ينفذ 4100 موظف في هيئة الإذاعة البريطانية quot;بي بي سيquot; إضراباً عن العمل احتجاجاً على إصلاح نظام التقاعد، وهو ما أدى إلى إرباك في البرامج الصباحية للهيئة، وفي وقت يؤكد العاملون إصرارهم على مطالبهم يقول المدير العام للبي بي سي إنه لا مناص من الإصلاحات الجذرية في نظام التقاعد.


لندن:تجاهل صحافيو هيئة الإذاعة البريطانية laquo;بي بي سيraquo; سائر المناشدات لهم بالامتناع عن بدء إضرابهم الجمعة احتجاجا على قرار مديرها العام مارك تومبسون إصلاح نظام التقاعد. وكانت الهيئة قد قررت أن يعمل الموظفون حتى سن الخامسة والستين بدلا من ستين وأن يخصص قسم اكبر من مرتباتهم لدعم صندوق معاشات ما بعد الخدمة.

وبدأ الاضراب، الذي ينفذه 4100 صحافي بالهيئة جميعهم أعضاء في laquo;النقابة القومية للصحافيينraquo; NUJ، منتصف ليلة الخميس - الجمعة بتوقيت غرينتش ويستمر يوما آخر ليتنهي منتصف ليلة السبت - الأحد. ومن المقرر أن يضرب الصحافيون مرة أخرى في 15 و16 من الشهر الحالي.

وأثّر الإضرابفي عدد من البرامج الصباحية أهمها Todaylaquo;تودايraquo; الذي تبثّه قناة بي بي سي الإذاعية الرابعة laquo;راديو 4raquo; والذي يحظى بشعبية هائلة فلم يذع على الهواء واستعين بمواد من الارشيف لسد الفراغ الذي احدثه غيابه عن الأثير.

واضطرت الهيئة لبث مواد قناتها الإذاعية الخامسة laquo;راديو 5raquo; وبرامجها الإخبارية الصباحية بالعدد الأدنى الممكن من العاملين والوجوه التلفزيونية غير المعتادة أو غير المعروفة مطلقا ولجأت أيضا للمواد الأرشيفية لسد الثغرات العديدة فيها.

ويأتي الإضراب ردا على محاولة بي بي سي إصلاح نظام التقاعد سعيا لتجاوز نقص في ميزانيته يقدر بحوالي 1.5 مليار جنيه (حوالي 2.626 مليار دولار). ويذكر أن ثلاث نقابات للعاملين في الهيئة كانت تنوي الإضراب. لكن نقابتي laquo;بيكتوraquo; Bectu وlaquo;يونايتraquo; Unite قررتا التراجع عنه بعد قدر من التنازلات من جانب الإدارة. على أن هذه لم ترض النقابة الرئيسة (وهي نقابة الصحافيين البريطانيين) NUJ فقرر أعضاؤها في بي بي سي المضي قدما فيه.

نقاش بين نائب مدير بي بي سي (اليمين) وأحد المضربين أمام مركز التلفزيون

وتمركز عدد كبير من المضربين أمام مبنى الهيئة الرئيس laquo;برودكاستينغ هاوسraquo; في قلب العاصمة البريطانية لمنع laquo;المتخاذلينraquo; من دخوله. وقال جيريمي ديير لوسائل الإعلام إن السواد الأعظم من الصحافيين يشارك في الإضراب وإن هذا laquo;يبعث برسالة واضحة الى بي بي سي مفادها أننا نأخذ مسألة التقاعد هذه مأخذ الجد ولن نساوم فيهاraquo;.

ومضى يقول: laquo;ما تحاول إدارة بي بي سي عمله يرقى الى مقام السرقة في وضح النهار، وهذا هو رأي جميع الصحافيين العاملين في الهيئة. يطلبون إلينا تحكيم العقل في مسألة غير معقولة، ولهذا توجب علينا التحرك للدفاع عن ترتيبات تقاعدنا التي نعتقد أنها عادلة ولا غلو فيها على الإطلاقraquo;.

ومن جهته، قال مدير بي بي سي العام مارك تومبسون في رسالة وجهها الى المضربين عبر كل القنوات الإعلامية المتاحة له في الهيئة إن إضرابهم laquo;ربما نجح في تعطيل بث بعض البرامج، لكنه لن يغير شيئا في جوهر الموضوع وهو أنه لا مناص من الإصلاحات الجذرية في نظام التقاعد. فمن المستحيل استمراره على ما هو عليه وذلك بسبب استحالة تمويله. ومع ذلك فقد قدمنا للصحافيين عرضا نعتقد أنه منصف للجميعraquo;.

ويذكر أن الخبراء الاقتصاديين ظلوا يصفون نظام التقاعد في laquo;بي بي سيraquo; بأنه laquo;مجز قياسا بالمتوفر في مؤسسات عديدة أخرىraquo;. لكن العاملين في الهيئة عموما يقولون إن أجورهم متدنية (بالقياس مع العاملين في laquo;سكايraquo; مثلا).

ويضيف هؤلاء قولهم إن ثمة هوة واسعة بين رواتبهم ورواتب شاغلي المناصب العليا في الهيئة نفسها. وقد ظلت المرتبات الضخمة التي يحصل عليها هؤلاء الأخيرون محل انتقادات لاذعة من جانب الصحافة البريطانية ومحل جدل ساخن رغم وعود مارك تومبسون بتخفيضها كثيرا.