في أول رد فعل على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي وجه فيها تهديدات مباشرة لدمشق ورئيسها بشار الأسد، أعلنت سوريا أن من يهددها سيلقى الرد، ولن يكون مسروراً وجاء ذلك على لسان رئيس وزرائها محمد ناجي عطري مؤكداً امتلاك سوريا القدرات اللازمة للردّ .

دمشق، تل أبيب : ذكر رئيس الوزراء محمد ناجي عطري أن quot;من يستفز سوريا حالياً سيلقى إجابة على هذا الاستفزاز ولن يكون مسروراًquot;. وأضاف quot;نحن نمتلك مصادر القوة ومصادر الرد والمواجهة.. ونملك شعبا مقاتلاً متمسكا بثوابته الوطنية والقوميةquot;. وكان ليبرمان قال في كلمة قرب تل أبيب إن الرسالة الإسرائيلية للأسد واضحة فـ quot;لن تخسر فقط الحرب المقبلة، أنت وعائلتك، ستخسرون السلطةquot; معقبا على تصريح للأسد الأربعاء قال فيه إن الشرق الأوسط يُدفع نحو حرب جديدة بسبب إسرائيل التي تسلك حسب وزير خارجيته وليد المعلم سلوك quot;الزعران البلطجيةquot;.

إلى ذلك، اعرب وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان عن امله في ان تتفهم دمشق التحذير الذي وجهه للرئيس السوري بشار الاسد من انه سيخسر السلطة إذا سوّلت له نفسه شن حرب على اسرائيل. وفي مقابلة مع القناة الاولى للتلفزيون الاسرائيلي اوضح وزير الخارجية الاسرائيلية ان اسرائيل ليست معنية بتصعيد التوتر مع سوريا، مشيرا مع ذلك الى ان تحذيره جاء ردا على التهديدات السورية بمهاجمة المدن الاسرائيلية. وأكد ليبرمان ان الحكومة الاسرائيلية مستعدة لإجراء مفاوضات مباشرة مع سوريا ومع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة، معربا مع ذلك عن رأيه بانه يجب ان تبقى هضبة الجولان جزءا من دولة اسرائيل.

وأجرت إسرائيل قبل أيام مناورات في صحراء النقب تحاكي حربا على سوريا شملت غارات بطائرات أف 16 للوقوف على تنسيق سلاحي الجو والبر.وأعقب تصريحات ليبرلمان تأكيد من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عبر متحدث باسمه بأنه ووزير خارجيته، اللذين اجتمعا لبحث quot;القضية السوريةquot; أوضحا أن quot;إسرائيل تسعى للسلام والمفاوضات مع سوريا دون شروط مسبقةquot;. وطلب مكتب نتنياهو من أمين حكومته إبلاغ الوزراء بتجنب الحديث عن سوريا للإعلام. ونسبت وكالة الأنباء الألمانية إلى أحد كبار مساعدي نتنياهو قوله لصحيفة إسرائيلية إن الأخير يساند تصريحات ليبرمان ضد سوريا لكنه لا يود -هو شخصيا- إطلاق مثل هذه التصريحات بالوقت الراهن.

وتحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت عن استياء أميركي من ليبرمان، وقالت إن مسؤولين أميركيين مرروا رسائل عاجلة لنظرائهم الإسرائيليين تطلب التهدئة ووقف التصريحات ضد سوريا، وهي رسائل تبعها مباشرة توضيح مكتب نتنياهو. ونقلت معاريف عن وزراء إسرائيليين قولهم إنهم لا يستبعدون أن يكون ليبرمان يحاول إحباط اتصالات سرية سورية إسرائيلية لاستئناف محادثات سلام غير مباشرة لا يرغب فيها هو، وأكد أهميتها وزير الدفاع إيهود باراك الذي قال إن عدم إطلاق المفاوضات قد يسبب حربا ستتطور إلى حرب إقليمية.

رسائل أميركية
وتحدثت الصحيفة عن رسائل مررت إلى الأسد هذا الأسبوع عبر رئيس وزراء إيطاليا سيلفيو برلسكوني ووزير خارجية إسبانيا ميغيل أنخيل موراتينوس تفيد بجدية نتنياهو في استئناف المفاوضات لكن دون انسحاب مسبق من الجولان كما تريد سوريا، مقترحا وسطاء جددا هم إيطاليا وإسبانيا. وأشرف باراك عندما كان رئيس وزراء على محادثات سلام مع سوريا عام 2000 فشلت بسبب خلاف على هضبة الجولان، تبعتها بعد ثماني سنوات مفاوضات غير مباشرة توسطت فيها تركيا عام 2008، وانهارت أيضا بسبب العدوان على قطاع غزة.

قائد إسرائيلي: باستطاعة قواتنا احتلال دمشق وهزيمة جيشها

إلى ذلك، هدد قائد اللواء الشمالي في الجيش الاسرائيلي، الجنرال لافي مزراحي، باحتلال العاصمة السورية دمشق، مستخفا بقدرات الجيش السوري، وزاعما ان هذا الجيش لن يتمكن من ايقاف التقدم الاسرائيلي.
واهتمت وسائل الاعلام الاسرائيلية بتصريحات مزراحي، وعلى الرغم من انّ نتنياهو طلب من جميع الوزراء عدم الإدلاء بأيّ تصريحات حول التلاسن بين تل ابيب ودمشق، ورغم دعوة وزير الامن ايهود باراك الرئيس السوري بشار الاسد الى المفاوضات بدلا من الحرب، بعد التهديدات التي اطلقها ليبرمان.

والقى الجنرال لافي مزراحي محاضرة في مستوطنة 'افرات' في الضفة الغربية، امام مئات الجنود من اليهود . وردا على سؤال حول التهديدات التي اطلقها وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، والتي قال فيها انّ الحرب القادمة ستصل الى عمق المدن داخل الدولة العبرية، قال الجنرال مزراحي 'الصواريخ السورية باستطاعتها ان تصل الى المدن الاسرائيلية، ولكنّ الجيش الاسرائيلي قادر على احتلال العاصمة السورية، دمشق'.
وزاد قائلا انّ ميزان قوة الردع يعمل لصالحنا، والسوريون يعرفون ذلك.

مع ذلك، اشار الجنرال الاسرائيلي في سياق حديثه الى انّ 'السوريين اختاروا طريق التسلح والحصول على الصواريخ طويلة الأمد ومساندة الارهاب'، ولكنّه قال انّ جميع الاسلحة التي تملكها سوريا والتنظيمات الارهابية التي تدعمها لا تستطيع مجتمعة الوقوف امام قوة الجيش الاسرائيلي، وللتدليل على ذلك، زاد الجنرال الاسرائيلي قائلا 'انّ السوريين وحزب الله شاهدوا بأم اعينهم ما هي قدرة الجيش الاسرائيلي في حرب لبنان الثانية في صيف العام 2006'، لافتا الى ان حي الضاحية في بيروت دمر خلال دقائق معدودة، وكيف انّ الجيش الاسرائيلي، وخصوصا سلاح الجو، قام بتدمير ستة مبان خلال اقل من دقيقة، دون ان يمس بالمحيط، على حد تعبيره.

وتابع الجنرال الاسرائيلي الحديث عن الجيش السوري وقال بما انّ الميزان الاستراتيجي ليس في صالح الجيش السوري، فانّ هذا الجيش لا يستطيع ان يلحق بنا الهزيمة او ان يتغلب علينا.
وبرأيه هذا هو السبب الذي يدفع الجيش السوري الى المحافظة على الهدوء والالتزام بالصمت، لانّه لا توجد له ايّ امكانية لان يتغلب على الجيش الاسرائيلي، والجيش السوري وقادته يعرفون هذه الحقيقة.
وفي معرض تطرقه لتهديدات وزير الخارجية السوري قال قائد لواء المركز في الجيش الاسرائيلي انّ المعلم يعرف جيدا انّه باستطاعتنا ان نصل الى دمشق ونحتلها، وانا ارجح انّهم فهموا هذه الحقيقة وهم يتصرفون بموجبها، ولكن لو كان الميزان الاستراتيجي لصالحهم، لكانوا قد شنوا الحرب علينا، قال الجنرال مزراحي.