نظرًا للحساسية التي يلاقيها الإسرائيليون بشأن صورتهم في الخارج، تعمل الدولة العبرية على تحسين صورتها الدبلوماسية دوليًا عبر إرسال ما يزيد عن 200 إسرائيلي إلى هايتي للمساعدة على التخلص من آثار الزلزال، وخاصة بعد موجة الانتقادات التي تعرضت لها إثر حربها على غزة والحملات المناهضة لقادتها في عدد من الدول .

القاهرة: في وقت يلاقى فيه الكيان الصهيوني موجة من الانتقادات الحادة من جانب وسائل الإعلام الدولية والمؤسسات البحثية ومنظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة منذ الحرب غير الإنسانية التي شنتها على قطاع غزة وما تمارسه من نشاطات هناك إلى الآن، وبالتزامن مع تصعيد الحملة الدبلوماسية المناهضة لقادة تل أبيب في دول عدة حول العالم، يزيح اليوم موقع ذا ميديا لاين الأميركي المهتم بالشؤون الشرق أوسطية النقاب عن تلك الجهود التي تبذلها إسرائيل الآن لتحسين صورتها الدبلوماسية أمام العالم، بإرسالها ما يزيد عن 200 إسرائيلي ( ما بين أطباء وممرضات وجنود ومتطوعين ) إلى هايتي في أعقاب الزلزال المدمر الذي ضربها قبل بضعة أيام.

وفي الوقت الذي لاقت فيه تلك الجهود اهتمامًا ملحوظًا من جانب الدبلوماسيين ووسائل الإعلام المختلفة في إسرائيل، وبالتزامن مع التحديثات الإخبارية التي يحرص الوفد الإسرائيلي هناك على إرسالها بصورة منتظمة إلى المئات من الصحافيين الإسرائيليين والأجانب عبر البريد الإلكتروني والمقاطع المصورة والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي، ينقل الموقع عن منتقدين اتهاماتهم لمسؤولي العلاقات العامة الإسرائيليين باستغلالهم تلك الكارثة الإنسانية في تحقيق مصالح سياسية.

وبعد أن ينقل الموقع عن مسؤولين من داخل البعثة الإسرائيلية تأكيدهم على ما يبذلونه من جهود إغاثة طبية ورعاية صحية للمتضررين، يمضي لينقل عن دكتور يويل دونشين، طبيب التخدير الإسرائيلي وأحد المخضرمين في عمليات الإنقاذ الإسرائيلية، قوله :quot; يستغل جناح اليمين المتطرف في إسرائيل ما يتم بذله من جهود إغاثة في هايتي لتقديم مفهوم جديد عن التداعيات التي خلفها تقرير غولدستون في عيون العالم.

فهم يعلمون أن سكان هايتي غير مدرجين في أجندتهم السياسية وأن هذا كله مجرد دعاية. لكن إن كان ذلك جيدًا لإسرائيل، فهم لا يكترثون. ليس بوسعك إنقاذ الجميع، وبإمكان أي فرد سبق له دراسة حالات الإصابة الجماعية أن يعرف أن أول شيء يجب أن يُفعَل هو إرسال طاقم صغير لتقييم أفضل الطرق التي يمكن الارتكاز عليها لتقديم المعونة، وليس الاندفاع إلى هناك. لذا لا يجب النظر إلى رغبة إسرائيل في التسابق لتكون من أوائل المتواجدين هناك على أنها ذات جدوى في مجمل الأمر، لأن إسرائيل عادةً لا تكون أول الواصلين وأولهم مغادرةً أيضًاquot;.

أما شلومو أرونسون، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس، فقال: quot;نعم، تعطي تلك الجهود صورة أخرى عن إسرائيل لهؤلاء الأشخاص الذين يفكرون في أنقاض غزة. فها هي إسرائيل تمنح المساعدة لأناس وقعوا ضحايا لكارثة طبيعية. لكن المسألة غير مرتبطة بفائدة سياسية أو باستجابة مدروسة لقطاع غزة لأن إسرائيل سبق لها وأن قامت بعمليات مماثلة قبل حربها على غزة. فنحن مجهزون ومدربون بشكل أفضل من غيرناquot;.

في حين أعرب وزير شؤون الشتات والعلاقات العامة يولي أدلشتاين عن أمله في أن تساعد تلك الجهود الإسرائيلية على تغيير المفاهيم المأخوذة عن إسرائيل، خاصةً أنها لا تعرض تلك المساعدة كتكتيك للدبلوماسية العامة.

ويختم الموقع في نهاية تقريره بنقله عن داليا سكيندلين، باحثة الرأي العام الإسرائيلي والباحثة المتخصصة في الشؤون السياسية الإستراتيجية ، قولها :quot; ما تعلمته على مدار العديد من السنوات التي قضيتها في إجراء أبحاث الرأي العام هو أن الإسرائيليين حساسون للغاية بشأن صورتهم في الخارج. فالإسرائيليون يكرهون حصرهم فقط في إطار الصراع، وبخاصة حين ينظر إليهم على أنهم معتدون، ويشعرون بأن معظم دول العالم تقف ضدهم، مع استثناء محتمل للولايات المتحدةquot;.