لم تسفر المحادثات التي عقدت بين الطرفين الدولي والإيراني أمس واليوم في جنيف إلا عن إتفاق لمتابعة الحوار الشهر القادم.


جنيف: أفادت مصادر أوروبية مقربة بأن الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاترين والمسؤول عن الملف النووي الإيراني سعيد جليلي، قد توافقا على عقد لقاءات أخرى لمزيد من المباحثات. وكانت المصادر الأوروبية قد قللت سابقاً من توقعاتها بشأن اللقاء الحالي، بالرغم من وصفه بالبناء والهام، مساء أمس في أعقاب اليوم الأول من المحادثات، التي إستمرت لعدة ساعات وإتخذت شكل جلسات عامة ولقاءات ثنائية.

وذكر المصدر أن المشاركين لم يتوصلوا بالضبط إلى الإتفاق على جدول أعمال مقبل، نظراً للإختلاف في وجهات النظر حيث يرى الطرف الإيراني ألا مجال للحديث عما يسميه الحقوق النووية لبلاده، في حين تسعى آشتون، التي تمثل الدول الست (الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، إلى حصر النقاش في الأنشطة النووية الإيرانية، وخاصة الجزء العسكري منها.

ويذكر أن مصادر أوروبية كانت أكدت في وقت سابق أن المسؤولة الأوروبية لا تتوقع أن يتم حل المشاكل دفعة واحدة، بل أن يؤدي لقاء جنيف إلى لقاءات أخرى تسفر بمرور الوقت إلى إيجاد حلول. وكانت الجلسة الأخيرة للمحادثات بين الطرفين قد تمت في جنيف في تشرين الأول أكتوبر من العام المنصرم.

ودعت ايران الثلاثاء القوى الكبرى الى الاعتراف quot;بحقهاquot; في دورة الوقود النووي بما في ذلك تخصيب اليورانيوم، وذلك في اليوم الثاني من المفاوضات مع الدول الست في جنيف.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست خلال لقاءه الاسبوعي مع الصحافيين في طهران ان quot;المهم هو ان تعترف الدول المفاوضة بحقنا فعلياquot;. واضاف ان quot;الاعتراف بحق بلدنا في دورة الوقود يمكن ان يبشر بتعاون كبير في النشاطات النووية السلمية. نعتبر ان هذا القرار يتطلب شجاعةquot; من جانب القوى الكبرى.

من جهة اخرى، انتقد مهمانبرست المعلومات التي اوردتها quot;بعض الوسائل الغربية التي تنقل عن مسؤولين تشاؤمهم حيال المفاوضاتquot; مع الدول الست (البلدان الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الامن -- الولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا والصين وفرنسا -- والمانيا).

وقال ان quot;الدول التي تجري مفاوضات يفترض ان تبرهن بالافعال ان هذه الاحكام التي توردها وسائل الاعلام خاطئةquot;. وكان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اكد قبل ايام ان quot;حق ايران الثابتquot; في تخصيب اليورانيوم quot;غير قابل للتفاوضquot;. واستأنف مفاوضو ايران والدول الست الثلاثاء مفاوضاتهم التي بدأت امس ووصف اليوم الاول منها quot;بالبناءquot;. ويهدف الاجتماع الى تحديد برنامج اللقاءات التي ستتيح التطرق الى المسائل الاكثر حساسية.

والدول الست هي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن (بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا) الى جانب المانيا. ويهدف الاجتماع الى تحديد برنامج اللقاءات التي ستتيح التطرق الى المسائل الاكثر حساسية، حسبما ذكرت مصادر ايرانية وغربية قريبة من الملف.

وكانت ايران والدول الست اجرت الاثنين جولة اولى من المفاوضات المكثفة التي اثارت ارتياح الجانبين ووصفت من قبل كل منهما بانها quot;بناءةquot;. وصرح مصدر فرنسي ان المفاوضات quot;تركزت خصوصا على النوويquot;.

وفي غمرة هذا اليوم الطويل من المفاوضات التي بدأت في الساعة العاشرة (9,00 تغ) وانتهت حوالى الساعة 19,30، التقى مسؤولو الاتحاد الاوروبي وايران quot;حول عشاء عملquot; مساء. وقال عضو في الوفد الايراني لوكالة فرانس برس ان quot;اشتون وجليلي التقيا على العشاء للاعداد لاستكمالquot; لقاء جنيف. واضاف quot;سنتحدث الثلاثاء عن نزع الاسلحة النووية ومنع الانتشار النووي والتعاون النوويquot;.

المفاوضات المقبلة مع الدول الست نهاية يناير

على صعيد آخر، أعلن عضو في الوفد الإيراني أن المفاوضات بين الدول الست وإيران التي انتهت الثلاثاء في جنيف بعد يومين من المحادثات المكثفة حول الملف النووي ستستأنف quot;في نهاية كانون الثاني/يناير في إسطنبولquot; لبحث quot;التعاون وإيجاد نقاط مشتركةquot;.

وقال المسؤول إن quot;المفاوضات ستستأنف في نهاية كانون الثاني/يناير في إسطنبول لبحث التعاون وإيجاد نقاط مشتركةquot;. وكان مصدر غربي أعلن سابقًا لوكالة فرانس برس أن المفاوضات بين الدول الست وإيران انتهت الثلاثاء.

وقد أجرى ممثلو الدول الست وممثل إيران سعيد جليلي ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون محادثات الاثنين والثلاثاء في جنيف للمرة الأولى منذ 14 شهرًا. والدول الست هي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا) إلى جانب ألمانيا. ومن المفترض أن تعقد آشتون وجليلي مؤتمرًا صحافيًا حول اللقاء الذي اعتبرت نتيجة يومه الأول quot;بناءةquot; من قبل الأطراف.

نجاد: رفع العقوبات ضروري لنجاح المفاوضات

إلى ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الثلاثاء أن المفاوضات لحل الخلاف حول الملف النووي الإيراني لن تنجح إلا في حال رفع العقوبات الدولية عن إيران.

وقال أحمدي نجاد في خطاب بثه التلفزيون الإيراني quot;إذا أتيتم إلى المفاوضات مع إلغاء كل الأمور السيئة والقرارات الخاطئة التي اتخذتموها ورفع القرارات والعقوبات وبعض القيود التي فرضتموها فإن المحادثات ستكون مثمرة بالتأكيدquot;. أدلى أحمدي نجاد بهذه التعليقات في مدينة أراك (وسط).