يبدو أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أصبح جزءا رئيسا من تنظيم القاعدة الأم بزعامة أسامة بن لادن.


باريس: يرى خبراءأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي استكمل، من خلال دعوته فرنسا إلى التفاوض حول مصير رهائنها في الساحل مع أسامة بن لادن، انخراطه في quot;الجهاد الشاملquot; وأن ذلك قد لا يكون جيدا بالنسبة للرهائن.
وقالت أوساط مكافحة الإرهاب الفرنسية إنه بعد التهديدات المباشرة التي وجهها زعيم القاعدة إلى فرنسا ورهائنها المحتجزين في منطقة الساحل في 27 تشرين الأول/اكتوبر، كان الجميع في انتظار رد عبد الملك دروكدال أمير تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.

وجاءت رسالته الصوتية التي بثتها قناة الجزيرة القطرية مساء الخميس لتؤكد أسوأ السيناريوهات.
وأضافت المصادر ذاتها أن الشرطين اللذين وضعتهما القاعدة (التفاوض مباشرة مع ابن لادن والانسحاب من أفغانستان) فيهما من المبالغة ما ينذر بفترة احتجاز طويلة للرهائن الفرنسيين الخمسة الذين خطفوا في أيلول/سبتمبر في النيجر.

وعلق دومنيك توما المتخصص في الشبكات quot;الجهاديةquot; في مدرسة الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية أن quot;التفاوض مع ابن لادن، هذا لا معنى له. لا توجد قناة للتفاوض، لا أحد يعرف البتة أي وسيطquot;.
وأضاف quot;في الواقعأن معنى ذلك استجيبوا لشروط ابن لادن بشأن أفغانستان والبرقع، ثم سنرىquot;.

وتابع quot;لقد تم رفع سقف المطالب إلى مستوى عال جدا. وهذا مثير للقلق بالنسبة لمصير الرهائن. هذا يعني أن دروكدال تولى بنفسه الملف وأن أي تسوية محلية في الساحل، عبر الوسطاء المعتادين مثل شيوخ القبائل أو الطوارق ومن خلال دفع فديات أو ربما الإفراج عن مساجين، لم تعد ممكنةquot;.
وفي حالات خطف رهائن سابقة من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي مثل عملية خطف الفرنسي بيار كامات الذي احتجز ثلاثة أشهر في الصحراء بين نهاية 2009 وبداية 2010، جرت مفاوضات محليا وتم الإفراج عن المخطوفين.

وأضاف توما quot;في تشرين الأول/اكتوبر قال ابن لادن لتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي quot;إذا أردتم الانتماء إلى القاعدة ودخول حلبة الكبار سيتعين إثبات ذلكquot;.وكان رد دروكدال quot;لقد فهمنا من خلال الرسالةquot;.
ورأى جان بيار فيليو أستاذ العلوم السياسية في باريس وصاحب كتاب quot;الحيوات التسع للقاعدةquot; أن رسالة دروكدال quot;تكشف اندماجا أكبر لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في الجهاد الشامل وأيضا قبولها العلني لتعلميات مصدرها قيادة القاعدةquot;.

وأضاف quot;إن هذه العولمة الملفتة للجهاديين الجزائريين يمكن أن تعني إما نقلا للسلطة من دروكدال إلى ابن لادن (..) أو ربما هي مناورة يسعى من خلالها دروكدال إلى التغطية على اتصالات جارية بموازاة إرضاء ابن لادن وأشد متطرفي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;.
غير أن فيليو تابع أن هذه الرسالة quot;من خلال طرحها علنا شرطا غير مقبول ومن خلال إحالة العلاقة مع فرنسا لبن لادن، تهدف ربما فقط لكسب الوقت، حيث يعتبر دروكدال أن الوقت لم يحن لإجراء مفاوضات جدية حول مصير الرهائنquot;.

وفي كل الحالات ترى المصادر التي سألتها وكالة فرانس برس، أن ذلك لا يؤشر إلى أمر إيجابي بالنسبة للرهائن الفرنسيين في الساحل المحتجزين في ظروف صعبة والذين تم بالتأكيد فصلهم عن بعضهم بهدف منع أي عمل عسكري لمحاولة تحريرهم.
وخطف الرهائن الفرنسيون الخمسة مع ملغاشي وتوغولي، ليل 15 إلى 16 أيلول/سبتمبر من موقع منجم لاستخراج اليورانيوم تابع لمجموعة اريفا الفرنسية في ارليت (شمال النيجر).

وبحسب مصادر مالية وفرنسية فهم محتجزون في تلال تيمترين الصحراوية شمال شرق مالي.