رفضت مدينة بيت جالا زيارة بطريرك طائفة الروم الأرثوذكس بسبب صفقات بيع أراض للاسرائيليين اتهم البطريرك بالتورط فيها.


رفع أهالي مدينة بيت جالا في الضفة الغربية، أمس الأحد، لافتات شجب واستنكار ورفض لزيارة بطريرك طائفة الروم الأرثوذكس للأراضي الفلسطينية والأردنية ثيوفيلوس الثالث، خلال احتفالات المدينة بعيد شفيعها القديس نيقولا، ويأتي رفض الزيارة بسبب صفقات بيع اراض للاسرائيليين اتهم البطريرك بالتورط فيها.

هذا وقد احتفل أهالي مدينة بيت جالا، بمراسم احتفالات عيد شفيعها القديس مار نيقولا، وإضاءة شجرة عيد الميلاد في المدينة، بحضور رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فيّاض، ومحافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل، ونائبه محمد طه ابو عليا، ورئيس بلدية بيت جالا، وقيادات الأجهزة الأمنية في محافظة بيت لحم، وعدد كبير من قيادات العمل الوطني، وممثلو مؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الأرثوذكسية، وأعضاء في السلك الدبلوماسي، وحشود من أبناء الرعية الأرثوذكسية والطوائف المسيحية من الضفة الغربية والداخل الفلسطيني.

رفض وشجب واستنكار خلال احتفالات عيد القديس نيقولا

وترأس مراسم الاحتفالات الدينية بقداس احتفالي البطريرك ثيوفيلوس، وشارك فيه عدد كبير من المطارنة والارشمندريتين، والكهنة بحضور مئات من أبناء الرعية الأرثوذكسية من محافظة بيت لحم. وعند الانتهاء من القداس الكنسي، رفع عدد من نشطاء وممثلي القوى الوطنية والفلسطينية والمؤسسات المسيحية في المحافظة لافتات كتب عليها عبارات غير مرحبة بوجود البطريرك الأرثوذكسي.

هذا وكتب على اللفتات quot;نعم لتعريب الكنيسة الأرثوذكسية: وquot;بيت جالا لا ترحب بالبطريرك ثيوفيولوسquot;، وquot;لا لتسريب الأملاك الوقفية الأرثوذكسية إلى الجانب الإسرائيليquot;، و quot;ونعم لحقنا في الأملاك الأرثوذكسيةquot;، احتجاجا على عدد من صفقات لأراضي باعتها الكنيسة قبل عقود للشركات إسرائيلية في منطقة مار الياس، والتي تفصل محافظة بيت لحم عن العاصمة القدس.

وطالب النشطاء المحتجون خلال دعواتهم بتعريب الكنائس المسيحية، للحد من تلاعب الجهات الأجنبية بأملاك الوقف المسيحي، وكان آخرها افتتاح طريق وادي القلط، الواقعة في أراضي محافظة أريحا والأغوار، الأسبوع الماضي من قبل الحكومة الإسرائيلية في خطوة استفزازية على اعتبار أن هذه الطريق هي ضمن حدود الأراضي المحتلة منذ العام 1967 وبحضور ممثل عن البطريرك الأرثوذكسي.

رفض استقبال البطريرك

ورفض عدد من أعضاء طائفة الروم الأرثوذكس مصافحة البطريرك، واستقباله في جمعية الإحسان الأرثوذكسية حسب التقاليد السنوية والمعتاد عليها، في حين عزف النشيد الفلسطيني، من قبل الفرق الكشفية، لدولة الرئيس مستثنين البطرك بشكل علني ومباشر وعبر وسائل الإعلام العالمية البطريرك من شرف الاستماع للنشيد.

ومن جانبه، انتقد خضر ابو عبارة، رئيس النادي الأرثوذكسي العربي، موقف دعوة رئيس بلدية بيت جالا، المهندس راجي زيدان، البطريرك الى جانب رئيس الوزراء الفلسطيني لحفل الغداء، رغم مناشدة لجنة المؤسسات الأرثوذكسية بفصل حضور الدكتور فياض، وإضاءة الشجرة عن حضور البطريرك، غير أن رئيس البلدية أصر على الدعوة.

وأكد أبو عبارة، لـ quot;إيلافquot; أن رؤساء المؤسسات والشخصيات الاعتبارية والوطنية رفضوا حضور الغذاء الذي أقامه رئيس البلدية بدعم من وكالة التنمية الأميركية USAID، بما فيها أعضاء المجلس البلدي باستثناء رئيس المجلس، رافضين مشاركة البطريرك وليمة الصفقات الغير متناهية والهادفة إلى بيع المزيد من أراضي الوقف المسيحي الفلسطيني من قبل قادة الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية.

إضاءة شجرة عيد الميلاد المجيد

احتفالات عيد القديس نيقولا في بيت جالا، رافقتها استقبال لدولة الرئيس، سلام فياض، الذي أضاء شجرة عيد الميلاد في بيت جالا وكان قد أضاء بالأمس شجرة العيد في مدينة بيت ساحور، والتي رافقها استعراض كشفي لعدد من الفرق الكشفية في محافظة بيت لحم.

هنئ الدكتور سلام فياض، رئيس الوزراء الفلسطيني، الطوائف المسيحية بحلول أعياد الميلاد المجيدة، ناقلاً تحيات الرئيس محمود عباس لمواطنين المحافظة، قائلاً أرضنا ارض السلام ففيها ولد السيد المسيح وشع نوره إلى أرجاء المعمورة لينشر السلام، رغم أن أرضنا لا زالت تعاني من عدم السلام والاحتلال والظلم والاعتداءات اليومية، مطالباً بوقفها وإزالة الاحتلال والاستيطان لتشرق شمس الحرية وينعم شعبنا بالرخاء والسلام والأمن والاستقرار.

وأكد في كلمته خلال الاحتفال، على أن الشعب الفلسطيني وقيادته مصممة على مواصلة الدرب حتى الحرية والاستقلال، رغماً عن الاحتلال والعمليات الاستيطان، فلا بد لفجر الحرية أن يبزغ على ربوع فلسطين، لتقام الدولة الفلسطينية المستقلة، على كامل التراب الوطني الذي احتل في عام 1967 دولة فلسطين حرة ديمقراطية على قطاع غزة والضفة الغربية وفي القلب منها القدس العربية الفلسطينية.

قرار مجلس المؤسسات الأرثوذكسية العربية

قرر مجلس المؤسسات الأرثوذكسية العربية في بيت لحم مقاطعه استقبال البطريرك ثيوفيلوس الثالث في عيد الميلاد المجيد حسب التقويم الشرقي الموافق 6-1-2010 وذلك احتجاجا على استمرار البطريرك برفض التعهدات التي قطعها على نفسه أمام السلطة الوطنية الفلسطينية عشيه انتخاباته والمتمثلة أساسا في تنفيذ قانون بطر كيه الروم الأرثوذكس رقم 24 لسنه 1958 والمفترض سريانه في مناطق السلطة الفلسطينية.

كما ينص البيان الذي وصل quot;إيلافquot; نسخة منه، على إقامة المجلس المختلط لإدارة البطركية ووقف وإبطال صفقات الأراضي المشؤومة التي عقدتها البطركيه خلال العقود الماضية والتي تقوم البطركية بموجبها بتسريب أراضي عربية إلى ملاك إسرائيليين، وخصوصا عملية التسريب الحالية التي وقع عليها البطرك ثيوفيلوس شخصيا والتي يبيع بموجبها أملاك البطركية في دير مار الياس لشركات يهوديه بقسيمه رقم 30288 وهي عباره عن 71 دونم.

ومن الجدير ذكره ان هذه الأراضي تكمل الحصار وسلخ القدس عن الامتداد الفلسطيني في بيت لحم كما أن البطريرك شجع على استمرار سياسة استعداء حقوق العرب الأرثوذكس منذ سنه 1534 حيث طرد العرب منها بمؤامرة مع الأتراك الذين كانوا يحكموا البلاد العربية والقدس حينها، وعملوا على سن القوانين الداخلية لإبعاد العرب من الإدارة والرهبنة إضافة للتنكيل بالرهبان العرب وأولهم المطران عطالله حنا والارشمندريت مليتيوس بصل والارشمندريت خريستوفوروس حنا الذي ابعد من المحكمة الكنسية بالأردن وعدم اعتراف البطريرك بدير دبين لان الراهبات فيه عربيات.

ولذلك قرر المجتمعون عدم استقبال البطرك ثيوفيلوس الثالث في دير مار الياس والقبة وباب الدير من قبل المؤسسات الأرثوذكسية ودعوا جميع الفرق الكشفية الالتزام بمقاطعه استقبال البطرك ثيوفيلوس الثالث في باب الدير وإلغاء الاستعراض الكشفي وأي مظاهر استقبال.

كما وقرر المجتمعين إبلاغ واطلاع السلطة الفلسطينية على قرار المقاطعة متمثلة بالرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض ومحافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل ورؤساء البلديات على حيثيات قرار المقاطعة.

* تصوير نور الهودلي