يقترع الكوسوفيون الأحد في انتخابات تشريعية مبكرة تشكل اول اقتراع من نوعه منذ الاستقلال واختبارا للنضج السياسي للبلاد.
بريشتينا: يتوجه الكوسوفيون الاحد الى مكاتب الاقتراع في انتخابات تشريعية مبكرة تشكل اول اقتراع من نوعه منذ الاستقلال واختبارا للنضج السياسي للبلاد قبل بدء حوار هام مرتقب مع صربيا.
ودعي نحو 1,6 مليون ناخب لانتخاب 120 نائبا في برلمان كوسوفو من بين مرشحين عن 29 حزبا سياسيا يخوضون المنافسة توزعوا على سبع قائمات البانية وثماني قائمات صربية.
ودعت صحيفة زيري اليومية المستقلة السبت الناخبين الى الحذر من الوعود الانتخابية غير القابلة للتحقيق التي اطلقها السياسيون اثناء الحملة الانتخابية التي اختتمت منتصف ليل الجمعة.
وفي مقال لها بعنوان quot;ختموها (الحملة) بالوعودquot; قالت الصحيفة ان المرشحين ضاعفوا من وعودهم بشأن زيادة المرتبات والانضمام السريع للاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.
ودعت الصحيفة الناخبين الى الاقبال بكثافة على الاقتراع quot;لان الامتناع عن التصويت سيؤدي الى تشكيل حكومة لا تحظى بثقتهمquot;.
وشهدت الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية اغتيال ناشط كوسوفي ينتمي الى الاقلية السلافية المسلمة غير الالبانية على ايدي مجهولين الاربعاء.
وهو اول حادث خطير في الحملة واعلنت بريشتينا انها على ثقة ان الحادث لن يؤثر على سير انتخابات الاحد.
وتشكل هذه الانتخابات التشريعية خاتمة ازمة سياسية بدأت مع استقالة رئيس كوسوفو فاتمير سيديو في ايلول/سبتمبر وما تبعه من انفراط عقد حكومة التحالف.
وكان التحالف مكونا من الحزب الديمقراطي الكوسوفي بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته هاشم تاجي والرابطة الديموقراطية في كوسوفو التي اصبح يقودها منذ فترة قليلة عيسى مصطفى رئيس بلدية بريشتينا الذي يحظى بشعبية واسعة.
وتولى مصطفى في الاونة الاخيرة وبعد فوزه الانتخابي في الانتخابات البلدية في تشرين الثاني/نوفمبر 2009، قيادة الرابطة التي كان يتزعمها الراحل ابراهيم ريغوفا الذي توفي في 2006.
ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية قال مصطفى انه لا يرغب في اقامة تحالف جديد مع الحزب الديموقراطي.
وبحسب آخر استطلاعات نوايا التصويت لدى الناخبين فان المنافسة محتدمة بين الحزب الديمقراطي والرابطة.
وتأتي في الموقع الثالث الحركة الوطنية من اجل تقرير المصير بزعامة البين كورتي التي تنتقد بشدة الحضور الدولي والتي اختارت المشاركة في الاقتراع للمرة الاولى.
اما التحالف من اجل مستقبل كوسوفو فما يعوقها هو اعتقال زعيمها رئيس الوزراء الاسبق راموش هاراديناج في لاهاي حيث سيواجه محاكمة جديدة بتهمة اقتراف جرائم حرب امام المحكمة الجنائية الدولية.
ويأتي اقتراع الاحد في فترة دقيقة بالنسبة لكوسوفو حيث يامل المجتمع الدولي وخصوصا الاوروبيين في انطلاق حوار بين كوسوفو وصربيا باسرع وقت تحت رعاية الاتحاد الاوروبي.
ويطمح هذا الحوار الى التركيز على القضايا الملموسة للكوسوفيين والالبان والصرب لتحسين اوضاع المجموعتين دون التطرق الى مسالة استقلال كوسوفو الذي اعلن في شباط/فبراير 2008 ولم تعترف به بلغراد.
واعلنت صربيا عن استعدادها للمشاركة في مثل هذا الحوار ما يتيح حلحلة الوضع بين بريشتينا وبلغراد.
واعلنت بريشتينا رسميا انها ترغب في الحوار غير انه من غير المرجح ان تنطلق هذه المحادثات قبل تشكيل حكومة جديدة في كوسوفو على الارجح في كانون الثاني/يناير 2011.
وستتم مراقبة الانتخابات من اكثر من 120 فريقا دبلوماسيا باشراف الاتحاد الاوروبي، على ما اعلن الاثنين الممثل الخاص لاعضاء الاتحاد ال 27 في كوسوفو بيتر فايث.
وانضمت الكنيسة الارثودكسية الصربية الثلاثاء الى موقف حكومتها المعلن الشهر الماضي، معتبرة ان الشروط لم تتوفر من اجل مشاركة الاقلية الصربية في انتخابات الاحد.
واعترفت بدولة كوسوفو حتى اليوم 72 دولة بينها الولايات المتحدة و22 من الدول ال 27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
ورغم موقف بلغراد فان بعض المسؤولين عن المجموعة الصربية في كوسوفو خصوصا في الجيوب الصربية، قرروا المشاركة في انتخابات الاحد.
ومع ذلك فان الموقف السائد في شمال كوسوفو الموالي لصربيا وحيث يشكل الصرب اغلبية عريضة، هو المقاطعة كما حدث في الانتخابات السابقة التي نظمتها بريشتينا.
بطاقة تعريف:
كوسوفو التي تشهد الاحد انتخابات تشريعية مبكرة بلد مغلق في جنوب شرق البلقان واحد افقر بلدان اوروبا. اعلن قادته الالبان استقلاله في 17 شباط/فبراير 2008.
واعترفت 72 دولة بينها الولايات المتحدة و22 من البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي حتى الآن باستقلال كوسوفو.
ولم تعترف بلغراد باستقلال كوسوفو التي تعتبرها السلطات الصربية الاقليم الجنوبي لصربيا.
-- الموقع الجغرافي: تبلغ مساحة كوسو عشرة آلاف و877 كلم مربعا. تحده البانيا في الجنوب الغربي ومقدونيا في الجنوب الشرقي ومونتينغرو في الغرب.
-- السكان: يقدر عددهم بمليوني نسمة، حوالى 90 بالمئة منهم من اصل الباني. بعد الحرب بقي حوالى مئة الف صربي في كوسوفو لكن عددهم في تراجع.
منذ 1999 فر او طرد اكثر من مئتي الف من غير الالبان (صرب، غجر...) من الاقليم.
-- العاصمة: بريشتينا
-- اللغات: الالبانية والصربية والتركية.
-- الديانة: تسعون بالمئة من السكان مسلمون.
-- التاريخ والوضع السياسي: شهد كوسوفو الذي كان مركز المملكة الصربية في 1389 هزيمة الصرب في معركة كوسوفو بولي، ما فتح الطريق امام السيطرة العثمانية على البلقان التي استمرت 500 سنة.
وفي 1974 اصبح كوسوفو اقليما يتمتع بحكم ذاتي داخل جمهورية صربيا بموجب الدستور اليوغوسلافي في عهد الماريشال تيتو. وفي 1989، قام الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش بالغاء هذا الوضع الخاص وحل كافة اجهزة الحكم المحلي الالباني في 1990.
في تشرين الاول/اكتوبر 1991، اعلن الاقليم استقلاله اثر استفتاء. وفي العام التالي انتخب البان كوسوفو quot;برلماناquot; وquot;رئيسا للجمهوريةquot; هو ابراهيم روغوفا الذي اعيد انتخابه في اذار/مارس 1998 في انتخابات جديدة لم تعترف بها بلغراد.
وبدءا من 1997 اطلق quot;جيش تحرير كوسوفوquot; حركة تمرد ضد الجيش والشرطة الصربيين.
وادت حملة quot;للتطهيرquot; الاتني شنها نظام ميلوشيفيتش الى مقتل الآلاف وتهجير اكثر من مليون من البان كوسوفو.
في آذار/مارس 1999، شن حلف شمال الاطلسي غارات جوية على صربيا ما ارغم ميلوشيفيتش على الانسحاب من كوسوفو. وفقدت بلغراد السيطرة الفعلية على الاقليم الذي وضع تحت حماية الامم المتحدة والحلف الاطلسي الذي ينشر نحو 17 الف عسكري فيه.
وفي نهاية 2006، فشلت مفاوضات بين الصرب والالبان في كوسوفو حول الوضع النهائي للاقليم الذي اعلن استقلاله في 17 شياط/فبراير 2008.
-- المؤسسات: كوسوفو ديموقراطية برلمانية رئيسها الانتقالي ياكوك كراسنيكي.
يضم البرلمان المنتهية ولايته 120 نائبا وكان يهيمن عله الحزب الديموقراطي لكوسوفو الذي يترأسه رئيس الحكومة المنتهية ولايته هاشم تاجي والرابطة الديموقراطية لكوسوفو التي يقودها الرئيس السابق فاتمير سيديو.
-- الاقتصاد: يقول البنك الدولي ان كوسوفو quot;هو افقر بلد في اوروباquot;، مع انه منطقة غنية بالمعادن مثل الرصاص والزنك والفضة والكروم والحديد والنيكل والفحم الحجري. يبلغ اجمالي الناتج الداخلي للفرد 1760 يورو حسب تقرير للبنك في نيسان/ابريل 2010.
بلغت قيمة الصادرات 159 مليون يورو (4 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي).
التعليقات