ادى الكشف عن فضيحة في قطاع الاتصالات في الهند لتشويه صورة رئيس الوزراء الذي يوصف في بلاده بالرجل النظيف.

نيودلهي: يسعى رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ الذي يوصف في الهند بquot;الرجل النظيفquot; الى انقاذ سمعته والحفاظ على هذه الصورة بعد الكشف عن فضيحة كبرى في قطاع الاتصالات.

وسينغ (78 عاما) متهم بعدم التدخل عندما باع وزيره للاتصالات رخص شبكات هاتف محمول لمشغلين من اصدقائه باقل من قيمتها الحقيقية ما اضاع على البلاد نحو اربعين مليار دولار وفقا لهيئة المحاسبة الرقابية الهندية.

الا ان سينغ ليس متهما بتحقيق ربح من صفقة بيع هذه الرخص الاحتيالية عام 2008.

لكن وفي تحرك نادر طلبت المحكمة العليا من الحكومة توضيح quot;موقفها السلبي وصمتها طوال 16 شهراquot; بعد مطالبة احد نواب المعارضة البرلمانية اجراء تحقيق قضائي مع وزير الاتصالات ايه راجا الذي استقال في 14 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي.

ووفقا للقانون الهندي يتعين على رئيس الوزراء الموافقة على تقديم اي عضو في حكومته للمحاكمة. واكد مكتب منموهان سينغ لاعلى هيئة قضائية في البلاد ان الحكومة التزمت بالقواعد الاجرائية واستجابت لطلب المعارضة.

وقال البرلماني المعارض سوبرامانيام سوامي الذي قدم عام 2008 طلب استجواب راجا ان quot;رئيس الوزراء رجل محترم جدا لكنه ليس رجلا سياسياquot;.

واضاف في تصريح لفرانس برس quot;لقد اختار طريق الاستسهال وانتظر طويلا قبل ان يتحركquot;.

وسينغ الذي يضع دائما عمامة سماوية اللون والمشهور بتحفظه، نجح حتى الان في ادارة الحياة السياسية الهندية الصاخبة الى حد ما على راس ائتلاف بقيادة حزبه حزب المؤتمر (يسار الوسط).

واليوم يؤخذ عليه تغاضيه عن هذه الفضيحة لتحقيق منفعة سياسية حيث ان حزب المؤتمر بحاجة في ائتلافه الى حزب درافيدا مونيترا كازاغام (دي ام كا)، الحزب المحلي الذي ينتمي اليه وزير الاتصالات.

وتتردد شائعات في نيودلهي بان سينغ، استاذ الاقتصاد السابق واول شخصية من طائفة السيخ تتولى رئاسة الوزراء، يمكن ان يستقيل اذا تاثرت سمعته اكثر.

وقال مسؤول كبير قريب من رئيس الوزراء طالبا عدم ذكر اسمه انه quot;يميل الى هذا النوع من القراراتquot;.

ومنذ الكشف عن هذه الفضيحة الاسبوع الماضي ادلى سينغ بتصريحين مقتضبين واعدا باحالة جميع المسؤولين الى القضاء ومشيرا الى ان يشعر احيانا بانه quot;طالب ينتقل من امتحان الى اخرquot;.

وقد اصبح سينغ المشهور بولائه لعائلة غاندي السياسية، رئيسا للوزراء عندما عاد حزب المؤتمر بشكل مفاجىء الى السلطة في 2004 وبعد تخلي زعيمة الحزب سونيا غاندي عن تولي مقاليد الحكم.

ويرى البعض ان سينغ سيحتفظ بالمنصب الى ان يشعر راهول (40 عاما) نجل سونيا غاندي بانه مستعد لتولى هذا المنصب.

ومما يحسب لسينغ تمرير العديد من الملفات الحساسة مثل الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة ووضع سياسة تحرير لاحداث انفتاح لاقتصاد بلد يزيد عدد سكانه عن مليار نسمة.

كان سينغ وزيرا للمالية في التسعينات واعتبر رائد الاصلاحات الاقتصادية والمالية بعد ازمة اضطرت الهند الى طلب مساعدة صندوق النقد الدولي.

وقد حظي سينغ بتقدير كبير من اقرانه في مجموعة العشرين وخاصة من الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي ابدى احترامه الشديد لهذا الرجل ابن تاجر الفاكهة.