رحلت إسبانيا مغربيا إلى بلاده، ويخوض الأخير إضرابا عن الطعام بهدف الحصول على اللجوء السياسي.
الرباط: في تطور لم يكن متوقعا، رحلت السلطات الإسبانية مواطنا مغربيا إلى بلاده، أضرب عن الطعام منذ الثاني والعشرين من الشهر الماضي، احتجاجا على رفض وزارة الداخلية الإسبانية منحه حق اللجوء السياسي.
وكان المغربي، محمد الحداد، الذي اشتبه خطأ بضلوعه في الهجوم الإرهابي الذي شن في مارس عام 2004 على محطة قطار الضواحي في مدريد وخلف حوالي مائتي قتيل ومئات الجرحى والمصابين قد دخل في إضراب لا محدود عن الطعام في مدينة سبتة المغربية المحتلة، التي وصلها بصورة غير قانونية.
مدعيا أنه ملاحق في المغرب على خلفية الاشتباه في انتمائه لشبكة إرهابية، مبررا هروبه من بلده باحتجازه غير القانوني في مركزquot; تمارة quot;(ضاحية الرباط) السري التابع للاستخبارات الداخلية المغربية حيث مكث أكثر من شهر.
يشار إلى أن السلطات المغربية أخلت سبيل الحداد، بعدما تحققت من براءته وعاد إلى مدينة تطوان (شمال المغرب)،لكنه على ما يبدو، لم يطق العيش بالمدينة بعيدا عن زوجته وابنيه الموجودين في العاصمة الإسبانية، ما دفعه إلى اجتياز الحدود نحو سبتة، طالبا اللجوء والحماية.
وذكرت مصادر إسبانية أن تسليم الحداد جرى مساء السبت، في النقطة الحدودية quot;تاراخالquot; الفاصلة بين سبتة والتراب المغربي، وتولى الدرك المغربي استلامه، دون أن يتضح ما إذا كان سلم فيما بعد إلى عائلته بتطوان أو أدخل المستشفى بالنظر إلى وضعه الصحي المتدهور.
وكانت السلطات المحلية بالمدينة المحتلة، أمام إصرار الحداد الامتناع عن الطعام، اضطرت إلى نقله إلى مدينة الجزيرة الخضراء، لتوفر هذه الأخيرة على الإمكانات الطبية لمواجهة حالات الامتناع عن الأكل. وبالفعل تم إدخاله إلى قسم العناية الفائقة بأحد مستشفياتها.
ويبدو أن السلطات الإسبانية، خشيت تدهورا أكثر في الوضع الصحي للحداد، بعدما سجل هبوط حاد في ضغطه، فقررت التخلص منه وإرجاعه إلى بلاده، خاصة وأنها لم ترتح بعد من تداعيات الأزمة التي سببتها لها الناشطة الصحراوية، أمينة حيدر التي رفضت بدورها تناول الطعان واعتصمت بمطارquot;ّلانثاروتيquot; بالأرخبيل الكناري.
إلى ذلك، يوجد مغربي آخر (هشام بوشتي) في وضعية مماثلة بمدينة مليلية المحتلة. يتعلق الأمر بضابط سابق في القوات المساعدة المغربية، سدت السبل في وجهه ببلاده نتيجة دخوله في مغامرات غير محسوبة وأكبر من إمكاناته، فوجد نفسه عاطلا يذرع شوارع مدينة وجدة (شرق المغرب) ومنها قرر الهجرة السرية إلى مليلية، طالبا من جهته اللجوء السياسي.
يذكر أن وزارة الداخلية الإسبانية لم تقتنع بحجة الحداد، وبوشتي، للحصول على صفة لاجئ سياسي، على اعتبار أنهما ليسا مطلوبين ولا متابعين في بلدهما بأية تهمة؛ وإذا كانا قد اعتقلا خطأ أو على سبيل التأكد من ملفهما، فإن ذلك لا يبرر منحهما ما يطلبانه.
ولوحظ تمييز في تعامل الإعلام الإسباني مع حالتي الحداد، وبوشتي، بينما هاج ضد المغرب، لأكثر من شهر، بخصوص، أمينة حيدر، التي وقف وراءها quot;لوبيquot; ضاغط مناهض للمغرب.