طلب نائب رئيس المفوضية تأجيل استفتاء جنوب السودان ثلاثة أسابيع ما قد يثير حفيظة الجنوبيين.


الخرطوم: قال نائب رئيس المفوضية التي تشرف على تنظيم الاستفتاء حول انفصال جنوب السودان إن رئيس المفوضية يعتزم الطلب من زعماء البلاد تأجيل التصويت نحو ثلاثة أسابيع في خطوة قد تثير حفيظة الجنوبيين.

ويبذل المسؤولون جهدهم للوفاء بموعد التاسع من يناير/ كانون الثاني القادم لإجراء الاستفتاء الذي سيختار فيه الجنوب الغني بالنفط إما الاستقلال أو البقاء ضمن السودان الموحد. والاستفتاء جزء من اتفاق للسلام وقع عام 2005 وأنهى عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب.

ويمثل موعد إجراء الاستفتاء قضية حساسة للغاية لكن الاستعدادات تتخلف كثيرا عن الجدول الزمني. واتهم زعماء الجنوب الشمال بمحاولة تأجيل التصويت في مسعى لمواصلة السيطرة على نفط الجنوب ويعارضون حتى الآن أي دعوات للتأجيل.

وقال نائب رئيس المفوضية إن محمد إبراهيم خليل رئيس المفوضية وهو من الشمال أبلغ زميلا له في مجلس إدارة المفوضية إنه سيكتب إلى الرئيس السوداني ورئيس جنوب السودان طالبا التأجيل. وأضاف تشان ريك مادوت quot;قال رئيس المفوضية إنه يعتزم أن يكتب إلى الرئاسة لطلب فترة إضافية حتى نهاية يناير/كانون الثاني بسبب ضيق الجدول الزمني يعتقد أن من الضروري الحصول على وقت إضافي.quot;

وتعرقل المشكلات المتعلقة بالإمداد والمشاحنات بين الشمال والجنوب الاستعدادات للتصويت. وكان من المفترض إنشاء المفوضية عام 2007 وفقا للدستور لكن أعضاء المفوضية لم يؤدوا اليمين سوى في يوليو/ تموز. وقال خليل إنه لا يعلق على مضمون أي رسالة بين المفوضية والرئاسة وأضاف أنه لا يزال يبذل كل جهده للوفاء بموعد التاسع من يناير/كانون الثاني.

وأضاف أنه إذا أرسلت المفوضية خطابا إلى الرئاسة فسيكون من غير المناسب القول إننا طلبنا من الرئاسة أن تفعل كذا وكذا. وقال إن مسألة الوقت كانت دوما مثارا للنقاش منذ البداية مضيفا أنه إذا كان هناك مزيد من الوقت يمكن إجراء الاستفتاء بكفاءة أكبر لكن إذا لم يحدث ذلك فان مسؤولي المفوضية سيفعلون ما بوسعهم.

وقال مادوت وهو من الجنوب إنه يختلف مع تقييم رئيس المفوضية بأن المسؤولين يمكنهم الوفاء بموعد التاسع من يناير/كانون الثاني القادم رغم قرار اتخذ مؤخرا بإعادة فتح عطاء لطبع أوراق الاقتراع وتأجيلات إجرائية أخرى. وأضاف quot;أي تأجيل لا يحظي بتأييد في الجنوبquot;.

هذا ومن المتوقع على نطاق واسع أن يصوت الجنوبيون الذين يشعرون بالمرارة بعد سنوات من الحرب الأهلية لصالح الاستقلال. وهناك مخاوف متزايدة من أن تشعل الخلافات بشأن التصويت الصراع من جديد. و قال حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان الخميس والذي يدعو الجنوبيين إلى اختيار الوحدة إن التحقيقات في مخالفات مزعومة خلال عملية التسجيل قد تعرقل التصويت.

وقال ربيع عبد العاطي القيادي في حزب المؤتمر إن عددا من الجماعات المدنية التي لم يسمها تعتزم اللجوء إلى المحكمة الدستورية في السودان يوم الأحد لمطالبتها بوقف الاستعدادات للاستفتاء حتى تتم معالجة المخالفات. وهناك خلافات بين الشمال والجنوب حول خطط تنظيم استفتاء منفصل يتعلق بالسيادة على منطقة أبيي المتنازع عليها والمقرر أن يجري أيضا يوم التاسع من يناير/كانون الثاني.

وحذر الرئيس السوداني عمر حسن البشير يوم الخميس من خطط قبيلة دينكا نقوك في أبيي التي ترتبط بالجنوب من إجراء استفتاء خاص بها دون التعاون مع الشمال. وقال لأنصاره إن أي محاولة لفرض حل من جانب واحد ستكون لها عواقب كارثية على الجانبين.