تدفع حالة إحباط عام الناخبين البحرينيين لمحاولة التغيير وتعوّل المرشحات النساء عليه لتحقيق اختراق.

المنامة: quot;حطي الكسرة وغيريquot;، إعلان ينتشر في البحرين، ويحضّ النساء على التصويت لبنات جنسهن، لكن المرشحات للانتخابات النيابية والبلدية المقبلة يعوّلن أكثر على حالة إحباط عامة لدى الناخبين وعلى الرغبة في التغيير لتحقيق اختراق.

ويقصد الإعلان الطريف أنه ليس على الناخبة سوى أن تضع الكسرة أسفل مفردة quot;أنتquot; التي تكتب للمذكر بالفتحة. وقالت رئيسة الاتحاد النسائي البحريني المرشحة مريم الرويعي لوكالة فرانس برس إن quot;هناك حالة إحباط عام لدى الناخبين تدفعهم لمحاولة التغييرquot;، موضحة أن quot;الناس سئموا من أسلوب تعاطي النواب مع القضايا التي تطرح في البرلمانquot;.

وقالت الرويعي quot;الناس تشعر بالسأم، يقولون إن المجلس لم يحقق شيئًا، ويشعرون أن النواب ركزوا على القضايا التي تثير النزاعات والطائفية، وتركوا القضايا الرئيسة، بينما الناس ينتظرون مكاسب وإنجازات في القضايا المعيشية والإسكانquot;.

وتنظم الانتخابات هذه الدورة على وقع تصاعد التوترات الطائفية مع اتهام ناشطين شيعة بالتآمر على نظام الحكم. وبحسب الرويعي فإن البحرينيين يرون أنه بعد ثمانية سنوات من عودة الحياة البرلمانية quot;لم يحصلوا على شيءquot;. لكنها اعتبرت رغم هذه الصعوبات أن quot;الناس يريدون التغييرquot;، مضيفة quot;أن القراءة الميدانية على الأرض تشير إلى رغبة قوية لدى الناس في التغييرquot;، ومشددة على أنه quot;إذا ترك الأمر للناخبين فإنني أعتقد أن النساء يمكن أن يحققن اختراقًاquot;.

وتخوض الرويعي الانتخابات للمرة الثانية ضد المرشح السلفي المستقل النائب جاسم السعيدي ومرشحين مستقلين آخرين في احدى دوائر المحافظة الجنوبية التي يغلب عليها الطابع القبلي. وتنظم الانتخابات البحرينية في 23 تشرين الأول/أكتوبر. وقالت الرويعي quot;إن الدائرة صعبة، لكن على أرض الواقع ألمس لدى الناس رغبة في التغييرquot;، مضيفة quot;إنني متفاءلةquot;.

من جهتها قالت المرشحة عن قائمة جمعية العمل الوطني الديموقراطي quot;وعدquot; منيرة فخرو لوكالة فرانس برس quot;أعتقد أن 40 عامًا من العمل الاجتماعي والسياسي هي رصيدي للنجاحquot;، مضيفة أن quot;الانتخابات السابقة أظهرت أنني تعرضت للظلم، والناس مصممة على على نجاحي هذه المرةquot;.

وكانت فخرو الأستاذة الجامعية السابقة خاضت انتخابات 2006 ودخلت في منافسة قوية مع مرشح جمعية المنبر الوطني الإسلامي (إخوان مسلمون) صلاح علي الذي قرر عدم الترشح في هذه الانتخابات. أما المرشحة زهرة حرم فاعتبرت في تصريح لفرانس برس أن quot;حالة الإحباط لدى الناخبين جاءت نتيجة جهل باليات العمل البرلمانيquot;، موضحة أن quot;العمل البرلماني يتطلب عملاً دؤوبًا ومثابرًا، وقد لا تظهر نتائجه فورًاquot;.

وتخوض حرم المنافسة ضد مرشح جمعية الوفاق الوطني الإسلامية (التيار الشيعي الرئيسي) النائب عبد علي محمد ومرشحين مستقلين، لكنها ترى أن هذه المنافسة قد تكون في مصلحة المستقلين.

لكن المحامية شهزلان خميس التي خاضت الانتخابات النيابية والبلدية في 2002 و2006، أبدت تحفظًا واضحًا حيال فرص النساء في تحقيق اختراق في هذه الانتخابات، مشددة على أن quot;السبب يعود إلى الدوائر الانتخابية نفسها وصعوبة تغيير قناعات الناخبينquot;.

واعتبرت خميس أن حظوظ النساء ستزيد لو كانت الدوائر الانتخابية أقل عددًا لأنه في هذه الحالة تتوسع الدوائر، وتصبح أكثر اختلاطًا من النواحي القبلية والطائفية، وتزيد بالتالي فرص النساء في الفوز. وعلى العكس من باقي المرشحات، اعتبرت خميس أن quot;حالة الإحباط العامة لدى الناخبين لا تصب في مصلحة المرشحات من النساءquot;، مضيفة quot;أنا غير متفائلة حيال حظوظ النساءquot;.

وفازت مرشحة واحدة هي النائبة لطيفة القعود بالتزكية، وهي المرة الثانية التي تحجز فيها القعود مقعدها في مجلس النواب بالتزكية، فيما تخوض 7 مرشحات غمار الانتخابات النيابية، و3 مرشحات في الانتخابات البلدية.

ومن المقرر أن يتجه الناخبون البحرينيون إلى صناديق الاقتراع في 23 تشرين الأول/أكتوبر لاختيار ممثليهم في مجلس النواب وفي خمس مجالس بلدية في محافظات المملكة الخمس.