مصابون إيرانيون في الاحتجاحات الشعبية

كشف مصدر إيراني عن تهيؤ القوى المعارضة الإيرانية لانتفاضة شعبية جديدة قريبة لمناسبتي أربعينية الأمام الحسين الجمعة المقبل وذكرى الثورة الإيرانية في الحادي عشر من الشهر المقبل من خلال استخدام تكتيكات تم التوصل إليها من الدروس المستخلصة من المواجهات السابقة مع قوى الأمن والباسيج المكلفة بضرب التظاهرات.

لندن: بينما تتصاعد الاحتجاجات ضد تنفيذ طهران لإعدام اثنين من المشاركين في تظاهرات عاشوراء واستعدادها لتنفيذ الحكم بآخرين، وفي وقت حذر الجنرال حسين حميداني قائد قوات الحرس الثوري في طهران المعارضين بأن قواته ستواجههم بحزم، أبلغ المسؤول الإعلامي في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة محمد إقبال quot;إيلافquot; اليوم انه مع اقتراب أربعينية الإمام الحسين التي تصادف الجمعة المقبل وذكرى الثورة الإيرانية في الحادي عشر من الشهر المقبل يتأهب الشارع الإيراني لمواجهة أخرى مع النظام وقواته quot;القمعيةquot; في مختلف المدن الإيرانية.

وأشار إلى انه استنادًا إلى المعلومات التي حصلت عليها هيئة التنظيمات الاجتماعية في المنظمة داخل البلاد، فإن المعارضين للنظام وبعد quot;تحليل ودراسة التظاهرات السابقة والاستفادة من التجارب المستخلصة منها فأنه سيتم استخدام تكتيكات جديدة في مواجهة قوى الأمن وميليشيات الباسيج المكلفة بقمع الاحتجاجات والمظاهراتquot; من دون إعطاء تفصيلات أخرى خشية اتخاذ النظام لإجراءات أو احتياطات إضافية إلى مواجهة هذه التكتيكات.

وأكدت السلطات الإيرانية أمس اعتراف أعضاء في جماعة مجاهدي خلق ألقي القبض عليهم خلال تظاهرات عاشوراء بانهم تلقوا التدريب في معسكر أشرف في العراق وبعض الدول الأوروبية. وذكرت وكالة فارس أنهم اعترفوا بأنهم تلقوا هذه الدورات لإثارة الفوضى والبلبلة وتنظيم التظاهرات غير القانونية بعد الانتخابات الرئاسية.
وقد حذر الحرس الثوري الإيراني أمس جماعات المعارضة من تنظيم احتجاجات يوم 11 فبراير شباط الذي يوافق ذكرى اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979. وقال الجنرال حسين حميداني قائد قوات الحرس الثوري في طهران quot;لن نسمح للحركة الخضراء بأن تظهر بأي حال من الأحوال.. لن نشهد بالطبع مثل هذا الأمر وحتى إذا أرادت أقلية أن تفعل شيئا فسنواجهها بحزم.quot;

ووجهت مواقع على الانترنت تابعة للمعارضة الدعوة للناس للخروج في المزيد من المظاهرات المعادية للحكومة في ذلك اليوم. والاحتجاجات واسعة النطاق التي أعقبت الانتخابات الرئاسية دفعت إيران نحو أعمق أزمة داخلية منذ سقوط الشاه.

وواصل أقبال حديثه مع quot;إيلافquot; قائلا إن quot;عناصر تمثل منظمة مجاهدي خلق ومكونات وشرائح الشعب الإيراني المختلفة ولاسيما النساء بدأن منذ الآن نشاطات في المدن والأقضية لتفعيل الاحتجاجات ضد السلطات الإيرانية ومواجهة عمليات القمع المتوقعة لهاquot;. ووصف الاحتجاجات المنتظرة بأنها ستكون مليونية بهدف quot;أسماع العالم بمطالب الشعب الإيراني في إسقاط النظام الحاكمquot;.

وأشار إلى أن الانتفاضة الإيرانية التي بدأت أيام المناظرات التلفزيونية بشأن الانتخابات الرئاسية التي جرت في حزيران (يونيو) الماضي وإعلان نتائجها quot;المشوبة بالتزويرquot; فقد دخلت البلاد مرحلة جديدة خلال تظاهرات مليونية لسكان طهران في 18 أيلول (سبتمبر) الماضي.

مبينًا أن ذلك في الوقت الذي كان فيه الجميع يعتقدون بانطفاء شعلة الانتفاضة بفعل قمع قوى الأمن الداخلي وميليشيا الباسيج التابعة للنظام.. ثم أعقبتها تظاهرات في شهري تشرين الأول (أكتوبر) وتشرين الثاني (نوفمبر) الماضيين ثم التظاهرة الكبرى في السابع من الشهر الماضي التي استهدفت هيكلية النظام برمته بعدما أريق دم المحتجين على أيدي رجال الأمن الذين كانوا يرتدون الزي المدني خاصة بعد أن رفع المتظاهرون شعارات quot;الموت لخامنئيquot; وquot;ليسقط مبدأ ولاية الفقيهquot; وquot;الموت للديكتاتورquot; حيث أصبحت شعارات عامة تطالب بإسقاط النظام برمته.

وأكد إقبال أن هذا هو الطريق الكفيل الوحيد ببناء مجتمع حر وديمقراطي في إيران يعترف بحقوق الإنسان والحريات السياسية والاجتماعية والثقافية والدينية وخاصة للنساء ويسعى من أجل تحقيق السلام ويفصل شؤون الدين عن الدولة.

وأشار إلى أن النظام بدأ يدرك الآن وبشكل جدي أن مجاهدي خلق هم الذين يشكلون المحرك الذاتي لانتفاضة الشعب وهم من خلال صمودهم على مدى الثلاثين عاماً الماضية شكلوا محط أمال الإيرانيين quot;ولهذا فقد جعل النظام قتل المجاهدين في أولوياته القمعية وأخذ يطبق في ارتكاب المجازر والمذابح ما جربه خميني (اية الله الراحل) إلا أن هناك فرق بين هذا العقد وعقد الثمانينات من القرن الماضي وهو المتمثل في كسر شوكة ولاية الفقيه كون خامنئي يفتقر الى السلطة الدينية التي كان يتمتع بها خمينيquot;..

وقال: quot;إضافة إلى أن الشروخ والانقسامات التي تسود مسؤولي النظام قد بلغت ذروتها كما بدأت الانهيارات والتساقطات بين صفوف القاعدة والقياديين في النظام وهي أمور تترافق مع النشاط المعارض عبر شبكات الانترنت والاتصال التي تعمل حاليا كعنصر أساسي في نقل الأحداث والتطورات إلى الرأي العام ونصرة المتظاهرين مما سلب القدرة من خامنئي على تكرار القمع وإيقاف الانتفاضةquot;.

ومن جهتها، وصفت مريم رجوي زعيمة مجاهدي خلق التي تصفها بأنها quot;رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانيةquot; صدور أحكام بالإعدام ضد 11 معارض إيراني وتنفيذ حكم الإعدام باثنين منهم أمس الأول بتهمة quot;الحرابةquot; (اي محاربة الله) يشكل تصعيدًا نوعيًا ودليلا على ضعف النظام وعجزه.

ومن جانبه أكد مساعد وزير المخابرات الإيراني أمس اعتقال أكثر من 20 عضوًا من مجاهدي خلق الذين ساهموا في تنظيم الاضطرابات الأخيرة والحكم بشأنهم هو الحرابة. وكان إبراهيم رئيس النائب الأول لرئيس سلطة القضاء، قد أعلن نهاية الشهر الماضي أن مجاهدي خلق مجموعة منظمة وأي شخص تعاون معها بطريقة أو أخرى فستطبق عليه تهمة quot;الحرابةquot; ويستحق عقوبة الإعدام.

أما المدعي العام الإيراني فقال quot;المحكومان دينا بتهمة quot;الحرابةquot; والسعي لقلب نظام الجمهورية الإسلامية والانتماء لمجموعة مسلحة معادية للثورة هي مجلس مملكة إيران ولجماعة المنافقين الإرهابيةquot; حيث تطلق السلطات الإيرانية اسم quot;المنافقينquot; على تنظيم مجاهدي خلق المعارض.
وأوضح أن تسعة معارضين آخرين ينتظرون حاليا قرار محكمة الاستئناف قائلا إن quot;تسعة آخرين من مثيري الشغب ما زالوا في مرحلة الاستئناف وإذا ثبت الحكم فسينفذ بحسب القانونquot;.

ووفقا للأرقام الرسمية فقد جرى اعتقال أكثر من أربعة آلاف متظاهر ومعارض في التظاهرات الاحتجاجية الإيرانية التي أسفرت عن مقتل 36 قتيلا بحسب السلطات و72 قتيلا بحسب المعارضة. وأطلق سراح معظم الموقوفين لكن 140 منهم على الأقل حوكموا وبعضهم تلقى أحكاما قاسية بالسجن.

وفي مواجهة ذلك فقد ندد زعيما المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي ومهدي كروبي بإعدام المعارضين الاثنين، معتبرين أن ذلك يهدف إلى إحلال quot;أجواء من الخوفquot; لردع المعارضة عن التظاهر في 11 من الشهر المقبل في ذكرى الثورة الإسلامية.

ودعا الزعيمان quot;المواطنين إلى المشاركة بكثافة في المسيرةquot; التي تنظم كل سنة بمناسبة ذكرى الثورة الإسلامية في دعوة موجهة ضمنا إلى المعارضين الذين يغتنمون منذ الصيف كل التجمعات الرسمية للالتفاف على حظر التظاهر المفروض عليهم ورفع صوتهم. وتدعو مواقع الكترونية معارضة منذ عدة أيام المعارضين للمشاركة في مسيرة 11 شباط التي سيلقي خلالها احمدي نجاد خطابًا للتعبير عن مطالبهم.

وأعدمت السلطات الإيرانية الخميس معارضين أدينا بالسعي لقلب النظام في أول عمليات إعدام لمعارضين منذ اندلاع الأزمة السياسية الحادة عقب إعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران الماضي.

وكان قد حكم على المعارضين بالإعدام لإدانتهما بquot;الحرابةquot; في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي في إطار حملة المحاكمات التي طالت معارضين ومتظاهرين اعتقلوا أثناء التظاهرات والاضطرابات التي تلت الانتخابات الرئاسية.

وبدأ القضاء الإيراني أمس أيضا محاكمة 16 متهما بإثارة الشغب والعنف اللذين وقعا في يوم ذكرى عاشوراء الشهر الماضي في العاصمة طهران. ويواجه المتهمون في هذه القضية تهما من بينها المحاربة والفساد في الأرض والتآمر على الأمن القومي الإيراني وتنظيم التجمعات وبث الدعاية ضد النظام والإخلال بالأمن العام عن طريق التشجيع على إشاعة العنف والفوضى.

ودان البيت الأبيض quot;بشدةquot; إعدام المعارضين وقال إن ذلك مؤشر على quot;القمع الوحشيquot; الذي يمارس ضد المعارضة السلمية في إيران. وقال بيل بيرتون نائب المتحدث باسم البيت الأبيض أن quot;الولايات المتحدة تدين بشدة هذه الإعدامات الظالمةquot;.

وأضاف quot;نعتقد أن هذا مستوى جديد من الانحدار في عمليات القمع الظالمة والوحشية للمعارضة السلميةquot;. وأكد أن quot;قتل سجناء سياسيين يمارسون حقوقهم التي تكفلها الشرائع الدولية لن يجلب للجمهورية الإسلامية الاحترام والشرعية التي تسعى إليهما.. بل انه لن يؤدي سوى إلى زيادة عزلة الحكومة الإيرانية عن العالم وعن شعبهاquot;.