يدعو نوري المالكي إلى تشريع قانون للأحزاب يضبط علاقاتها، مؤكدًا أن النظام السياسي يحتاج إلى الجهد.

لندن: هاجم رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اليوم سياسيين واحزابًا قال انهم يعملون لاجندات خارجية ويسعون لتقويض حكومته ودعا الى تشريع قانون للاحزاب يضبط حركتها وبرامجها وعلاقاتها... بينما اعلنت المفوضية العليا للانتخابات عن موافقة 16 دولة عربية واجنبية على اجراء الانتخابات العراقية على اراضيها في اذار (مارس) المقبل .

وقال المالكي في كلمة له بمؤتمر للنخب والكفاءات في بغداد اليوم ان بعض السياسيين الحاليين في العراق يريدون ارجاع البلاد الى حكم الطائفة الواحدة والحزب الواحد والحاكم الواحد الذي قاد الى حروب ومغامرات لا يزال العراق يعاني من اثارها ويبحث عن مخرج لها .
واشار الى ان السياسات السابقة التي يروج لها بعض السياسيين الآن هي التي ادت الى الاحتلال والتحكم بسيادة العراق وثرواته ومصيره .

واضاف ان النظام السياسي الحالي في العراق ما زال يحتاج الى الكثير من الجهد لبنائه لكن اخطر ما يواجه هذه المهمة هم اولئك الذين يروجون للماضي وسياساته وحكمه ولايؤمنون بالديمقراطية وممارسة الحرية انطلاقا مما يعشعش في اذهانهم من تنافس حزبي ورغبة في ممارسة الطائفية . وشدد على ضرورة التاكد من برامج الاحزاب وتساءل مستغربًا quot;كيف لم تستطع السلطة لحد الان تشريع قوانين لبناء الدولة وفي مقدمتها قانون نظام الاحزاب من اجل تجنب تشكيل احزاب تعمل لاجندات خارجية وطائفية وتبنى على اجواء الماضيquot; .

وأشار المالكي إلى أن النظام السياسي في البلاد لم يكتمل حتى الآن ويحتاج إلى مزيد من الجهود بضمنها نشر الثقافة والوعي بين أفراد الشعب العراقي . وقال ان الرؤى بين السياسيين العراقيين لم تنسجم حتى الآن لكن يجب الاتفاق على الأساسيات والمبادئ والمصلحة الوطنية العليا للبلاد .
وعبر عن الامل في ان تسفر الانتخابات المقبلة عن انبثاق سلطة تشريعية ومجلس نواب قادر على تعزيز حرية النظام العام وعدم تحويل الديمقراطية الى انفلات عامquot; . واشار الى ان الاخطر مما يجري على الساحة السياسة حاليا هو شماتة البعض من قواها بالبعض الاخر وبث الاشاعات والاخبار الزائفة مقابل حفنة من الاموال يتيح تدخل هذا الطرف او ذاك في شؤون العراق .

واكد ان مشاركين في العملية السياسية لم يسمهم يتجاوزون على الدولة ويوظفون انفسهم للشتيمة ومعارضة كل ماتقوم به الحكومة ويحاولون عرقلة القوانين التي تخدم المواطنين من اجل زيادة معاناتهم حتى يقولوا لهم ان حكومتكم فاشلة ولاتستطيع خدمتكم . واضاف ان هذه التصرفات تشبه ممارسات صدام حسين quot;الرئيس العراقي السابقquot; حين كان يشدد حصاره على العراقيين ويقول للمجتمع الدولي ان العقوبات تضر بالمواطنين . وقال quot;يبدو اننا اخذنا صفة من صفات صدامquot; .. في استخدام اساليب غير شريفة في التنافس السياسي . واشار الى ان الدولة العراقية تتميز الان بالتداول السلمي للسلطة وهي ليست بحاجة الى تلك الممارسات او الى انقلابات عسكرية يروج لها بعضهم.

ومن جهة اخرى، أعلنت المفوضية العليا للانتخابات العراقية عن موافقة جميع الدول التي فاتحتها على فتح مراكز اقتراع للعراقيين المقيمين فيها. وقالت في بيان اليوم ان جميع الدول وبضمنها بريطانيا التي تأخرت بالموافقة اعطت المفوضية الضوء الاخضر لفتح هذه المراكز وبذلك ستجري انتخابات عراقي الخارج في : ايران والاردن وسوريا والامارات ولبنان والسويد والدنمارك والولايات المتحدة واستراليا وهولندا وكندا والنمسا وتركيا ومصر وبريطانيا والمانيا.
ومن المقرر ان تجرى انتخابات البرلمان المقبل في السابع من اذار المقبل ويتنافس فيها
حوالي 6500 مرشح ينتمون الى 165 كيانًا سياسيًّا و12 ائتلافًا انتخابيًا، وذلك لاختيار 325 نائبًا سيشكلون مجلس النواب الجديد .