يبدو أن عملية السلام في الشرق الأوسط ذاهبة نحو الخروج من الجمود الذي يعتريها منذ فترة طويلة، فجهود الولايات المتحدة الأميركية بدت ملحوظة في الأيام الأخيرة من خلال المحادثات التي اجرتها وزيرة الخارجيّة الأميركيّة هيلاري كلينتون مع نظيريها الاردني والمصري. وبحسبها، فإنّ quot;تسوية مشكلة الحدود تحل مشكلة الاستيطان وتسوية قضية القدس تحل مشكلة الاستيطانquot;.

واشنطن: تبلورت المبادرة الاميركية الجديدة لتحريك مفاوضات السلام في الشرق الاوسط،إثر محادثات اجرتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مع نظيريها الاردني والمصري. واعلنت كلينتون quot;نعمل مع الاسرائيليين والسلطة الفلسطينية والاردن والدول العربية لاتخاذ الخطوات الضرورية لتحريك المفاوضات في اسرع وقت ودون شروط مسبقةquot;.

واعربت عن املها في التوصل الى حل quot;يضع حدًّا للنزاع عبر التوفيق بين الهدف الفلسطيني بدولة مستقلة قابلة للحياة على اساس خطوط 1967 وتبادل متفق عليه (لاراض) والهدف الاسرائيلي بدولة يهودية بحدود آمنة ومعترف بهاquot;. وقالت ان quot;تسوية مشكلة الحدود تحل مشكلة الاستيطان وتسوية قضية القدس تحل مشكلة الاستيطانquot;.

غير ان جهودها الاولى اصطدمت برفض الاسرائيليين تجميدًا تامًا للاستيطان وبالانقسام العميق في الصف الفلسطيني ما بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس. ولم تتمكن واشنطن من تسجيل اي تقدم حتى الان وفشلت بصورة خاصة في حمل الطرفين للعودة الى طاولة المفاوضات التي انسحبا منها في كانون الاول/ديسمبر 2008.

وردّ كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات السبت على تصريحات كلينتون بالقول ان استئناف المفاوضات quot;يتطلب الوقف الشامل للاستيطانquot;. وقال عريقات في تصريح لوكالة فرانس برس quot;سنستمر في مساعينا حتى تتمكن الادارة الاميركية من الزام اسرائيل باستئناف المفاوضات على اساس الالتزامات الواردة في خارطة الطريق وخاصة وقف النشاطات الاستيطانية بما فيها النمو الطبيعي والقدسquot;.

وتابع عريقات quot;كما نأمل ان تستأنف المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها في كانون الاول/ديسمبر عام 2008، ونريد اعترافًا واضحًا بحل الدولتين والاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران/يونيو عام 1967quot;.

وكانت الدبلوماسية الاميركية قد حذّرت في الخريف من انه سيترتب عليها على الارجح تعديل موقفها. وذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية بالتفصيل الاثنين خطة سلام اميركية جديدة تتضمن تلقي الفلسطينيين رسائل ضمانات من الرئيس الاميركي باراك اوباما وتنص على مهلة قصوى لسنتين لانجاز المفاوضات.

وطرح الموفد الخاص الاميركي للشرق الاوسط جورج ميتشل بدوره الخميس فكرة اجراء مفاوضات في مهلة سنتين. اما هيلاري كلينتون، فلم تدل بعد بأي اعلان بهذا الصدد غير ان تصريحات وزير الخارجية الاردني ناصر جودة صباح الجمعة خلال مؤتمر صحافي مشترك تؤكد على وجود مثل هذه الخطة.

وشدد جودة على اهمية quot;طرح مهلة قصوىquot; واضاف quot;لسنا بحاجة اطلاقًا اليوم الى عملية غير محدودة زمنياquot; داعيا الى اجراء مفاوضات quot;محكومة بجدول زمني وخطة واضحة تتضمن مراحل محددة من اجل انهاء هذا النزاع الذي استمر أطول مما ينبغيquot;.

كلينتون من جهتها عرضت quot;ضمانات ومساعدةquot; المجتمع الدولي بعدما يتم استئناف المفاوضات بين الجانبين حول عناصر حل على اساس دولتين، معددة هذه العناصر كما يلي quot;الحدود، الامن، القدس، اللاجئون، المياهquot;.

وفي مؤشر آخر الى المساعي الكبرى المبذولة، استقبلت وزيرة الخارجية ايضًا الجمعة نظيرها المصري احمد ابو الغيط يرافقه مدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان. واعربت كلينتون عن quot;قلقهاquot; بعدما اعطت بلدية القدس موافقتها على تشييد اربعة مبان سكنية خاصة باليهود في القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل وضمتها.

ويتوجه ميتشل الاثنين الى باريس وبروكسل حيث سيلتقي شركاء واشنطن الاوروبيين في اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة).