باريس: التقى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هنا اليوم السكرتير العام لحلف شمال الاطلسي (ناتو) اندرس فوغ راسموسين لمناقشة عدد من القضايا من بينها اصلاح الناتو وقمة ليشبونة المقررة في نوفمبر المقبل.

وقال مكتب ساركوزي في بيان ان نائب سكرتير عام الناتو لشؤون الدفاع والاستثمارات باتريك اوروي رافق راسموسين في المحادثات. ووصف دبلوماسيون المحادثات بأنها كانت quot;حميمية وبناءةquot; حول كل القضايا التي ستتطرق اليها قمة ليشبونة الشهر المقبل.

واشار مكتب ساركوزي الى ان quot;الرئيس (الفرنسي) اكد مجددا الطابع المركزي لالتزامات الدفاع الخاصة بالمادة ال5 من معاهدة شمال الأطلسيquot; مضيفا ان الرئيس quot;أكد ايضا تأييد (فرنسا) لتعامل الحلف الأطلسي مع التهديدات الجديدة ومع الاصلاح العميق للناتو الذي يتم السعي اليه في اطار المشاركة الكاملة في هياكل حلف شمال الاطلسيquot;.

وبعد انقطاع دام 44 عاما قررت فرنسا الاندماج مجددا مع الناتو على المستويين السياسي والعسكري بعد أن ظلت خارج المركز الأساسي لصنع القرار بسبب خلاف نسب بين الرئيس شارل ديغول والولايات المتحدة في عام 1966 على مناصب قيادية حيث طالب ديغول الحلف بمغادرة مقره في باريس واضطرت المنظمة للانتقال الى بروكسل.

واتفق ساركوزي وراسموسين ايضا على أنه ما دامت الأسلحة النووية موجودة فسوف يظل الحلف الأطلسي تحالفا نوويا حتى لو كان الردع النووي في فرنسا ذا طابع مستقل.

وقال قصر الاليزيه بعد اللقاء quot;أكد رئيس الدولة (ساركوزي) أن القوات النووية المستقلة التي تمتلك قوة ردع خاصة بها سوف تستمر في المساهمة في الردع العالمي وتوفير الامن للحلفاءquot;.

وقال ساركوزي ايضا انه سيؤيد اقتراح الولايات المتحدة لنظام الدفاع المضاد للصواريخ الذي تجري مناقشته حاليا من قبل دول حلف شمال الاطلسي موضحا انه يمكن اتخاذ قرار في هذا الشأن في ليشبونة اذا ما تم اقتراح مشروع quot;واقعيquot; استنادا الى quot;تطور التهديد الذي تشكله الصواريخ الباليستية بسبب برامج معينة في الشرق الاوسطquot; في اشارة مبطنة الى ايران.

وقال ساركوزي ان نظام دفاع صاروخي كهذا لابد ان يشمل أيضا الحوار والتعاون مع روسيا مشيرا الى ان المزيد من التعاون الوثيق مع روسيا أمر مرغوب فيه.
واضاف ان نظام الدفاع الصاروخي يجب أن يكون quot;مكملاquot; وليس quot;بديلاquot; للردع النووي.

وأخيرا ناقش الرجلان الوضع في افغانستان ودور الناتو هناك والعمل مع مجلس الأمن الدولي وقوة المساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف). وقال الرئيس الفرنسي ان مؤتمر القمة في لشبونة سيكون فرصة أخرى لتسليم المزيد من المسؤولية الأمنية للقوات الأفغانية مؤكدا أنه في أي حال لن يتم السماح بأن تصبح أفغانستان ملاذا للارهابيين حيث يمكن أن تكون قاعدة لشن العمليات وتهدد أمن الدول الغربية.