تقترب مصر من استكمال منظومة أمنية على الحدود مع قطاع غزة بالإضافة إلى الجدار الفولاذي، هذا في وقت تقول جماعة الإخوان المسلمين إن الأجهزة الأمنية المصريةاعتقلت خمسة من نشطائها بتهمة القيام بتوزيع فتاوى أصدرها القرضاوي مؤخراً.

القاهرة:في بيان لها أعلنت جماعة quot;الإخوان المسلمونquot; في مصر أن أجهزة الأمن اعتقلت خمسة من نشطائها في محافظة الدقهلية وسط الدلتا، وأوضحت الجماعة أن الموقوفين اعتقلوا بتهمة قيامهم بتوزيع الفتوى الصادرة مؤخرا عن الداعية الإسلامي المصري المقيم في قطر الشيخ يوسف القرضاوي، والتي تحرّم بناء الجدار الفولاذي على الحدود مع قطاع غزة، وهي الفتوى التي دحضها الأزهر حين أصدر فتوى مضادة.

وفي القاهرة ذكرت مصادر دبلوماسية مصرية أنها تقترب من استكمال منظومة أمنية متكاملة على الحدود مع قطاع غزة بالإضافة إلى الجدار الفولاذي، في حين تصاعدت ردود الفعل المناوئة فانتقد جمال قرني النائب في مجلس الشعب (البرلمان) ضمن كتلة جماعة الإخوان إقامة quot;المنظومة الأمنيةquot; على الحدود، معتبراً quot;أن السلطات المصرية تسعى عبر تلك الممارسات إلى إحكام الحصار على قطاع غزة، بعد أن فشلت إسرائيل في النيل من القطاعquot;. كما حذر النائب عن كتلة الإخوان البرلمانية مما أسماه quot;خطورة تداعيات تلك الإجراءات على الأمن القومي المصريquot;، على حد تعبيره.

أما على مستوى الفتاوى الشرعية التي رافقت هذه السجالات حول حجية الجدار، فقد طالب عدد من الفقهاء من بينهم أعضاء في مجمع البحوث التابع للأزهر بالتراجع عن موقفهم المؤيد لبناء الجدار الفولاذي بين مصر وغزة.

كما أعلنوا تأييدهم لفتوى الشيخ يوسف القرضاوي التي حرّمت بناء الجدار مع غزة، وأكّد عشرات العلماء المسلمين في بيان لهم مؤازرتهم للموقف الرافض لبناء الجدار الفولاذي، الذي تبنيه مصر على الحدود مع غزة، وتأييدهم للفتوى التي أصدرها القرضاوي، واعتراضهم على الفتوى التي أصدرها الأزهر وعدد من الفقهاء المصريين التي تبيح إقامة الجدار.

باعتباره من تقديرات أولياء الأمر من الساسة ورجال الأمن المطلعين على تفاصيل سياسية وأخرى أمنية تتعلق بدوافع إقامة الجدار ومبراته، مؤكدين أن الخوض في تفاصيل سرية من هذا النوع لا يمكن أن يتم على نطاق علني، لأنه يمس بمصالح الأمة والبلاد، كما يقول علماء الدين في الأزهر في سياق فتواهم المؤيدة للجدار.

الجدار ومعارضوه

وبالعودة إلى بيان جماعة الإخوان المسلمين قائلاً إن نيابة مدينة بنها بوسط الدلتا أيضا قررت حبس نشطائها على ذمة التحقيقات التي تجريها لتوزيعهما الفتوى على نطاق شعبي واسع وصفته أجهزة الأمن في مذكرتها إلى النيابة العامة بأن من شأنه إثارة البلبلة والتحريض على السلطات العامة، فضلاً عما وصفته مذكرة التحريات الأمنية التي قامت على أساسها القضية ، بأنه يشكل خوضاً في مسائل ذات طبيعة خاصة وسرية كونها تمس الأمن القومي المصري.

وقالت مصادر دبلوماسية في القاهرة إن إنشاء المرفأ الصغير جرى بعد توقيع مصر وإسرائيل على ملحق إضافي لاتفاقية quot;كامب ديفيدquot; ومعاهدة السلام بين البلدين يتيح لمصر وجودا بحريا محددا ذا طبيعة أمنية يتمثل في وجود أربعة زوارق لمراقبة المياه الإقليمية المصرية المجاورة لغزة مع وجود رادار بحري، وقالت المصادر ذاتها إن الاتفاق بشأن الملحق تم في شهر آب (أغسطس) من العام 2005 استعدادا للانسحاب الإسرائيلي من غزة حينذاك.

وقالت مصادر أمنية في القاهرة إن مصر في طريقها للانتهاء من بناء المنظومة التي تشكل مربعا حدوديا ذا طبيعة أمنية معقدة تتضمن الجدار الفولاذي وأبراج الحراسة المطورة، ومجسات خاصة لكشف الأنفاق وكاميرات مراقبة متطورة.

كما كشفت المصادر المصرية ذاتها عن أن أعمال إنشاء الجدار الفولاذي توقفت، الأسبوع الماضي، بعد إطلاق الرصاص من الجانب الفلسطيني ما أدى الى انسحاب معدات العمل والعاملين الى مواقع أبعد، لاعتبارات تتعلق بأمنهم وسلامتهم الشخصية.

وأوضحت المصادر ذاتها أن المنطقة الأمنية التي يبلغ طولها 13 كيلومترا ويتراوح عرضها بين 5 الى 6 كيلومترات تتضمن سياجا من الأسلاك الشائكة مع بوابات إلكترونية للكشف المتفجرات والأسلحة.

أما على صعيد ردود الفعل السياسية على مسألة الجدار فقد أعلنت جبهة من عدة أحزاب معارضة وعدة قوى سياسية والتي تضم أحزاب الناصري والوفد والكرامة والجبهة الديمقراطية والتجمع اليساري، تضامنها مع الفلسطينيين وحقهم في الحياة، وأبدت اعتراضها على بناء الجدار، مطالبة في بيان مشترك بفتح المعابر وفك الحصار عن قطاع غزة .