تدفق سكان مدينة جوس النيجيرية المضطربة على حاجز عسكري للفرار من المدينة الاحد بعد الاشتباكات بين المسلمين والمسيحيين التي خلفت نحو 500 قتيل ودمرت عشرات المباني.

جوس: رغم ان حدة القتال في مدينة جوس النيجيرية الواقعة وسط البلاد تراجعت، وانتشر الجنود لوقف الاضطرابات، الا ان السكان الفارين قالوا انهم خائفون ولا يستطيعون البقاء في المدينة. وعند حاجز عسكري على مشارف مدينة جوس، حيث اصطفت طوابير السيارات والحافلات الطويلة وهي تحمل السكان، قام الجنود بتفتيش كل العربات، كما افاد مراسل فرانس برس. وكانت العديد من العربات محملة امتعة. وقالت سميرة يحيى (32 عاما) أثناء مغادرتها جوس quot;الايام القليلة الماضية كانت صعبة للغاية بالنسبة الي والى طفليquot;.

واضافت quot;زوجي كان خارج البلاد في رحلة عمل. وكنا داخل المنزل من دون طعام او ماء وكان القتل يحصل حولنا. ساذهب الى كانو للمكوث مع عائلتي الى حين عودة زوجي. لا اشعر بالارتياح هناquot;. وقال التاجر دانلادي كبير (28 عاما) لفرانس برس وهو يضع امتعته في سيارة اجرة، انه يغادر جوس الى موطنه في ولاية جيغاوا شمال نيجيريا.

واضاف quot;عائلتي في جيغاوا قلقة بسبب القتال في جوس، وخائفة على سلامتي (...) افضل طريقة لطمأنتهم الى انني على قيد الحياة هي زيارتهمquot;. وتم انتشال 178 جثة على الاقل من ابار وحفر في مدينة جوس بعد الاشتباكات، كما افاد عمر بازا زعيم قرية كورو كاراما الاحد، ما يرفع عدد القتلى غير الرسمي الذي تم جمعه من مصادر عدة الى 492 قتيلا.

واحرقت عشرات السيارات والمنازل والكنائس والمساجد خلال اربعة ايام من الاضطرابات، ولا يزال حظر التجول ساريا من الساعة الخامسة مساء حتى العاشرة صباحا. ولم يعلن اي مسؤولين حكوميين اي اعداد رسمية لقتلى اعمال العنف التي اندلعت في جوس عاصمة ولاية بلاتو في 17 كانون الثاني/يناير ثم امتدت الى بلدات وقرى مجاورة.

وقالت منظمة quot;هيومن رايتس ووتشquot; الحقوقية لفرانس برس السبت انه طبقا لارقام زعماء مسلمين فقد قتل 364 مسلما في الاشتباكات. ورغم ان اتحاد المسيحيين في نيجيريا لم يورد اي اعداد شاملة للقتلى من اعضائه الا ان تشونغا دابو احد مسؤولي الاتحاد قال لفرانس برس في وقت سابق ان عدد القتلى من المسيحيين بلغ 55 قتيلا.

وذكرت وكالة اغاثة نيجيرية الاحد ان 213 امرأة اصبحن ارامل وبات 1265 طفلا ايتاما بسبب الاحداث. وفي قداس صباح الاحد شارك فيه نحو 3000 شخص في كاتدرائية سانت مايكل الكاثوليكية في جوس، انتقد الاسقف اغناتيوس كايغاما المسيحيين والمسلمين المشاركين في اعمال العنف، مهاجما المحرضين عليها.

وقال quot;نحن بلد عظيم، ولكننا اخطأنا، وعلينا قبول هذه الحقيقةquot;. واضاف ان quot;تنوعنا يجب ان يؤدي الى الانسجام وليس الانشقاق. ولكننا نستخدم اختلافاتنا لاحداث الدمار والتسبب بالمشاكل لانفسنا. وبدلا من التركيز على التكنولوجيا والعلوم والتنمية، نضيع الوقت والطاقة الثمينين على المشادات المتبادلةquot;.

وعزا الزعماء الدينيون المسيحيون والمسلمون في ولاية بلاتو الاضطرابات الى فشل القادة السياسيين في معالجة الخلافات الاتنية وليس الصدامات بين الاديان. ودعا كايغاما ابناء الطائفتين الى العودة الى الله quot;لانه اذا لم نعد الى الله، فسنواصل الدوران في حلقات من العنف والدمار والقتلquot;. ومدينة جوس هي معقل للعنف الديني في نيجيريا التي ينقسم سكانها البالغ عددهم 150 مليون شخص بين مسيحيين ومسلمين. وقتل نحو 200 شخص في اشتباكات دينية في المدينة في اواخر 2008.