ابو شوك: اجرى سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي الجمعة زيارة تفقدية خاطفة لمخيم ابو شوك للاجئين في دارفور حيث استمعوا الى شكاوى النازحين، قبل التوجه الى الخرطوم لامضاء يوم اخير من المحادثات.

وتوقفت السيارات الرباعية الدفع التابعة لموكب الامم المتحدة قرب احد الاسواق في المخيم حيث بدأ ممثلو المجلس بقيادة السفيرة الاميركية سوزان رايس والسفير البريطاني مارك لايل غرانت بالاستماع الى شكاوى اللاجئين حول نقص الغذاء والعمل والامن.

ويضم المخيم الذي يقع قرب مدينة الفاشر نازحين فروا بسبب النزاع المستمر منذ ثمانية اعوام بين القوات الحكومية السودانية والمتمردين.

وقالت فاطمة عبد العزيز التي تبلغ 13 عاما quot;لم اسمع عن مجلس الامن الدولي في حياتيquot;. لكنها روت للسفراء كيف عملت ميليشيا الجنجويد التي تلقى دعم الحكومة السودانية على طردها وعائلتها من قريتهم في جنوب دارفور. وقالت صديقتها عائشة quot;ليس لدي لعب، لكن لدي الكثير من الاصدقاء ونذهب كلنا الى المدرسةquot;.

وتتفاوت تقديرات عدد اللاجئين في المخيم حيث يبلغ 35 الفا بحسب الاعيان المحليين ويصل حتى 80 الفا بحسب السكان وعاملين انسانيين.

وقالت رايس quot;لا شك في ان الوضع الانساني تدهور في السنة الفائتةquot;.

وطردت الحكومة السودانية 13 منظمة انسانية في اذار/مارس 2009. وتشير الاوساط الدبلوماسية الى ان مغادرتها تركت quot;ثغرات هائلة لم يتم سدها ولا يمكن سدهاquot; على مستوى الخدمات الطبية الاساسية في مخيم ابو شوك وغيره من مخيمات دارفور.

وتشكل بعثة الامم المتحدة في دارفور اضخم بعثة لحفظ السلام في العالم وتكلف مليارات الدولارات سنويا.

لكن الحصص الغذائية تقلصت، حيث تتلقى العائلة المكونة من ثمانية افراد كيسا من الارز، وعلبة سكر، وقالب صابون شهريا، اي اقل من نصف ما كانت تحصل عليه قبل اربعة اعوام، بحسب اللاجئين.

غير ان منسق المساعدات الغذائية للامم المتحدة في السودان جورغ شاربانتييه اكد ان الغذاء ليس مشكلة. غير انه حذر من احتمال خفض اضافي للكميات الموزعة في مخيم ابو شوك في حال اشار احصاء جديد الى انخفاض عدد اللاجئين في المخيم.

وزار السفراء عيادة نسائية وصفت بانها الاولى من نوعها في دارفور. واعتبرت رايس ان الظروف الصحية في العيادة quot;تثير ما يشبه الصدمةquot; بسبب وجود حشرات في الاسرة. واكدت ان ممثلا للامم المتحدة اسر اليها ان المرضى الاخطر حالا نقلوا قبل وصول الوفد.

وبعد انتهاء الزيارة غادر السفراء بالطائرة الى الخرطوم حيث يمضون يوما اخيرا من اللقاءات.