طُلب من المهرجالبرازيلي فرانشيسكو اوليفيرا إثبات قدرته على القراءة والكتابة بعد دخوله الكونغرس.


قضى البرازيلي فرانشيسكو اوليفيرا حياته المهنية مهرّجاً على شاشة التلفزيون في ساو باولو. لكنه كان يضع السياسة نصب عينه فقرر - استنادا الى شعبيته الهائلة - خوض الانتخابات الى مجلس النواب في الكونغرس.

وأقام اوليفييرا، المعروف باسمه الفنّي تيريكا، حملته الانتخابية على ظهر الفكاهة. فكان يبدو بزي المهرج المزركش نفسه مكتملا بالباروكة الشقراء وملقياً عبارات مرحة مثل laquo;ما هي مهمة النائب الفيدرالي؟ لا معرفة لي مطلقا.. ولكن صوتوا لي وسأخبركم حال علمي بهاraquo;.
وعادت له حملته غير المألوفة بثمار حلوة المذاق. فقد انتخب في الثالث من الشهر الماضي الى مجلس نواب الكونغرس مرشحا من laquo;حزب الجمهوريةraquo;. وليس ذلك وحسب بل انه انتخب بما يفوق 1.3 مليون صوت تاركا بقية المرشحين وراءه بمسافة كبيرة. وكما كان متوقعا فقد أذهلت هذه النتيجة المؤسسة السياسية التقليدية وأغضبتها.

وتبعا للصحافة البريطانية يوم الجمعة فقد قال عدد من النواب والقانونيين إن انتخاب تيريكا يمرّغ سمعة الكونغرس - الغارق أصلا في سلسلة من فضائح الفساد - في الوحل. وبلغ الأمر حد أنهم اتهموه صراحة بأنه أمي لا يعرف القراءة والكتابة ولهذا فالواجب تجريده من عضويته.

ومن ثم فقد رُفع الأمر الى القضاء لأن الدستور البرازيلي ينص على أن شاغلي المناصب العامة يجب أن يكونوا قادرين تماما على القراءة والكتابة. فأمر قاض بأن يخضع تيريكا (45 عاما) لامتحان يثبت مرة وإلى الأبد أنه غير أمي.

وهكذا تعين على المهرج أن يثبت أهليته لعضوية الكونغرس. ولاحقا أعلن وولتر دي ألميديا غوليرمي، رئيس لجنة الانتخابات الإقليمية في ساو باولو أن laquo;السنيور اوليفيرا اُخضع لامتحانين في القراءة إضافة الى امتحان في الإملاءraquo;.

وقال إنه طلب الى اوليفيرا أن يقرأ بصوت عال سائر العناوين الرئيسية والفرعية على الصفحة الأولى من صحيفتين يوميتين. ثم طلب اليه أن يكتب ما يملى عليه من قطعة من كتاب بعنوان laquo;تاريخ العدالة الانتخابيةraquo;.

لكنه أضاف أن قاضيا سيقرر رسميا ما إن كانت نتائج هذه الامتحانات تنفي عنه صفة الأميّة. ويذكر ان الملايين من البرازيليين مصنفون أشباه أميين إذ ان باستطعتهم قراءة بعض الكلمات والجمل وكتابة بعضها أيضا ولكن بدون أن يفهموا معانيها الحقيقية بالضرورة.

على أن الأمر برمته أغضب الرئيس لولا دا سيلفا الذي وصف إخضاع اوليفيرا للامتحان بأنه laquo;غباء يسيء الى ذكاء اولئك الذين منحوه أصواتهمraquo;. ويذكر أن لولا نفسه عمل في شبابه الباكر ماسحا للأحذية وعامل معادن.