كشفت تقارير صحافية أن رجلاً يدّعي أنه الملاّ أخطر محمد منصور (أحد كبار قادة طالبان) أحضر جوًا إلى أفغانستان باعتباره ممثل الحركة الأصولية، ودفعت له مبالغ هائلة لبدء مفاوضات بينها من جهة وحكومة الرئيس حميد كرزاي والناتو من جهة أخرى، وتبين أن كل ما يزعمه كذب.


لندن: ليس المتقمص لشخصية laquo;الملا أخطر محمد منصورraquo; القائد الطالباني إلا صاحب متجر صغير في كويتا في غرب باكستان وزرعته على الأرجح الاستخبارات الباكستانية لأداء هذا الدور المزيّف. ولم يُكتشف أنه ليس في الواقع الملا منصور إلا بعد اجتماعه الثالث مع ممثلي حكومة كابول والمفاوضين الدوليين وبعد حصوله على الكثير من المال، كما نقلت laquo;ديلي تليغرافraquo; البريطانية عن مصادر أفغاني.

لكن، في إسلام أباد، نفت الاستخبارات الباكستانية ISI laquo;آي إس آيraquo; الإتهام على الفور، ووصفته بأنه laquo;محض خيال جامح ومريضraquo;. وأضافت أنها تُستخدم laquo;كبش فداءraquo; في محاولة الحكومة الأفغانية وقوات الناتو الخروج من ورطتهما. من جهته حاول الرئيس كرزاي - الذي وصف الناتو بأنه laquo;صديق شقيraquo; لعدم توفيره التدريب والمعدات لقوات الأمن الأفغانية - التقليل من شأن النبأ قائلاً إن الأمر برمته laquo;مجرد دعايةraquo;.

وقال الجنرال ديفيد باتريوس، قائد القوات الأميركية في افغانستان، إنه غير مندهش إزاء التقرير، وإنه ظل يشك في الأمر منذ البداية. لكن التقرير نفسه يزعزع الإدعاءات الغربية التي تقول إن قنوات اتصال جديدة فتحت بين الطرفين تمهيدًا للمفاوضات الشاملة. يذكر أن موقف طالبان المعلن هو أنها لن تدخل في أي مفاوضات للتسوية السياسية إلا بعد رحيل القوات الأجنبية كافة عن البلاد.

ويذكر أيضًا أن الملا منصور هو أحد أرفع قادة طالبان مستوى، وكان وزير الطيران المدني في حكومتها المطاحة. وقد ارتقى سلم السلطة ليتمتع بهذا الوضع بعدما عمل في الظل في ما يتعلق بإدارة إقليم قندهار.

وأوضح مسؤول في حكومة كابول أن الشخص الذي زعم أنه الملا منصور laquo;قُدّم لنا ولقادة الناتو باعتباره quot;منصورًاquot; من قبل شريك لنا يتمتع بعلاقات قديمة الأمد مع طالبانraquo;. من جانبه أكد عبد الحكيم مجاهد، مبعوث طالبان سابقًا إلى الأمم المتحدة أن laquo;الملا منصور وجه معروف للجميع، فكيف غاب على المسؤولين في كابول التعرف إليه؟raquo;.

وأضاف المسؤول الحكومي laquo;اجتمعنا بمنتحل شخصية منصور ثلاث مرات. وكانت لنا شكوكنا على الدوام في أنه صاحب متجر صغير في باكستان أرسله لنا جهاز الإستخبارات آي إس آي. وقد انكشفت خدعته بالكامل في الإجتماع الثالث الذي حضره شخص يعرف الملا منصور جيدًا، فنبهنا إلى أن الرجل المجتمع معنا ليس من يزعمraquo;.

ورفضت السفارة البريطانية في كابول التعليق على تقرير أفاد أن الرجل نقل جوًا من باكستان إلى أفغانستان والعكس على طائرة حربية بريطانية. وقال ناطق باسمها إن laquo;المملكة المتحدة لا تصدر تعليقات على أي تقارير تتعلق بالإستخبارات أو العملياتraquo;.
وتشير وكالات الإستخبارات الغربية إلى أن مجلس كويتا الباكستانية الحاكم يتبع عمليًا لطالبان وبمباركة إسلام أباد. وتضيف أن هذه الأخيرة على علم أيضًا بأن مقاتلي طالبان يعملون انطلاقًا من قواعد آمنة داخل أراضيها.