بعد ساعات فقط على بدء أوسع هجوم تشنه قوات حلف شمال الأطلسي ضد مقاتلي حركة طالبان في ولاية هلمند جنوب افغانستان، أعلن عن مقتل خمسة من مقاتلي الحركة وسط مقاومة قليلة حسبما قال ناطق باسم الجيش الأميركي.
كابول: اعلن ناطق باسم الجيش الاميركي الذي يشكل جنوده اكبر عدد من القوات ان طالبان تبدي quot;مقاومة قليلةquot;. وصرح الجنرال شير محمد زازاي قائد الجيش الافغاني في اتصال عبر الفيديو من لشكر غاه عاصمة ولاية هلمند (جنوب) ان quot;معلوماتنا الاولية تفيد عن مقتل خمسة اعداء في مواقع مختلفة وفي معارك وجها لوجهquot;.
وانطلق الهجوم بعيد منتصف الليل. واعلن اللفتنانت جوش ديدامس الناطق باسم المارينز الاميركيين في هلمند ان quot;في الساعة 02,30 أنزلت مروحيات قواتٍ مشتركة في مدينة مرجهquot;. واضاف quot;اننا نتقدم على الارض ونلقى مقاومة قليلةquot;.
وتعدمنطقة مرجه احدى اهم مناطق انتاج الافيون في ولاية هلمند الجنوبية. وهي الهدف الاول في العملية العسكرية الرامية الى بسط سيطرة الحكومة الافغانية على المناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين. ويشارك نحو 4500 من مشاة البحرية الاميركية و1500 جندي أفغاني و300 جندي أميركي في الهجوم.
وقال المسؤول في حلف شمال الاطلسي طالبا عدم الكشف عن اسمه quot;الانباء التي تتحدث عن انطلاق العملية العسكرية صحيحةquot;. ووفقا للقوات الاميركية فان هذه العملية التي تحمل اسم quot;عملية مشتركquot; هي الاوسع منذ اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما استراتيجيته الجديدة في افغانستان. وكانت القوات الاميركية والافغانية حذرت في وقت سابق الجمعة سكان المنطقة من مساعدة مقاتلي طالبان.
واوضح الناطق باسم حاكم ولاية هلمند داود احمدي ان quot;منشورات وزعت على مرجه جاء فيها quot;لا تأووا طالبان، امنعوهم من دخول أراضيكم، القوات قادمة لمساعدتكم، اننا نأتيكم بالسلام فانعموا بالسلام والازدهار!quot;. كما تناقلت الاذاعات المحلية الرسالة.
ومنذ اسبوعين تعلن القوة الدولية المساهمة في ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي والجيش الاميركي انهما يستعدان لشن هجوم quot;وشيكquot; على مرجه في ولاية هلمند اكبر معاقل طالبان في البلاد.
وقد نزح ما بين 300 الى 400 عائلة -- بين ألفين وثلاثة الاف شخص من السكان الثمانين ألفا -- من تلك المنطقة خلال الايام الاخيرة حسب سلطات الولاية. وهددت طالبان الخميس بالرد على الهجوم بعمليات تندرج في اطار حرب عصابات واستنزاف مكنتها من تكثيف مقاومتها كثيرا خلال السنتين الماضيتين وقتل أعداد متزايدة من الجنود الاجانب.
يذكر ان الحركة الاسلامية لم تقاوم خلال هجمات الحلفاء السابقة في هلمند وغيرها اذ انسحبت الى مناطق جبلية يستحيل اكتساحها او تختفي وسط السكان.
لكن في مرجه سيستخدم المقاتلون العبوات اليدوية الصنع والالغام والكر والفر كما توعد الناطق باسم طالبان يوسف احمدي. واعلن الناطق باسم حاكم الولاية quot;نشجع الناس ايضا على ابلاغ القوات الافغانية بمواقع المتفجراتquot;.
وتمكن عبد الصمد وهو من سكان مرجه، بشق الانفس من اخراج افراد عائلته الثلاثة عشر الى لشكر كاه عاصمة هلمند التي تقع على بعد عشرين كلم الى الشمال.
وقال quot;اضطررت الى التحايل على طالبانquot; وquot;انتقلنا من قرية الى اخرى حتى خرجنا من المنطقة، كانوا في كل مكان ورايناهم احيانا يزرعون العبوات على الطرقquot;. وتشكل تلك العبوات كابوسا للجنود الاجانب وتنال منهم العشرات شهريا.
وبتلك العبوات والاعتداءات الانتحارية العنيفة وغيرها من الكمائن كسبت طالبان خلال السنتين الاخيرتين مزيدا من القوة وامتدت تقريبا الى كافة انحاء البلاد. وقد قتل منذ مطلع السنة الجارية 66 جنديا اجنبيا بعد ان شهدت سنة 2008 سقوط اكبر عدد من القتلى في صفوفهم خلال ثماني سنوات من الحرب حيث بلغ عددهم 520 قتيلا
التعليقات