قدمت الحكومة الأردنية استقالتها على أن يعيد رئيس الوزراء سمير الرفاعي تشكيلها من جديد.

عمان: تقبل العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني مساء الإثنين إستقالة الحكومة، لكنه كلف رئيسها سمير الرفاعي بإعادة تشكيل الفريق الوزاري في خطوة تقليدية بعد الإنتخابات العامة.
وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي الاردني ان الملك عبدالله قبل اليوم استقالة حكومة سمير الرفاعي وكلفه مجددا بتشكيل حكومة جديدة وذلك عقب اعلان نتائج انتخابات مجلس النواب الاردني التي جرت في التاسع من الشهر الجاري. وكانت حكومة رئيس الوزراء الرفاعي التي تشكلت في نهاية العام الماضي قد شهدت تعديلين في عدد من وزرائها خلال توليها مسيرة عملها. ومن المتوقع ان يقدم الرفاعي غدا الثلاثاء او بعد غد الاربعاء اسماء التشكيلة الحكومية الجديدة التي من متوقع ان تشهد تغييرا في عدد من الحقائب الوزارية.
وجرى العرف السياسي في الأردن ان تقدم الحكومة إستقالتها للملك بعد إجراء الانتخابات النيابية، ويعود له حسب الدستور قبول الاستقالة او تكليف رئيس الحكومة نفسه تشكيل حكومة جديدة او بإجراء تعديل وزاري، ويعين الملك رئيس الوزراء حسب الدستور.
وشكل الرفاعي حكومته في الرابع عشر من ديسمبر / كانون أول الماضي وأجرى تعديلا موسعا عليها في يوليو/ تموز الماضي شمل تسع حقائب.
من جهة أخرى طالب حزب جبهة العمل الإسلامي الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين الذي قاطع الانتخابات النيابية الأخيرة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني تحظى بثقة الشعب الأردني، تدخل في حوار quot;جادquot; مع القوى السياسية والاجتماعية للخروج من quot;المأزق الذي يعيشه الوطنquot;.
وسيتعين على الحكومة الجديدة مواجهة تحديات العجز المتفاقم في الموازنة، والذي وصل مع نهاية الشهر الماضي إلى نحو مليار ونصف المليار دولار، فضلاً عن التحديات الخارجية، التي تتمثل في الأطماع الإسرائيلية، وطروحات الوطن البديل، وlaquo;الترانسفير الثالثraquo; للشعب الفلسطيني.
وتقول التقارير إن تكليف الرفاعي جاء بعد مشاروات داخل القصر الملكي إستمرت لعدة ساعات بهدف الإستعداد لطلب ثقة البرلمان في جلسته الإفتتاحية التي تعقد صباح يوم الأحد المقبل بعد صدور إرادة ملكية بدعوة مجلس الأم للإنعقاد.
ويفترض ان يتعامل التغيير الوزاري مع مجلس النواب الجديد الذي يضم نخبة من أبناء وقادة العشائر والخالي من ممثلي التيار الإسلامي المعارض.
بورصة الأسماء التي ستدخل أو تخرج من الحكومة أو تلك التي ستشملها قائمة الاعيان واسعة بسبب تداخلها مع شائعات كثيرة حملها الشارع الإعلامي. الا ان العاهل الاردني، وقياساً على تشكيل الحكومات السابقة، يُبقى القرارات المقبلة طيّ الكتمان حتى اللحظة الأخيرة. ومن هنا فإن جميع السيناريوهات لاتزال مفتوحة وعنصر المفاجأة قائم لمخالفة التوقعات.
في هذه الأثناء تشهد البلاد حراكاً نيابياً لتشكيل كتل كبيرة داخل البرلمان قبل انطلاق السباق نحو رئاسة المجلس التي يتنافس عليها عدة شخصيات. ويتوقع خلال الـ48 ساعة المقبلة أن تتضح الصورة على أكثر من صعيد سواء شكل الحكومة المقبلة او تشكيلة الاعيان وخارطة مجلس النواب. ليدخل الاردن بعدها في مرحلة جديدة اصعب ما فيها مواجهة تحديات من أهمها الازمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد