نيويورك: طلب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رسميا من الامم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق دولية في الاعتداء المزدوج الذي استهدف بغداد في 19 آب/اغسطس واوقع 95 قتيلا و600 جريح، كما اظهرت وثائق نشرت الخميس في مقر الامم المتحدة في نيويورك.
فقد وجه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون برقية الى رئاسة مجلس الامن الدولي، التي تشغلها حاليا الولايات المتحدة، يبلغها فيها بانه تلقى من رئيس الوزراء العراقي رسالة مؤرخة بتاريخ 30 آب/اغسطس يطلب فيها منه تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة للتحقيق في الاعتداء المزدوج الذي استهدف وزارتي الخارجية والمال في بغداد. وجاء في رسالة المالكي، التي ارفقها الامين العام ببرقيته، ان quot;حجم وطبيعة هذه الجرائم يستدعي تحقيقا يفوق نطاق الصلاحية القضائية العراقية وملاحقة للمرتكبين امام محكمة جنائية دولية خاصةquot;.
وكان المالكي اتهم quot;بعض دول الجوارquot; بارتكاب اعمال quot;عدوانيةquot; ضد بلاده. وقد استدعت بغداد قبل فترة سفيرها لدى سوريا على خلفية اعتداءي بغداد، وطالبت بتسليمها اثنين من كبار قادة حزب البعث المنحل تتهمهما بغداد بالوقوف وراء الاعتداءين. وردت سوريا على استدعاء السفير العراقي باستدعاء سفيرها في بغداد، ما استدعى وساطة تركية. وقال المالكي الخميس quot;قدمنا معلومات ووثائق خلال زيارتنا الاخيرة الى دمشق ولقائنا المسؤولين السوريين، سمعنا منهم كلاما طيبا حول التعاون لكن نشاط هذه المنظمات لم يتوقف بل تصاعدquot;.
واضاف quot;قدمنا معلومات حول اجتماع عقد في الزبداني في الثلاثين من تموز/يوليو الماضي ضم بعثيين وتكفيريين في حضور المخابرات السورية (...) لماذا الاصرار على ايواء المنظمات المسلحة والمطلوبين للقضاء العراقي والانتربول؟quot;.
وفي هذا الإطار ندد الرئيس السوري بشار الاسد بمطالبة العراق بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة المسؤولين عن اعتداءي بغداد. وتؤكد السلطات العراقية ان منفذيهما موجودون في سوريا. وقال الاسد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنزويلي هوغو تشافيز في دمشق quot;لم افهم ما الذي يمكن ان يدول في العراق.. فالعراق كل وضعه مدول منذ عام 1991.. منذ غزو الكويت.. لكن بغض النظر عن العراق.. وهذا شأن عراقي.. نحن نتحدث عن مبدأquot;.
وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري طالب الثلاثاء بتشكيل محكمة جنائية دولية لمحاكمة المسؤولين عن quot;جميع التدخلات التي تحدث بالعراقquot;، في حين تحدث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخميس عن quot;اجتماع عقد في الزبداني (قرب دمشق) في 30 تموز/يوليو الماضي ضم بعثيين وتكفيريين في حضور المخابرات السوريةquot;.
واضاف الاسد بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية (سانا) quot;التدويل لم يكن حياديا ولم يحقق انجازات، حقق فقط مآسي لناquot;، مؤكدا ان quot;الحلول الصحيحة تأتي من ابناء المنطقة تحديدا (...) التدويل هو دليل على ضعفنا.. دليل على عدم قدرتنا او عدم اهليتنا.. وهو اعتراف منا بعدم اهليتنا بادارة شؤوننا سواء كانت هذه الشؤون صغيرة ام كبيرةquot;.
وبحسب بغداد فان مسؤولين في حزب البعث العراقي الذي حكم العراق طيلة عهد الرئيس الراحل صدام حسين والمحظور حاليا، اصدرا الاوامر من سوريا بتنفيذ الاعتداءين الداميين اللذين استهدفا وزارتي الخارجية والمال العراقيتين في 19 آب/اغسطس واوقعا 95 قتيلا و600 جريح. واثر هذا استدعى العراق سفيره في دمشق وردت سوريا بخطوة مماثلة، ما استدعى وساطة تركية بين البلدين.
التعليقات