد الرسالة حيث الكعبة المشرفة التي يتوجه اليها المسلمون رافعين صلواتهم الى الله تبارك وتعالى الذي دعاهم الى الا يتفرقوا وأن يعتصموا بحبله. ولقد لقيت دعواتكم الكريمة الى توحيد كلمة المسلمين ونبذ الشقاق والفرقة فيما بينهم صدى واسعاً وكان لها أثر حميد في نفوس المسلمين كافةquot;.

واضاف quot;بيد أن ثمة أصواتا تتعالى بين الحين والحين تذر بذور البغضاء التي نهى عنها رب العزة والجلالة. وكانت الاساءة التي وجهت أخيراً الى أشقائنا في الدين والوطن شيعة العراق وعامة الاخوة الشيعة أسوأ الأثر، فهي تصب في سياق دعوات الفرقة والخصام التي كانت واحدة من عوامل اشعال نيران العنف التي طالت بلادنا وبلادكم وبلداناً وشعوباً أخرىquot;. وقال انه quot;مما زاد من مشاعر الألم والمرارة ان التمادي في التطاول بلغ حد الاساءة الى آية الله العظمى السيد علي السيستاني وهو، علاوة على كونه واحداً من كبار المراجع لدى أشقائنا الشيعة، غدا بالنسبة للمسلمين وعامة أهل العراق رمزاً وقدوة في الدعوة الى التسامح والالفة والاخاء، ولقد لعب دوراً فائق الأهمية في اخماد نيران الفتن التي حاولت قوى الشر اذكاءها في بلادناquot;.

واوضح quot;أن مثل هذه التجاوزات المرفوضة هي إساءة الى العراقيين جميعاً وهي معول هدم وتقويض للأخوة الاسلاميةquot;. واضاف quot;لثقتنا العالية في حكمتكم وحصافتكم فأننا نهيب بكم أن تسعوا الى التنوير بمخاطر دعوات الفرقة والتحريض على الكراهية والاهابة بالعلماء في بلدكم الشقيق وسائر بلاد الاسلام الى أن تكون فتاواهم وخطبهم لبنات في صرح وحدة المسلمين وحضا على الحوار والبحث عن الجوامع المشتركة وسبل الالفة والتعايشquot;.

وفي وقت سابق اليوم اكد نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي في رسالة مماثلة الى العاهل السعودي quot; أن الإساءات التي تصدر من بعض أئمة الجمعة في المملكة ضد مسلمي العراق ولاسيما شيعة أهل البيت عليهم السلام وضد مقام المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الأمام السيد علي الحسيني السيستاني لا تخدم وحدة المسلمين ولاتصون حرمة دمائهمquot; .

ودعا عبد المهدي الملك عبد الله الى التدخل السريع في هذا الموضوع لاحتواء هذه الفتنة ولمنع تكرار مثل هذه الإساءات التي قال إنها لا تخدم وحدة المسلمين ولا تصون حرمة دمائهم التي أقرها الإسلام وأكد عليها مؤتمر مكة quot;الذي عقد بمبادرة منكم كمبادئ سامية نعتبرها أساساً متيناً للعلاقة بين المسلمين ولبناء عراق قوي جديد ينعم جميع أبنائه بالحرية والعدل والمساواة بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية والعرقيةquot;. وأضاف quot;ان جهودكم ومساعيكم لم تتوقف لترسيخ دعائم و أواصر الوحدة والتكاتف بين جميع البلدان والشعوب المسلمة وذلك خدمة للمصالح المشتركة التي تجمع وتوحد المسلمين كافه في أرجاء المعمورةquot;. وقال في الختام quot;أملنا أن تتدخلوا مباشرة وعبر إخواننا المسؤولين والعلماء في المملكة لإيقاف هذا المسار الخاطئ خاصة وانتم من رفعتم راية الوحدة والحوار على الصعيدين الإسلامي والعالميquot;.

من جانبه، قال مدير تحرير صحيفة quot;عكاظquot; عبدالله العريفج quot;إن العريفي شاب مبتدئ يبحث عن الشهرة البريق الإعلامي أينما كان، متخذاً الدعوة وسيلة لهذا الغرض، وهو لا يمثّل المؤسسة الدينية السعودية الرسمية التي تتسم بمنهج معتدل رصين، بل يمثّل نفسه فقط حتى عائلته وقبيلته لا يمكن اعتباره ممثلاً لها في آرائه وتصريحاتهquot;.