تثير التسوية التسوية التي طرحها الأميركيون على إسرائيل الجدل، حيث أن تل أبيب تصر على أنها حصلت على دعم الولايات المتحدة للاستمرار في البناء في القدس الشرقية.


لندن، تل أبيب: في ظل الإصرار الإسرائيلي بالحصول على دعم أميركي للاستمرار في البناء في القدس الشرقية، تقول صحيفة quot;الغاردينquot; إن واشنطن لم تقدم اي وثيقة، حتى الآن، تثبت صحة ما يحاول الاسرائيليون التأكيد عليه.

وتضيف أن اسرائيل ما زالت تصر على انها ستستمر في النشاطات الاستيطانية في القدس الشرقية، وهو ما يهدد جهود السلام التي تدعمها واشنطن والقائمة على تجميد تلك النشاطات، الشرط الذي يصر عليه الفلسطينيون. وتقول الصحيفة انه على الرغم من موافقة واشنطن على استثناء القدس الشرقية من نشاطات البناء تلك، حسب مسؤولين اسرائيليين، لم ترسل الولايات المتحدة رسالة بهذا المعنى الى اسرائيل.

وتقول الغاردين ان الولايات المتحدة تأمل في ان يجعل استمرار تجميد النشاطات لمدة تسعين يوما، باستثناء القدس الشرقية، الاسرائيليين والفلسطينيين اكثر قدرة على التحرك الى امام في المفاوضات السلمية المتعثرة. الا ان الصحيفة تقول انه، وعلى الرغم من تأكيد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الاتفاق اصبح وشيكا، لم ترسل واشنطن اي رسالة او وثيقة تؤكد التوصل الى اتفاق.

وتشير الى ان مارك ريجيف المتحدث باسم نتنياهو امتنع عن الحديث حول تلك المحادثات بين الحكومتين، لكنه قال ان اي تعليق للنشاطات الاستيطانية لن ينطبق على القدس الشرقية، التي احتلتها اسرائيل وضمتها اليها في عام 1967، لكنها لم تحظى باعتراف دولي.

هذا وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي نه يواصل quot;اتصالات مكثفة مع الادارة الاميركيةquot; لـ quot;وضع اللمسات النهائية على تفاهماتquot; تتيح احياء عملية السلام مع الفلسطينيين. وقال نتانياهو خلال زيارة لمعهد البوليتكنيك في حيفا (شمال) quot;اثر محادثاتي قبل اسبوع في نيويورك مع وزيرة الخارجية (الاميركية) هيلاري كلينتون، نجري اتصالات مكثفة مع الادارة الاميركيةquot;.

واضاف ان quot;الهدف هو وضع اللمسات النهائية على تفاهمات نتمكن عبرها من احياء عملية السلام مع الحفاظ على المصالح الحيوية لاسرائيل وامنها كاولويةquot;. وتابع نتانياهو quot;اذا تلقيت اقتراحا مماثلا من الحكومة الاميركية ساحيله على الحكومة، وليس لدي ادنى شك في ان زملائي الوزراء سيوافقون عليه ايضاquot;.

وكان مكتب نتانياهو اعلن مساء الاربعاء ان الاخير اعرب عن امله في الحصول quot;بعد فترة وجيزةquot; على تاكيد خطي بتعهدات اتخذتها الولايات المتحدة مقابل موافقة اسرائيل على تجميد جديد للاستيطان.

واثناء لقاء مطول في الحادي عشر من تشرين الثاني/نوفمبر مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، وافق نتانياهو على التفكير في تجميد جديد للبناء في مستوطنات الضفة الغربية مدته 90 يوما مقابل عرض اميركي سخي يتضمن اجراءات دعم امنية وسياسية.

لكنه رفض اخضاع هذا الاقتراح للتصويت داخل حكومته الامنية المصغرة التي تضم 15 من ابرز الوزراء، ما دام لم يحصل على تاكيد خطي بالتعهدات الاميركية. وفي بيانه مساء الاربعاء، اوضح مكتب نتانياهو ان التجميد الجديد للاستيطان ينبغي الا يشمل القدس الشرقية التي ضمتها اسرائيل العام 1967.

وترمي الاقتراحات الاميركية الى تحريك محادثات السلام الاسرائيلية الفلسطينية المعلقة منذ 26 ايلول/سبتمبر تاريخ انتهاء العمل بالقرار الاول المتعلق بتجميد الاستيطان لمدة عشرة اشهر. ويطالب الفلسطينيون بفرض تجميد جديد للاستيطان قبل استئناف المفاوضات، ويشمل ايضا القدس الشرقية.