تبيّن أنّ ضحية الجريمة التي جرت في لندن ديفيد بيرغيس كان عابراً إلى الجنس اللطيف ويحمل اسم laquo;سونياraquo;.


ديفيد بيرغيس هو أيضا سونيا جاردنيير

لندن: أمسية الاثنين الماضي رُوّع اللندنيون بجريمة قتل امرأة بعدما دفعت بها أخري إلى تحت قطار الأنفاق بمحطة تشارينغ كروس في قلب العاصمة.

واحتجز رجل شهد الحادثة بأم عينيه الجانية الى حين وصول الشرطة التي ألقت القبض عليها بتهمة القتل.

وعُلم أن المرأة تدعى نينا كانغاسنغهام (34 عاما) وأنها كانت على علاقة ما بالقتيلة (لم تتضح بعد) وارتكبت جريمتها بعد خلاف بينهما.

على أن الجريمة اكتسبت بعدا دراميا آخر بعد الإعلان عن أن الضحية لم تكن امرأة وإنما كانت رجلا في ثياب امرأة.

وتابعت الصحافة البريطانية التحقيقية الحدث سعيا وراء هويته فاكتشفت أبعادا درامية أخرى مدهشة.

فقد اتضح أن الضحية محام اسمه ديفيد بيرغيس (63 عاما) وأنه أب ثلاثة أبناء من طليقته يودون لامو، وهي لاجئة من التيبت كانت موكلة له وتزوجها بعد كسبه اللجوء السياسي لها وطلقها في العام 2006.

ولم يكن هذا الرجل مجرد محام وإنما كان مرموقا ومحترما في مجال تخصصه وهو قضايا الهجرة والمهاجرين الذي عمل فيه لأكثر من 40 عاما.

وقد بنى لنفسه خلال تلك الفترة سمعة قامت على كسبه قضايا عسيرة للعديد من طالبي اللجوء السياسي وضحايا الملاحقات السياسية والتعذيب في بلادهم.

كان بيرغيس يعمل شريكا رئيسيا في مكتب المحاماة اللندني laquo;لوكمامي تومبسون آند بارترنزرraquo; حيث كان موكلوه ينادونه باسمه الأول، ديفيد، بدون ألقاب، ووصفه زملاؤه بأنه laquo;رائد في الدفاع عن حقوق الضعفاءraquo;.

وكان بين إنجازاته الشهيرة أنه سعى، ونجح، في تغيير القانون بحيث صارت السلطات تعجز عن ترحيل طالبي اللجوء السياسي الذين يمكن أن يتعرضوا للتعذيب في حال تسلميهم لسلطات بلادهم.

حياة مزدوجة

لكن بيرغيس كان يعيش حياة سرية موازية. فقد كان عابراً إلى الجنس اللطيف في مظهره وسمى نفسه laquo;سونياraquo; وهو الاسم الذي كان يعرف به حتى وسط أفراد أسرته.

وقيل إنه كان بغياً ذكرا يعرض خدماته الجنسية في موقع على الإنترنت بصورة له كامرأة وعبارة تقول: laquo;عابر إلى الجنس الآخر بانتظار عملية تحوله إلى امرأة ويبحث عن لقاءات مدفوعة الأجر مع الرجالraquo;.

ويقول على الموقع الإلكتروني المخصص للمخنّثين: laquo;اسمي سونيا جاردنيير وأحب أزياء الموضة والمكياج والتسوّق ومجلة Look (النسائية) والأفلام الرومانسية ومعظم الرجالraquo;. وعما لا يحب يكتب قائلا: laquo;ليس الكثير لكني لا أحب القلوب الخالية من الرأفةraquo;.

وقالت صحلفة التابلويد الشعبية إنه كان يعيش laquo;مع شاب من الشرق الاقصى في الثالثة والثلاثين من عمره في شقة بحي سوهوraquo; في الويست إند وسط العاصمة.

وقالت إن هويته عرفت بعدما رفضت محكمة ويستمنستر الابتدائية طلب الشرطة الحفاظ عليها سرا في الوقت الحالي.