اعتبرت المنظمة المصرية لحقوق الانسان ان الهجوم الذي اودى بحياة ستة مصريين اقباط وشرطي مسلم في السادس من الشهر الجاري في نجع حمادي بصعيد مصر هو بمثابة quot;قتل على الهويةquot;.

القاهرة: قال الامين العام للمنظمة المصرية لحقوق الانسان الاربعاء حافظ ابو سعده ان هجوم نجع حمادي quot;يعتبر مؤشرا على حدوث نقلة نوعية في حوادث التوتر الطائفي اذ تم استهداف طائفة بعينها اثناء خروجها من القداس واداء فريضة الصلاة مما يؤكد تفاقم التعصب الديني بين المواطنين العاديينquot;. واضاف ابو سعدة انه quot;يمكن وصف ما جرى في نجع حمادي بانه قتل على الهويةquot;، مشيرا الى ان هذه الجرئمة تدلل على quot;غياب دولة سيادة القانون والمواطنةquot;.

وقالت المنظمة في تقريرها المعنون quot;من الخانكة الى نجع حمادي .. احداث التوتر الطائفي وضرورة تفعيل حقوق المواطنةquot; ان quot;غياب المناخ الديموقراطي الذي يتيح للمواطنين التعبير عن مشكلاتهم وممارسة حقوقهم بشمل طبيعي هو احد الاسباب الرئيسية التي تؤدي الى اشتعال الفتنquot;. ووصفت السلطات المصرية هجوم نجع حمادي بانه محض quot;حادث جنائيquot; وانكرت اي اي طابع طائفي للحادث معتبرة انها مسألة ثأر بعد اغتصاب فتاة مسلمة في الثانية عشرة من عمرها من قبل شاب مسيحي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وقال وزير الدولة المصري للشؤون القانونية مفيد شهاب انه لا توجد quot;دوافع دينيةquot; بحسب التحقيق بينما اعتبر رئيس البرلمان فتحي سرور انه quot;حادث فردي وبالتالي لا يجور اعتباره دليلا على وجود صراع ديني في مصرquot;. من جهته، اكد مدير منظمة حقوقية اخرى هي quot;المبادرة المصرية للحقوق الشخصيةquot; حسام بهجت ان السلطات المصرية تحاول التعامل مع هجوم نجع حمادي على انه حادث معزول quot;وتحاول اخراجه عن السياق وتقوم بجهد كبير حتى لا يتم وصفه بانه حادث طائفيquot;.

واضاف في مؤتمر صحفي عقده الاربعاء لعرض تقرير اعدته بعثة تحقيق ميداني اوفدتها منظمته الى نجع حمادي ان المشكلة الطائفية quot;غير محصورة في صعيد مصر فقطquot;. وتابع quot;منذ العام 2007 حتى الان هناك ادلة موثقة على وقائع عنف طائفي في صعيد مصر ودلتا مصر وفي مدن القناة وفي الاسكندرية، ربما لا يوجد عنف طائفي في سيناء لانه ليس هناك مسيحيون ولكن في اي مكان في مصر يوجد فيه تعايش بين المسلمين والمسيحيين هناك عنف طائفيquot;.

ويؤكد تقرير quot;المبادرة المصرية للحقوق الشخصيةquot; حول هجوم نجع حمادي ان الاقباط quot;يشكلون 40% من سكان مدينة نجع حماديquot; وان quot;اهم ملامح العلاقة بينهم وبين المسلمين خلال السنوات العشر الماضية تتمثل في الدور السياسي البارز لاسقفية نجع حمادي والمشاركة الانتخابية المرتفعة لاقباطها والتوترات السياسية المرتبطة بتلك المشاركة وبتأثيرها في نتائج الانتخابات التشريعيةquot;.

وكان اسقف نجع حمادي الانبا كيرلس اتهم غداة الهجوم quot;نوابا نافذين في الحزب الوطني الحاكم بحمايةquot; المتهم الرئيسي في الهجوم. وستبدأ محاكمة المتهمين الثلاثة بارتكاب هجوم نجع حمادي في 13 شباط/فبراير المقبل امام محكمة امن الدولة العليا طوارئ وهي محكمة استثنائية لا يمكن الطعن على قراراتها امام هيئة قضائية اعلى. ويعد هجوم نجع حمادي الاخطر ضد الاقباط منذ الصدامات التي وقعت في قرية الكشح بصعيد مصر في العام 2000 وادت الى سقوط 20 قتيلا من الاقباط.