يخشى المزراعون في جنوب السودان العمل في الحقول خوفاً من متمردي جيش الرب للمقاومة الذين يثيرون الرعب في المنطقة.


ازو: أراض خصبة وغنية تنمو فيها أشجار شاهقة ومحاصيل زراعية وافرة: انها ارضي ولاية غرب الاستوائية التي كان يفترض ان تكون مخزن حبوب جنوب السودان غير ان مزارعيها يخشون المغامرة بالخروج الى الحقول خوفا من متمردي جيش الرب للمقاومة الذين يثيرون الرعب في المنطقة.

ويلهو اطفال حفاة في وسط قرية ازو المتواضعة الواقعة في ولاية غرب الاستوائية على الحدود مع جمهورية الكونغو الديموقراطية وجمهورية افريقيا الوسطى.

وفي هذه المنطقة غزيرة الامطار يفترض الا يشكو احد من الجوع ولكن منظمات الاغاثة الانسانية توزع هنا حصصا غذائية على الالاف من المحتاجين الذين فروا من قراهم بسبب هجمات جيش الرب للمقاومة.

وظهر متمردو جيش الرب للمقاومة في شمال اوغندا في نهاية ثمانينات القرن الماضي وانتقلوا اعتبارا من العام 2005 نحو اقصى شمال شرق الكونغو الديموقراطية ونحو جنوب السودان وشرق جمهورية افريقيا الوسطى وكانوا يحرقون في طريقهم القرى ويختطفون اطفالا يستخدمونهم رغما عن ارادتهم في القتال كما كانوا يغتصبون النساء.

وهذا العام، شن جيش الرب للمقاومة 22 هجوما في جنوب السودان واجبر قرابة 55 الف شخص على النزوح الى غرب الاستوائية من بينهم 15 الفا لجأوا الى بلدة ازو. ويقول اسحق دومينيك الذي فر من قريته مادورو الى ازو بعد هجوم للمتمردين: quot;كنا نخرج لزراعة الارض ولكن الان بسبب جيش الرب للمقاومة لا احد يجرؤ على الخروجquot;.

وتوجد في ازو مئات الخيام المتواضعة المشيدة بواسطة عيدان خشبية مسقوفة بقطعة من البلاستيك. وفي المساحات الصغيرة الخالية بين الخيام، يقوم النازحون بزراعة البطاطا. ويقول نائب رئيس اللجنة المحلية المسؤولة عن اعاشة النازحين ارشانغال سندان تيازا quot;لا يوجد مكان هنا للزراعة بالمعنى الحقيقي للكلمة واذا خرجنا من القرية سيقتلنا مقاتلو جيش الرب للمقاومةquot;.

ويقول اندريو بيتو من منظمة انترسوس غير الحكومية quot;اصبح الوضع اكثر استقرارا بعض الشئ الان في ازو التي هاجمها جيش الرب للمقاومة في نيسان/ابريل الماضي ولكن الامن هو الهاجس الاساسي اذ ان المزارعين ينبغي ان يزرعوا الارض خارج القرية غير انهم لا يفعلون بسبب انعدام الامنquot;.

ولا يستبعد ارشانغال سندان تيازا quot;عودة جيش الرب من اجل افساد الاستفتاءquot; حول استقلال جنوب السودان المقرر اجراؤه في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل. ويعتبر الجنوبيون ان جيش الرب للمقاومة رديف للجيش الشمالي ويتهمون الخرطوم بالسعي الى زعزعة الاستقرار في جزء من جنوب السودان مع اقتراب موعد الاستفتاء.

وتقول ليز غراند منسقة الامم المتحدة للمساعدات الانسانية في جنوب السودان ان quot;جيش الرب نجح في حظر الانتاج الغذائي فمقاتلوه يهاجمون القرى والناس تخاف من الذهاب الى المناطق التي يمكنها الزراعة فيهاquot;. وتضيف quot;كان يفترض ان تكون ولاية غرب الاستوائية مخزن حبوب جنوب السودان ونقص الانتاج الغذائي فيها لا يضر فقط المزارعين ولكن جنوب السودان بكاملهquot;.

وقدم برنامج الاغذية العالمي هذا العام مساعدات غذائية لحوالي 4,3 مليون شخص في جنوب السودان اي قرابة نصف سكان هذه المنطقة الواسعة التي تعاني من مشكلات اقتصادية بسبب مشكلات الجفاف بصفة خاصة. وتؤكد غراند انه quot;لو كان هناك انتاج زراعي في ولاية غرب الاستوائية لما اضطررنا الى توزيع هذا الكم من المساعداتquot;.