صالح المطلك خلال مؤتمر صحافي في بغداد في 8 يناير 2010لا يزال قرار استبعاد صالح المطلك عن الانتخابات العراقيَّة التي تنعقد في السابع من آذار (مارس) المقبل يحظى باهتمام واسع ويثير تساؤلات كبيرة عن جدوى الائتلافات التي تخوض الانتخابات العراقيَّة ومدى توافقها. quot;إيلافquot; سألت القيادي في جبهة التوافق العراقية عمر المشهداني عن مجمل العمليَّة الانتخابية في العراق، ورأيه في قرار استبعاد عدد من المرشحين بدعوى ارتباطهم بحزب البعث المنحل، وماذا يقول عن الائتلافات التي تخوض الانتخابات.

بغداد: بالرغم من النفي الذي صدر عن الناطق الرسمي باسم الجبهة العراقية للحوار الوطني حيدر الملا للمعلومات التي تداولتها وسائل الإعلام عن ضلوع رئيس القائمة العراقية الوطنية أياد علاوي في تقديم معلومات إلى هيئة المساءلة والعدالة ضد رئيس الجبهة الوطنية للحوار الوطني النائب صالح مطلك، إلا أنَّ النفي قابله تأكيد من طيف واسع من السياسيين السنة العرب. ويقول القيادي في جبهة التوافق العراقية عمر المشهداني لـ إيلاف إنَّ قضية حظر مشاركة صالح المطلك وظافر العاني وغيرهما في الانتخابات تسير نحو الحل. ويوضح أنَّ مجلس النواب أقرّ محكمة تمييز مكونة من سبعة قضاة رشحهم المجلس الاعلى للقضاء، تتولى النظر في قرارات quot;المساءلة والعدالةquot; بحق عناصر حزب البعث المنحل. يتابع quot;القضية تسير نحو الحل، حيث قدم المشمولون طعونهم الى المحكمة، وستقوم محكمة التمييز القضائية برفع حظر المشاركة عن كثير من الاسماء التي شملها قرار هيئة المساءلة والعدالةquot;.

وكان الملا أكّد أنَّ المعلومات التي قدمت إلى هيئة quot;المساءلة والدالةquot; كانت عبارة عن كتاب قدّمه قبل عام رئيس مجلس النواب عارف طيفور إلى لجنة المساءلة والعدالة في مجلس النواب، وعلى ضوئه تمّ اتخاذ القرارات. وأضاف quot;أما بخصوص أياد علاوي وصالح المطلك فهناك محاولات لتشويش المشهد السياسي ولا صحة لما ورد، مشيرا الى أنَّ الجبهة لم تستلم من هيئة المساءلة والعدالة أي كتاب وإنما تسلمت كتاب من المفوضية في 19 كانون الثاني (يناير) الجاري، وتم تقديم الطعن الى الهيئة التمييزية وفق الإجراءات القانونية.

ويقول المشهداني لـ إيلاف إنَّ حوالى 50 شخصًا تقدموا بطعون إلى محكمة التمييز، لافتًا إلى أنَّ قلّة العدد تسهل على المحكمة النظر بالطعون بسرعة أكبر والحسم في القضية والتوصل إلى حل لها.

عن تلميح المطلك لـ نيويورك تايمز، وما تداولته بعض وسائل الإعلام المحليَّة،حول إمكانية ضلوع علاوي في محاولة إقصائه من المشاركة في الانتخابات، يقول المشهداني إنَّ المطلك حصل استفادة من التصعيد الإعلامي الذي رافق شموله بقرار الابعاد عن المشاركة في الانتخابات، للترويج لنفسه. يضيف quot;حاول أياد علاوي إقصاء صالح المطلك. وبالرغم من علم صالح المطلك بالأمر، إلا أنَّ موقفه الصعب أجبره على السكوت على الاقل حتى الان. فما الذي يمكن ان يقوله عن حليفه الأول. وما الذي يستطيع فعله خصوصا مع اقتراب الانتخابات؟quot;. ويواصل المشهداني quot;لدينا معلومات عن ضلوع أياد علاوي زعيم القائمة العراقية وحليف صالح المطلك بمحاولة إقصاء الأخير من خوض الانتخابات. ويسعى أياد علاوي للحصول على منصب رئاسة الحكومة المقبلة، وهو يتفاوض ويتّفق مع إيران والسعوديَّة على حدّ سواء. ولرغبته في الاستئثار بأصوات الناخبين والأضواء، كان لابد له من قطع الطريق على صالح المطلك الطامح إلى الحصول على دور مؤثر في الساحة السياسيةquot;.

بايدن أثناء لقائه مع طالبانيويردف المشهداني لـ إيلاف قائلاً إنَّ quot;علاوي رتّب لإزاحة صالح المطلك لكنه لم ينجح في ذلك، لأنَّ صالح المطلك يحظى بدعم عربيّ وأميركيّ أيضا. وجاءت زيارة جوزف بايدن إلى العراق لحل هذه الأزمة بناءً على اتصالات مصرية عربية ناشدت نائب الرئيس الأميركي بالتدخل لنصرة العرب السنةquot;.
وينتقد المشهداني إصرار بعض الإخوة العرب على نقل رسالة مفادها أنَّ العرب السنّة يتمثلون بشخصيات سنية معينة مثل صالح المطلك وغيره. ويؤكّد أنَّ هذا الأمر مغلوط لأنَّ العرب السنّة يتمثلون بعدد كبير من الشخصيَّات الوطنيَّة، ولا يجوز اختصار تمثيلهم بعدد محدد من الشخصيّات دون غيرهمquot;.

مخطط لاستبعاد أسامة النجيفي
يشير المشهداني إلى وجود quot;مخطط لاستبعاد أو تقليل تأثير النائب أسامة النجيفي الذي يحظى بتأييد كبير في مدينة الموصلquot;. ويلفت إلى أنَّ فحوى المخطط quot;اتّفاق أياد علاوي مع رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني على أمور عدّة تعزّز رضى الأكراد عن علاوي وبالتالي فرص ترشيحه إلى رئاسة الحكومة المقبلةquot;. ويرى المشهداني أنَّ quot;تهميش النائب أسامة النجيفي يأتي ضرورة لخدمة المخطط المذكور، وخصوصًا أنَّ الأكراد يعتبرونه ندًا لهم في مدينة الموصلquot;. ويستخلص قائلا إنَّ quot;علاوي وفريقه يسعون لتشتيت المقبولية التي يحظى بها أسامة النجيفي في الموصل، عن طريق بثّ الشائعات التي تطال عائلته وشقيقهquot;.

ائتلافات هشة ومتناقضة
عن الائتلافات التي تتهيّأ لخوص الانتخابات، يصفها المشهداني أنّها quot;هشّة ومليئة بالتناقضاتquot;. ويعتبر quot;الائتلاف بين أياد علاوي وصالح المطلك والهاشمي هشًا ويجمع شخصيات وتجمعات متناقضة لن تتوانى عن فعل أي شيء للاستئثار بالمناصبquot;. يضيف quot;الأمر ذاته ينطبق على ائتلافات شيعية أخرىquot;، ويتوقّع أن ينصب الأطراف الكثير من المكائد لبعضهم، quot;حتى وان كانوا ينتمون إلى ائتلاف واحد، فهناك الكثير من المكائد والدسائس التي تحاك سرّا وعلنًاquot;.

أكثرية المستبعدين من الطائفة الشيعيَّة
عن تصريحات صالح المطلك، والتي أشار فيها إلى أنَّ حظر المشاركة في الانتخابات يقتصر على العرب السنّة دون غيرهم من الطوائف، يؤكد المشهداني أنَّ quot;65% من المشمولين بحظر المشاركة هم من الطائفة الشيعيَّة، ولا يمكن الدفع بغير ذلكquot;. يردف قائلاً إنّ بين المبعدين عن الانتخابات quot;15 اسما من قائمة التوافق العراقية، وذلك بسبب انتمائهم الى حزب البعث المحظورquot;. يضيف quot;طلبنا من مرشحينا ان يتم استبدالهم بهدوء، ومن دون البحث عن اثارات إعلامية أو غيرها، وهذا ما تم. ان المشمولين بقرار حظر المشاركة في الانتخابات من البعثيين يعرفون أنفسهم جيدا لهذا انسحبوا بهدوءquot;.

وكان رئيس مجلس النواب اياد السامرائي أكد خلال استقباله نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن التزام المجلس بالأطر القانونية والدستورية في التعامل مع ملف المشمولين بالإبعاد عن خوض الانتخابات المقبلة، وملف المشمولين بقرارات quot;المساءلة والعدالةquot;. وركز السامرائي على أن ما تم الترويج له بأن قائمة المشمولين بالاجتثاث قد بنيت على أساس طائفي هو أمر عار عن الصحة وتم ترويجه من أجل كسب التأييد السياسي لا أكثر.
كما جدد السامرائي رفضه لمقترح تأجيل إبعاد المشمولين إلى ما بعد الانتخابات لما في ذلك من تزوير لإرادة الناخب، خاصة في ظل الائتلافات الكبيرة والقوائم المفتوحة. ودعا السامرائي المجتمع الدولي إلى المساهمة في مراقبة الانتخابات كجزء من ضمان شفافيتها ولضمان اعتراف المجتمع الدولي بنتائجها.

متظاهرون يرفعون شعارات ضد البعث في جنوب بغدادجدل حول قرار الاستبعاد
وأثار قرار إبعاد مرشحين وكيانات سياسية عن المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة بسبب انتمائهم لحزب البعث المحظور حسب الدستور العراقي جدلا إعلاميا وزوبعة سياسية. فقد تدخلت وساطات لدول عربية وأميركية للضغط باتجاه الغاء الحظر بالرغم من إقراره في الدستور العراقي. وكانت هيئة المساءلة والعدالة قد أصدرت قرارات تقضي بحرمان مئات المرشحين من خوض الانتخابات بتهمة الانتماء او الترويج لحزب البعث المنحل. ويبلغ العدد النهائي للمشمولين بقرار الإستبعاد قرابة 511 مرشحًا.

الائتلافات الأبرز للانتخابات
من المتوقّع أن تخوض قرابة 5 كيانات كبيرة الانتخابات النيابية في 7 آذار (مارس) 2010. وابرز الائتلافات quot;الكتلة العراقيةquot; بزعامة أياد علاوي وquot;ائتلاف دولة القانونquot; بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي وquot;الائتلاف الوطني العراقيquot; الشيعي، والتحالف الكردستاني وquot;ائتلاف وحدة العراقquot; بزعامة وزير الداخلية جواد البولاني واحمد ابو ريشة احد قائد الصحوات. وكانت لائحة الابعاد شملت مبعدين ينتمي اغلبهم لائتلاف علاوي والبولاني والمالكي.

وفي إطار جهوده للملمة القضية التي سببتها لائحة الإبعاد لبعثيين محظورة عليهم المشاركة في الانتخابات، قال جوزيف بايدن عقب لقائه برئيس الوزراء نوري المالكي أمس quot;لم آت لعقد اي تسوية، نؤيد تأييدا قويا تنفيذ المادة السابعة من الدستور المتعلقة بعدم السماح لحزب البعث المنحل بممارسة نشاطهquot;. أضاف بيان لمكتب المالكي نقلا عن نائب الرئيس الأميركي quot;نتطلع لإجراء الانتخابات في اجواء حرة ونزيهة لانها تشكل مرحلة مهمة جدا وستساهم في دعم العملية السياسية والتحول الديمقراطي وطي صفحة الدكتاتوريةquot;. وأوضح البيان ان واشنطن quot;تواصل جهودها لإخراج العراق من الفصل السابع، والمضي قدما في تنفيذ اتفاقيتي سحب القوات والإطار الاستراتيجي كما ان الترتيبات والاستعدادات جارية لخفض عديد القوات الأميركية في آب (أغسطس) المقبلquot;.