كوناكري: بدأ سكان غينيا الادلاء باصواتهم الاحد اعتبارا من الساعة السابعة صباحا تغ لانتخاب رئيسهم في الدورة الثانية من اول انتخابات حرة في تاريخهم تجري بعد عدة اسابيع من التوتر السياسي والاتني.

ودعي نحو 4,2 ملايين ناخب الى الاختيار بين سيلو دالين ديالو الذي تولى مرارا منصب وزير ورئيس الوزراء في عهد نظام الجنرال الراحل لنسانا كونتي (1984-2008)، والفا كوندي الذي عارض كافة الانظمة وامضى سنتين في السجن.

وقد حل الاثنان في مقدمة مرشحين الدورة الاولى التي جرت قبل اكثر من اربعة اشهر في 27 حزيران/يونيو وحصل الاول على 43% من الاصوات والثاني على 18%. وحضر سيدو سيسي (67 سنة) الطبيب المتقاعد الى مدرسة تقع على شاطئ البحر في كوناكري وتحولت الى مركز اقتراع، قبل ساعة من بداية الانتخاب مؤكدا quot;انه يوم مميز جداquot;.

واضاف quot;الجميع يريد نهاية النظام السابق سريعا ومعه الفساد واستحواذ البعض على الاموالquot;. وفي احياء اخرى من العاصمة لاحظ مراسل فرانس برس مئات الناخبين يقفون في طوابير ينتظرون بهدوء دورهم للانتخاب.

وبضغط من المجتمع الدولي، دعا المرشحان المتحدران من اتنيتين مختلفتين تعتبران الاكبر في غينيا، الجمعة سويا الى الهدوء والتآخي بعد حملة انتخابية شهدت اعمال عنف سياسية وقبلية. وتبادل المعسكران التهم باعداد عمليات تزوير واندلعت، على خلفية توتر اتني اججته الشائعات، مواجهات اسفرت عن سقوط عشرات الجرحى وقتيل على الاقل حسب منظمات الدفاع عن حقوق الانسان.

وعشية الاقتراع دعا الرئيس الانتقالي سيكوبا كوناتي مجددا الى تنحي العسكريين عن الحكم بعد الانتخابات. ودعا الى quot;قطيعة مع ماض شابته اعمال عنفquot; وانتهاكات حقوق الانسان. ويرتقب ان تضع هذه الانتخابات الرئاسية الحرة الاولى حدا لخمسين سنة من الدكتاتورية والانظمة التعسفية في غينيا، المستعمرة الفرنسية سابقا التي استقلت سنة 1958.

وكان quot;اب الاستقلالquot; الراحل احمد سيكو توري (1958-1984) يسعى الى اقامة مجتمع اشتراكي لكنه تحول الى دكتاتور. وشهدت البلاد بعد ذلك نظاما عسكريا متعسفا قاده لنسانا كونتي (1984-2008) طيلة 24 سنة، تلته خيبات امل مريرة مع النظام العسكري الذي قاده الكابتن موسى داديس كامارا الذي استولى على الحكم نهاية 2008.

واثارت مجزرة قتل فيها 157 معارضا في ايلول/سبتمبر 2009 في ملعب كوناكري صدمة كبرى في غينيا. ولا يزال نصف السكان في هذا البلد الذي يملك ثروة منجمية هائلة تتنازع عليها الشركات المتعددة الجنسيات، يعيشون تحت عتبة الفقر وحيث معظم المنازل لا تصلها المياه العذبة ولا الكهرباء. واغلقت كافة الحدود الاحد ومنعت حركة السير عموما من السادسة ت.غ. الى منتصف الليل تغ.