نيودلهي: التقى مسؤولون من الهند وباكستان اليوم الجمعة لوضع جدول محادثات ثنائية رفيعة المستوى اقترحتها الهند بعد توقف دام أكثر من عام في أعقاب هجمات مومباي. وتتهم نيودلهي متشددين يعيشون في باكستان بالمسؤولية عن الهجمات التي وقعت في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2008 وقتل فيها 166 شخصا. وأوقفت نيودلهي محادثات السلام حتى تتخذ إسلام أباد خطوات ضد مخططي الهجوم.

لكن الهند تعرضت لضغوط دولية في الشهور القليلة الماضية لاستئناف المحادثات مع باكستان ومساعدة الغرب في احلال الاستقرار في أفغانستان حيث تحاول كل من الدولتين بسط نفوذها هناك. ويأتي عرض نيودلهي استئناف المحادثات مع باكستان بعدما أقرت قوى عالمية في لندن الاسبوع الماضي خطة أفغانية للسعي للمصالحة مع حركة طالبان وهي عملية من المتوقع أن تلعب باكستان دورا مهما فيها.

ومن الممكن أن يكون لهذه الخطوة تأثير كبير على المعركة ضد المتشددين في باكستان وجهود دفع باكستان الى ملاحقة طالبان عن طريق خفض حاجتها للاحتفاظ بقوات عسكرية ضخمة على حدودها الشرقية مع الهند. وقال شهيد مالك المفوض السامي الباكستاني في الهند عقب لقائه بوكيلة وزارة الخارجية الهندية نيروباما راو quot;سأعود الى وزارة خارجيتي وحكومتي بشأن المناقشات التي أجريتها... يجب أن نجد وقتا وموعدا مشتركا مناسبا.quot;

وقال مسؤولون هنود ان الاجتماع كان بناء وانهم ينتظرون أن تعود باكستان بتاريخ محدد لبدء المحادثات. ودعت باكستان الى استئناف عملية السلام الاوسع نطاقا والتي تعرف باسم الحوار المركب حول سلسلة من القضايا من بينها اقليم كشمير المتنازع عليه. وقال مالك quot;الحوار هو السبيل الوحيد للمضي قدما... لن ندخل في تفاصيل. سوف تناقش كل الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين باكستان والهند.

كشمير موضوع نثيره مع الهند في كل مناسبة ومحفل ممكن.quot; وأضاف quot;الارهاب سيكون حتما واحدا من مجالات النقاش لاننا لدينا موضوعات ذات صلة بالارهاب وهو أمر يؤثر في باكستان.quot; ويرجع عرض الهند لاجراء محادثات جزئيا الى الضغط الأميركي من أجل طمأنة باكستان حتى يمكنها التركيز على محاربة طالبان والقاعدة على حدودها الغربية مع أفغانستان.

ويرى كثيرون في الهند أيضا أن استراتيجية quot;دبلوماسية الاكراهquot; تجاه باكستان لا تنجح في حمل اسلام اباد على تقديم المزيد من التنازلات بشأن اتخاذ خطوات ضد مخططي الهجوم في مومباي مع تراجع التعاطف العالمي مع الهجمات بمرور الوقت. لكن أي تقدم من المرجح أن يكون بطيئا.

وقال لاليت مانسينغ وهو وكيل سابق لوزارة الخارجية الهندية لرويترز quot;توقعوا زيادة في التقدم لكن دون انفراجة.quot; وقال براكاش جافديكار من حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي وهو حزب المعارضة الرئيسي في الهند quot;هذا استسلام مذل لباكستان.quot; quot;الموقف العام في الهند كان أنه لن تكون هناك محادثات مع باكستان ما لم تتخذ خطوات ذات مصداقية ضد المهاجمين في مومباي.quot;