قدم 4 وزراء استقالتهم من الحكومة الايطالية، مما يعمق الازمة السياسية التي يعاني منها بيرلسكوني.


روما: قدم اربعة وزراء مؤيدين لرئيس مجلس النواب جانفرانكو فيني استقالاتهم من الحكومة الايطالية الاثنين، مما يعمق الازمة السياسية التي يعاني منها ائتلاف رئيس الوزراء سيلفيو برلوسكوني والتي يمكن ان تستمر اسابيع.

والوزراء الاربعة، وهم وزير الشؤون الاوروبية اندريا رونكي ونائب وزير التنمية الاقتصادي ادولفو اورسو ووزيران اخران لا يتوليان حقائب بارزة مقربان من رئيس البرلمان، الحليف السابق لبرلوسكوني الذي انهى في ايلول/سبتمبر تحالفه مع رئيس الوزراء الايطالي.

واعلن حزب quot;حركة المستقبل والحريةquot; بزعامة فيني استقالة الوزراء الاربعة في بيان.

وقبل الاعلان، صرح اورسو في مقابلة مع تلفزيون quot;سكاي تي جي24quot; الاخباري quot;نقترح حكومة جديدة، واغلبية جديدة، واجندة جديدة للاصلاح .. برلوسكوني يتحصن في قصرهquot;.

وقال ايتالو بوكينو، المتحدث باسم حزب فيني، في مقابلة مع صحيفة لا ستامبا، انه يجب تشكيل حكومة وحدة وطنية دون برلوسكوني يمكن ان تضم المعارضة اليسار الوسط.

واضاف quot;علينا ان ننظر دون تحيز وبعقل مفتوح الى المعارضة التي يجب ان تدخل في حكومة وحدة وطنيةquot;.

واضاف ان برلوسكوني quot;هو الاقل تاهلا لترأس حكومة وحدة وطنية. فهو دائما بحاجة الى خصم لتوحيد قواهquot;.

وقدم مسؤول اخر في الحكومة هو جوزيبي ماريا رينا، وكيل وزارة النقل، استقالته تضامنا مع الوزراء الاخرين رغم انه ليس من حركة فيني، حسب ما افادت المتحدثة باسمه.

ودعا فيني برلوسكوني للاستقالة هذا الشهر وهدد بسحب الوزراء الموالين له من الحكومة اذا لم يستقل من رئاسة الوزراء.

وفي رد على ذلك تعهد برلوسكوني باجراء تصويت على الثقة في البرلمان ومواجهة خصومه في الانتخابات البرلمانية اذا استدعى الامر.

وقال فيني الاثنين ان الطبقة الحاكمة في ايطاليا quot;فقدت احساسها بالكرامة والمسوؤلية والواجب الذي يجب ان يتحلى به المسؤولون الحكوميونquot;.

ووافقت القوى السياسية الرئيسية في ايطاليا في عطلة نهاية هذا الاسبوع على انه لن يجري اي تصويت على الثقة في البرلمان الا بعد ان يوافق المشرعون على ميزانية عام 2011 في الوقت الذي تعاني فيه ايطاليا من اثر الديون الثقيلة في اسواق المال الدولية.

ومن المقرر ان تبدأ مناقشة الميزانية الاثنين في مجلس النواب الا ان الموافقة النهائية من مجلس الشيوخ قد لا تاتي حتى وقت متاخر من تشرين الثاني/نوفمبر او في كانون الاول/ديسمبر، وتقول المعارضة (يسار وسط) انها تخشى من ان يمارس برلوسكوني quot;اساليب اضاعة الوقتquot;.

ورغم المجادلات السياسية المتوقعة خلال الايام المقبلة، فان الخبراء يجمعون على ان حكومة برلوسكوني التي تتولى السلطة منذ انتخابات 2008، ستسقط في النهاية قبل انتهاء ولايتها في 2013.

والسؤال الحاسم هو ما الذي سيحدث بعد ذلك؟

ومن بين السيناريوهات التي ظهرت في الايام الاخيرة: تشكيل حكومة جديدة بزعامة برلوسكوني لكن بائتلاف مختلف، او تشكيل حكومة انتقالية يتولاها تكنوقراط برئيس وزراء مختلف، او تشكيل حكومة يسار وسط يدعمها فيني.

ويتفق الخبراء على انه اجلا ام عاجلا، فانه يجب اجراء انتخابات مبكرة.

وتدهورت شعبية برلوسكوني وتعرض لضغوط كبيرة بسبب سلسلة من الفضائح من بينها جدل حول دوره في تحقيق للشرطة بشان راقصة في ملهى ليلي عمرها 17 عاما قالت انها حضرت عددا من حفلاته.

على الرغم من تردي شعبيته الا ان نتائج استطلاعات راي اخيرة نشرتها صحيفة quot;كورييرا ديلا سيراquot; السبت، اظهرت ان حزب quot;شعب الحريةquot; الذي يتزعمه برلوسكوني حصل على اعلى نسبة من اصوات الناخبين حيث حقق 26,5%.

وتلاه الحزب الديموقراطي (يسار وسط) بنسبة 24,2%، ثم حزب العصبة الشمالية الشعبوي، الشريك الصغير في الائتلاف الحكومي، بنسبة 11,8%، وحركة المستقبل والحرية بنسبة 8,1%.