ارتفاع معدلات الطلاق في إيران يثير مخاوف من وجود أزمة عميقة يعيشها المجتمع الإيراني.


يحتفل الإيرانيون كل عام بيوم عرس الإمام علي بن طالب من فاطمة الزهراء ابنة الرسول محمد باعتبارها يوم احتفال بالقيم الأسرية.

لكن السلطات الإيرانية أصبحت اليوم قلقة من تزايد حالات الطلاق مما جعل الكثير من الناس يطلقون على quot;عيد الزواجquot; لهذا العام بـ quot;عيد غياب الطلاقquot;. وأصدر وزير العدل الإيراني قرارا بعدم منح أي شهادة طلاق في هذا اليوم.

لكن ذلك قد لا يغير كثيرا فيوم واحد لا تأثير له أمام التيار المتصاعد في حالات الطلاق بإيران.فخلال ما يزيد على عقد واحد بلغت تضاعفات حالات الطلاق ثلاث مرات عما كانت عليه قبل 10 أعوام. فقد وصل عددها في عام 2010 إلى أكثر من 150 ألف حالة مقارنة بما يقرب من 50 حالة طلاق عام 2000 حسب الأرقام الرسمية.
وعلى المستوى الوطني هناك حالة طلاق واحدة أمام سبعة حالات زواج، لكن في طهران تبلغ النسبة ما بين حالات الطلاق إلى حالات الزواج 1 إلى 3.77.

وقال محام إيراني لمراسل صحيفة نيويورك تايمز الأميركية: quot;في مارس الماضي سجل المكتب الذي أعمل فيه 70 حالة طلاق مقابل 3 حالات زواج. وفي مكتب آخر قال صديق لي إنه سجل 60 حالة طلاق مقابل حالة زواج واحدة. وأشار هذا المحامي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إلى أن كلا المكتبين يقعان في وسط إيران لا في المنطقة الراقية من العاصمة والواقعة في شمالها، وتعتبر الأخيرة أكثر ليبرالية ومتغوربة.

لكن ما يزيد من درجة القلق بين أوساط النخبة الحاكمة هو أن ارتفاع نسبة الطلاق يقع في بداية الحياة الزوجية فهناك 30% من حالات الطلاق تحدث خلال السنة الأولى من عمر الزواج و50% منها خلال الـسنوات الخمسةالأولى من عمر الزواج. ويشك بعض الناس بمدى صحة الأرقام الرسمية وهؤلاء يظنون أن أرقام الطلاق أعلى مما يصدر في الإحصائيات الحكومية.
ويعزو المعلقون المحافظون أسباب هذا التصاعد إلى الإدمان على المخدرات والدعارة. وظل مسؤولون كبار وأعضاء في البرلمان يشيرون إلى هذه القضية باعتبارها quot;أزمةquot; وquot;تهديدا قومياquot;. لكن التفسيرات عن تنامي هذه الظاهرة مختلفة فوجهات نظر الليبراليين تأخذ عوامل أخرى في الإعتبار مثل التزايد الهائل في عدد سكان المدن وارتفاع تكاليف العيش ومعدلات البطالة التي تضعها الأرقام الرسمية بنسبة 1 إلى 4 بين فئة الشباب ما بين 16 و25 سنة. أما المحافظون فيشيرون دائما إلى ما يقولون عنه تزايد عدم الإلتزام بالقيم الدينية ما بين الشباب وتأثيرات الفساد الناجم عن الإعلام الغربي.