اعتبر مركز ابحاث ان استراتيجية الدقيقة الاخيرة يمكن ان تغرق السودان في الفوضى.


الخرطوم: حذرت مجموعة الابحاث quot;انترناشونال كرايسز غروبquot; الثلاثاء كلا من حكومة الخرطوم وجنوب السودان من quot;المراهنةquot; على اتفاق سياسي في اللحظة الاخيرة قبل الاستفتاء على مصير الجنوب المقرر في كانون الثاني/يناير المقبل ذلك لان فشل المفاوضات يمكن ان يغرق المنطقة في الفوضى من جديد.

وسيكون على سكان جنوب السودان الاختيار في استفتاء ينظم في التاسع من كانون الثاني/يناير المقبل بين البقاء في سودان موحد او الانفصال.

ويختلف حزب المؤتمر الوطني الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، المتمردة الجنوبية السابقة بزعامة سلفا كير، على قضايا رئيسة مثل ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب ووضع منطقة ابيي المتنازع عليها ومجموعة من ملفات ما بعد الاستفتاء مثل تقاسم الثروة النفطية.

ويمكن ان يسهل الاتفاق على هذه القضايا اعتراف الشمال بفوز مرجح لخيار الانفصال. وترغب الخرطوم خصوصا في الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة مثل سحب السودان من قائمة الدول الارهابية وتطبيع العلاقات مع واشنطن.

وكتبت انترناشونال كرايسز غروب quot;نظرا لسياسة المجازفة التي اتسمت بها طويلا العلاقات السياسية بين الشمال والجنوب من الممكن ان يعمد الجانبان الى الصبر املا في الحصول على اقصى مكاسب في اخر لحظة. وهذا الرهان الخطير يمكن ان يغرق السودان والمنطقة في حالة عدم استقرارquot;.

واعتبر المعهد ان حكومة الخرطوم لا ينبغي ان تمارس quot;سياسة الاستنزافquot; اي محاولة الحصول على اكبر مكاسب ممكنة في المفاوضات لان الاتفاقات التي لا يتم التوقيع عليها quot;بحسن نيةquot; لا يمكن ان تحترم على المدى البعيد.

الا ان معهد الابحاث هذا اعترف بانه من المستحيل تسوية الخلافات بين الشمال والجنوب قبل اجراء الاستفتاء في كانون الثاني/يناير.

واذا اختار الجنوب الانفصال فان هذا الاستقلال لن يصبح نافذا قبل تموز/يوليو المقبل وهو موعد انتهاء المرحلة الانتقالية التي نص عليها اتفاق السلام الذي انهى في 2005 حربا اهلية دامت اكثر من عقدين. لكن على الجانبين الاتفاق على اسس علاقاتهما المستقبلية.

وقال زاخ فرتان معد الدراسة quot;كلما تقدمنا نحو نوع من اتفاق يخرج منه الطرفان رابحين كلما كان ذلك افضل. لكن هذا لا يعني القول انه يمكن تسوية جميع الملفات (قبل الاستفتاء) والجانبان يعلمان ان ذلك مستحيلquot;.

وكان الاتحاد الافريقي اعلن الاسبوع الماضي اتفاقا مبدئيا بين الشمال والجنوب الا ان الجانبين لم يوقعا هذا النص رسميا بعد.

ولا تزال مشاكل لوجيستية تهدد بتاجيل موعد الاستفتاء لكن بدء عملية تسجيل الناخبين في القوائم الانتخابية الاسبوع الماضي بدات تبعد هذا الاحتمال. وقال المعهد ان quot;فكرة التاجيل تزداد ابتعادا لكنها ما زالت قائمةquot;.

على صعيد ذي صلة بحث الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى اليوم مع وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة ميشيل اليو ماري عملية السلام في الشرق الاوسط والاوضاع في السودان.

وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو للصحافيين ان اجتماع موسى واليو ماري يعد الاول منذ تسلم الاخيرة منصبها حيث يقوم موسى بزيارة لفرنسا في اطار الذكرى ال40 لغرفة التجارة الفرنسية العربية.

وقال ان موسى واليو ماري بحثا quot;افاق الاستفتاء في السودان وما يتعلق باستئناف مفاوضات السلام في الشرق الاوسطquot;.

واضاف ان اليو ماري جددت لموسى ما اكده الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في كلمته امس بمناسبة ذكرى الغرفة مشددة على quot;عزم فرنسا على مواصلة جهودها لصالح مفاوضات السلام في الشرق الاوسط ولصالح الاتحاد من اجل المتوسطquot;.

وكان ساركوزي قد حذر في كلمته امس من جمود عملية السلام في الشرق الاوسط وتاثيرها على المنطقة مؤكدا ان بلاده ستعمل على دفع المحادثات المتعثرة بين اطراف العملية.

واكد تمسك فرنسا بالاتحاد من اجل المتوسط الذي اعلن عنه في باريس عام 2007 رغم الصعوبات الكبيرة المرتبطة بالوضع السياسي في المنطقة.

يذكر ان قمة قادة الاتحاد من اجل المتوسط قد تأجلت في وقت سابق من الشهر الجاري وذلك للمرة الثانية هذا العام بسبب التوترات القائمة بين اسرائيل والدول العربية التي احبطت بسبب السياسات المتشددة التي تمارسها اسرائيل لاسيما فيما يتعلق باستمرار بناء المستوطنات في القدس وغيرها من الارضي الفلسطينية المحتلة.

وكان من المفترض ان تعقد قمة الاتحاد من اجل المتوسط هذا الاسبوع في برشلونة الا ان الرئاسة المشتركة المكونة من فرنسا ومصر قررت الغاء عقدها بعد مشاورات مع اعضاء.