بيروت: استقبل آلاف الاشخاص الذين تجمعوا مساء الاربعاء في الضاحية الجنوبية لبيروت بناء على دعوة من حزب الله الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في ختام يوم زيارته الاول الى لبنان، على وقع هتافات quot;الموت لاسرائيلquot; وquot;الموت لاميركاquot;.
وقد دافع احمدي نجاد في خطابه عن موقف حزب الله من المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري، مشيرا الى وجود quot;استغلالquot; للمحكمة وquot;تلفيق اتهام الى اصدقاءquot;. وقال quot;في لبنان، نجد ان يد الغدر الآثمة امتدت الى صديق عزيز وشخصية غيورة على وطنهاquot;، في اشارة الى رفيق الحريري الذي اغتيل في تفجير سيارة في شباط/فبراير 2005.
وانتشر عناصر من الحرس الجمهوري اللبناني على اسطح الابنية، كما انتشر عناصر من الجيش اللبناني في المكان، بالاضافة الى عناصر quot;الانضباطquot; في حزب الله.
وقال نصر الله في quot;كلمة ترحيبيةquot; بالرئيس الايراني القاها كعادته عبر شاشة عملاقة امام الالوف من انصاره الذين احتشدوا في ملعب الراية في الضاحية الجنوبية، quot;ذنب هذا الرئيس (احمدي نجاد) انه يعبر بشفافية ومنطق وشجاعة عن منطقquot; ايران ومشروعها الحقيقي.
وتابع نصر الله على وقع تصفيق انصاره وهتافاتهم وبينما كان الرئيس الايراني جالسا في الملعب مع مجموعة من قيادات حزب الله يصغي اليه باهتمام، quot;هناك من يتحدث دائما عن مشروع ايراني في فلسطين ولبنان والمنطقة العربيةquot;.
وتوجه الى اللبنانيين والعرب قائلا quot;انا اشهد ان ما تريده ايران في فلسطين هو ما يريده الشعب الفلسطيني في فلسطين، اي ان تعود ارض فلسطين الى شعب فلسطين وان تعود مقدساتها الاسلامية والمسيحية الى اهلها الحقيقيين وان يعود كل لاجىء الى ارضه وداره وحقله وان يقيم هذا الشعب المقهور دولته المستقلةquot;.
وبعد انتهاء مراسم الاستقبال، غادر احمدي نجاد ورئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مطار بيروت الدولي متوجهان الى القصر الجمهورية حيث سيلتقي الرئيس الإيراني، رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس الحكومة سعد الحريري.
وكان بري في استقبال الرئيس الإيراني على عند باب الطائرة لمرافقته الى المقر الرئاسي ووزراء ونواب حزب الله وحركة امل الشيعيين.كما شارك وفد من السفارة الايرانية وآخر من الجالية الايرانية في الاستقبال، بالاضافة الى والد القيادي في حزب الله عماد مغنية الذي قتل في دمشق العام 2008 ويتهم حزب الله اسرائيل باغتياله.
وستتوج الزيارة بجولة الخميس في الجنوب، معقل حليفه حزب الله والمنطقة الحدودية مع اسرائيل، عدوة ايران اللدودة. ويتوقع ان تشكل الزيارة عرض قوة للجمهورية الاسلامية ولحزب الله، في اطار مشروعهما الاستراتيجي في الشرق الاوسط المعادي للسياسة الاسرائيلية والاميركية.
ووصف تلفزيون quot;المنارquot; التابع لحزب الله الحدث بquot;الزيارة التاريخيةquot;.وفي نقل مباشر للحشود المتجمعة على طريق المطار وفي عدد من شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت لاستقبال الرئيس الايراني، قال التلفزيون ان هذا الاستقبال quot;سيشكل صفعة لكل من تفوه بكلمة سوء عن هذه الزيارة، لا سيما الولايات المتحدة واسرائيلquot;.
وتجمع الاف اللبنانيين صباح اليوم الاربعاء على طريق مطار بيروت استعدادا لاستقبال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد. وبدأ الناس يتجمعون اعتبارا من الصباح الباكر على الطرق المحيطة بمطار بيروت وكان عددهم يزداد تباعا، وقد حملوا اعلاما ايرانية واعلاما لحزب الله، في وقت ارتفعت اناشيد وطنية لبنانية وايرانية من مكبرات للصوت موضوعة على جانبي الطريق.
وقالت زينب هاشم (53 عاما) وهي واقفة وقفت تنتظر موكب الرئيس الايراني quot;هذا يوم ننتظره منذ زمن. هذا هو الرئيس الافضل والاكثر صدقاquot;، مشيرة الى ان احمدي نجاد quot;اعطى لبنان من دون مقابل ومن دون شروطquot;. وقال علي عبيد الذي يعمل في الصناعات المعدنية وقد اقفل محله للمشاركة في الاستقبال مع زوجته وابنتيه quot;اريد ان اعبر عن امتناني لاحمدي نجاد على المساعدات الاجتماعية والماديةquot;.
وقد اقفلت منذ الصباح الباكر الطرق المؤدية الى المطار، بالاضافة الى طرق محيطة بفندق quot;فينيسياquot; في بيروت الذي سيستضيف الرئيس الايراني. واتخذت مدارس عدة في العاصمة وضواحيها قرارا بالاقفال بسبب التدابير الامنية المشددة التي قد تعيق حركة السير.ويشارك في تنظيم عملية الاستقبال على طريق المطار عناصر باللباس المدني تابعون لحزب الله وقد وضعوا على اذرعهم عصبة كتب عليها quot;انضباطquot;. كما سجل انتشار كثيف لعناصر الجيش اللبناني.
وسيشارك في المحادثات رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري. وتتوج زيارة الرئيس الايراني الى بيروت بجولة في الجنوب، معقل حليفه حزب الله والمنطقة الحدودية مع اسرائيل، عدوته اللدودة. وتستمر الزيارة يومين، ويتوقع ان تشكل، استنادا الى البرنامج الحافل واللقاءات الشعبية، عرض قوة للجمهورية الاسلامية ولحزب الله، في اطار مشروعهما الاستراتيجي في الشرق الاوسط المعادي للسياسة الاسرائيلية والاميركية.
وهي الزيارة الاولى لاحمدي نجاد الى لبنان منذ انتخابه رئيسا العام 2005 والثانية لرئيس ايراني بعد زيارة الرئيس السابق محمد خاتمي في 2003.وسيشارك مساء الاربعاء في تجمع شعبي في الضاحية الجنوبية لبيروت من تنظيم حركة امل وحزب الله الشيعيين ينتظر ان يطل خلاله ايضا الامين العام لحزب الله حسن نصر الله. وذكرت قناة quot;المنارquot; ان الامين العام لحزب الله حسن نصرالله سيلقي كلمة ترحيبية بالرئيس الايراني محمود احمدي نجاد خلال الاحتفال الشعبي الذي يقام مساء اليوم في ملعب الراية.
وتشمل جولته الجنوبية الخميس محطة في بنت جبيل (120 كلم عن بيروت) يلقي خلالها كلمة في ملعب المدينة الذي يتسع لالاف الاشخاص، واخرى في بلدة قانا التي تعرضت لقصف اسرائيلي تسبب بوقوع مجزرتين احداها في 1996 والاخرى في 2006 معظم، القتلى فيهما من النساء والاطفال.
وانتشرت صور الرئيس الايراني على الطريق المؤدية الى مطار بيروت الدولي والجنوب مع عبارات ترحيب بالعربية quot;اهلا وسهلاquot; والفارسية quot;خوش آمديدquot;، بالاضافة الى عبارات quot;شكرا ايرانquot;، ردا على المساهمة الايرانية في اعادة اعمار الجنوب بعد حرب صيف 2006 بين حزب الله واسرائيل.
واثارت زيارة احمدي نجاد انتقادات بين فريق قوى 14 آذار الممثلة بالاكثرية النيابية. وتخوف سياسيون من ان يكون الهدف منها الايحاء بتحول لبنان الى quot;قاعدة ايرانيةquot; على حدود اسرائيل، وquot;تغليب طرف لبناني على آخرquot;.
وتأتي الزيارة في خضم مواجهة سياسية داخلية حادة بين فريق رئيس الحكومة وحزب الله على خلفية المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. كما تأتي في اجواء ضاغطة بين طهران من جهة واسرائيل والغرب من جهة ثانية على خلفية برنامج ايران النووي.
وانتقدت كل من الولايات المتحدة واسرائيل الزيارة، محذرتين من امكان تاثيرها سلبا على الاستقرار الاقليمي. وسيتخلل الزيارة التوقيع على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم في قطاعات البيئة والسياحة والتجارة والصناعة والاعلام والرياضة والمياه والكهرباء.
واشنطن ترفض محاولات زعزعة الاستقرار في لبنان
من جانبها كدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء في بريشتينا، ان الولايات المتحدة ترفض اي محاولات لquot;زعزعة استقرارquot; لبنان، وذلك ردا على سؤال حول زيارة الرئيس الايراني الى هذا البلد.
وقالت كلينتون في مؤتمر صحافي برفقة رئيس الوزراء الكوسوفي هاشم تاجي الذي اجرت لتوها محادثات معه quot;نرفض اي محاولات ترمي الى زعزعة الاستقرار او تأجيج التوترات في لبنانquot;. وتابعت بدون ان تذكر اسم محمود احمدي نجاد ولو لمرة واحدة quot;نأمل الا يقوم اي زائر باي عمل او يقول اي شيء من شأنه ان يزيد التوتر او عدم الاستقرار في هذا البلدquot;.
واضافت الوزيرة الاميركية ان الولايات المتحدة quot;تدعم سلامة وسيادة لبنان. نحن جد مصممون على دعم الحكومة اللبنانية التي تواجه تحديات عدةquot;. وتابعت ان quot;التوازن داخل لبنان يجب ان يبقىquot;.
lrm; من جهته اعتبر البيت الابيض الاربعاء ان الزيارة الرسمية التي يقوم بها محمود احمدي نجاد الى لبنان تظهر ان اهتمام حزب الله بايران يفوق اهتمامه باللبنانيين.
وقال المتحدث باسم الرئاسة روبرت غيبس ان الزيارة التي ينوي احمدي نجاد القيام بها للقرى الحدودية مع اسرائيل الخميس تظهر تمادي الرئيس الايراني في quot;سلوكه المستفزquot;.
واضاف quot;اعتقد ان (هذه الزيارة) تظهر ايضا ان حزب الله يبدو اكثر ولاء لايران من ولائه للبنانquot;.
التعليقات