كشفت إحدى الوثائق التي سربها موقع ويكيليكس عن موقف السعودية تجاه الباكستانيين بيرفيز مشرف ونواز شريف.


الرياض: كشفت وثيقة سرية نشرها موقع ويكيليكس النقاب عن أن سفير المملكة العربية السعودية لدى الولايات المتحدة، عادل الجبير، قد سبق له أن وجه الدعوة إلى القائم بالأعمال وأحد مسؤولي المكتب التنفيذي للسفارة في العشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2007 إلى مقر إقامته لتناول وجبة الغذاء.

وفي غضون ذلك، قال الجبير إن الرئيس الباكستاني، بيرفيز مشرف، وصل إلى السعودية في ذلك اليوم، وأنه سيلتقي بالملك عبد الله وبوزير الخارجية، الأمير سعود الفيصل، ورئيس الاستخبارات العامة، الأمير مقرن بن عبد العزيز، بعد أن ينتهي من أداء العُمرة في مكة.

وأشار الجبير، بحسب ما ورد في تلك الوثيقة التي يعود تاريخها إلى العشرين من شهر تشرين الثاني / نوفمبر عام 2007، إلى أن الهدف من تلك الاجتماعات هو الحصول على قراءات للأوضاع وعرض وجهة النظر السعودية عليه.

كما نفى الجبير أن يكون مشرف قد أتى إلى المملكة بغية مقابلة رئيس وزراء باكستان السابق، نواز شريف، رغم أنه تجنب بعناية استبعاد عقد مثل هذا الاجتماع.

وبدلاً من ذلك، أكد الجبير قائلاً :quot; نحن في السعودية لسنا مراقبين في باكستان، وإنما نحن مشاركونquot;.
وفي الإطار ذاته، أكد الجبير على أن الحكومة السعودية قد عرضت على شريف تعهداً بالحماية ومنحه حق اللجوء في المملكة بعد أن تمت الإطاحة به من قبل مشرف مقابل تعهده بأن يمتنع عن النشاط السياسي لمدة عشر سنوات.

لكن الجبير أوضح أن شريف خرق وعده، بعد أن مارس النشاط السياسي أثناء تواجده في المملكة.
وقال إنه عندما سمحت الحكومة السعودية لشريف بأن يسافر إلى لندن، تعهد أولاً للسعوديين بألا يشترك في أي نشاط سياسي أو يعود إلى باكستان، لكنه سافر بعد ذلك إلى باكستان من لندن، في خرق مباشر للعهد الذي سبق أن قطعه على نفسه.

كما أبدى الجبير إحباطه الشديد من خرق شريف للوعود التي سبق أن قطعها على نفسه أمام المسؤولين السعوديين.

وقال بشكل واضح أن الحكومة السعودية عَمِلت بشكل مباشر مع مشرف من أجل إلقاء القبض على شريف لدى عودته إلى باكستان وترحيله فوراً إلى المملكة. وأضاف quot; أخبرنا مشرف بأننا سنستقبله ( شريف ) وسنبقي عليه هنا كضيف شرف.

وقد تم تكليف الأمير مقرن من جانب الحكومة السعودية بالتعامل مع شريف. وقد سُمِحَ له كذلك بأن يكشف عن البنود الموجودة في اتفاقية اللجوء الخاصة به. وستسعى الحكومة السعودية لفرض سيطرتها على تحركات شريف في المستقبل، كما سيتم احتجازه في وضعية أقل حدة من الإقامة الجبريةquot;.

وتبعاً لما أظهرته الوثيقة، فقد أكد الجبير أيضاً على أنه لا يرى في شريف أو رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو، القدرة على أن يكونوا بدلاء صالحين لمشرف.

وأردف بقوله إن مشرف هو الشخص الوحيد الذي يتعين عليك أو علينا أن نعمل معه الآن، بغض النظر عن كل ما يشوبه من عيوب. وتابع في تلك الجزئية قائلاً:quot; الاستقرار في باكستان أمر هام من الناحية الإستراتيجية بالنسبة للحكومة السعوديةquot;.

ثم ختمت الوثيقة بقولها إن الجبير وباعتباره مستشاراً ملكياً بارزاً سبق له العمل لدى الملك عبد الله لمدة ثماني سنوات حتى الآن، فإن آرائه تتبع عموماً بشكل وثيق آراء الملك.