اكد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ان العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي ليست حديثة وان نقاط الالتقاء قائمة في اكثر من مجال.
الدوحة، واشنطن: الا ان رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني اضاف لدى افتتاحه أعمال منتدى أميركا والعالم الاسلامي في دورته السابعة التي بدأت مساء اليوم بالدوحة ان هناك نقاط اختلاف وكان من الضروري اتخاذ السياسات على اساس التفهم الموضوعي بطبيعة اوضاع دول العالم الاسلامي في الماضي والحاضر والتأثيرات الخارجية على بنيتها من النواحي السياسية والاقتصادية والفكرية.
وقال ان هذه الدورة ستعنى ببحث ملامح المرحلة المقبلة للعلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي، مشيرا الى ان النتائج المستهدفه من هذه الدورة هي الانتقال من مرحلة الحوارات والنقاشات الى مرحلة التوصيات بشأن السياسات العملية الواجب تنفيذها. ونوه بأن هذا العمل مطلوب في المرحلة الراهنة من مسيرة المنتدى لسبعة اعوام مشيرا الى انه في السنوات الماضية عكف المشاركون في المنتدى على بحث مختلف جوانب العلاقات الأميركية مع دول وشعوب العالم الاسلامي في وقت كان فيه التوتر سائدا في اجواء هذه العلاقات بسبب الافتقار لرسم السياسات الصحيحة.
وقال الشيخ حمد بن جاسم ان هذا هو الطريق الذي يوفر ازالة مخاطر التهديد من خلال ردم الهوة بين العالمين الأميركي والاسلامي حيث يسود الحوار والتفاهم المشترك بدل الصراع الذي لايخدم المصلحة المشتركة. وتابع قائلا انه من المهم ان نشير الى ان الرئيس اوباما وضع في بياناته وخاصة في بيان الامم المتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والصراع العربي الاسرائيلي قاعدة ارتكاز العلاقات بين أميركا والعالم الاسلامي على المصالح المتبادلة والاحترام المتبادل وعلى حقيقة ان أميركا والعالم الاسلامي لا يقصي احدهما الاخر ولا يحتاجان الى التنافس.
وشدد رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية على أن تلك القاعدة هي الشراكة التي تقوم على التكافل في حل المشاكل لأنها سبيلنا الى تحقيق المصلحة المشتركة.، وقال انه في اعمال المنتدى لهذا العام علينا ان نتلمس سبل السياسات التي تؤمن التوصل الى هذه الشراكة.
وفي كلمة عبر الفيديو للمشاركين جدد الرئيس الأميركي باراك اوباما التزامه الشخصي ببناء شراكات فاعلة بين أميركا والعالم الاسلامي نحو حياة يسودها الامل لمستقبل افضل لابنائنا والتعاون بدلا من الصراع.
واعتبر الخطاب الذي وجهه الى العالم الاسلامي من القاهرة في شهر يونيو الماضي بداية جيدة نحو علاقات جيدة بين أميركا والعالم الاسلامي مبنية على الاحترام المتبادل من اجل بناء السلام والامن .. مضيفا بالقول ان quot;امامنا الكثير لنفعله لكن وضعنا الاسس لنحول الاقوال الى أفعالquot; واعلن الرئيس اوباما عن تعيين السيد رشاد حسين مبعوثا خاصا له لدى منظمة المؤتمر الاسلامي.
واستعرض الرئيس اوباما في كلمته جهود ادارته لارساء الاستقرار في العراق والعمل بمسؤولية لانهاء الحرب في هذا البلد وقيام شراكة معه على المدى الطويل وانضمامه الى ركب المجتمع الدولي اضافة الى العمل نحو تحقيق الرفاهية للشعب في افغانستان واستتباب الامن والسلام هناك.
واكد التزام الادارة الأميركية بحل الدولتين فلسطينية واسرائيلية وضمان حقوق الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي والعمل في ذات الوقت من اجل تعزيز الكرامة وحقوق الانسان حول العالم.
وشدد في هذا السياق على ان التعليم والمعرفة هما العملة المتداولة في القرن الحادي والعشرين مؤكدا ان الحوار يسير قدما لتحقيق الاهداف المتوخاة من كل ذلك والاستفادة من فرص التعليم الالكتروني لربط الجانبين فضلا عن فرص التدريب وتعليم الاطفال وتطوير وتكريس شراكات جديدة لاستحداث الفرص المبتكرة ايضا في مجالات الطب والتكونولوجيا والقضايا المهمة التي تهم الطرفين . واعلن الرئيس الأميركي عن عقد قمة في شهر ابريل المقبل لأصحاب الاعمال والمشاريع من الجانبين الأميركي والاسلامي مشيرا الى انشاء الصندوق العالمي للابتكارات في مجال التعليم ومواجهة فيروس انفلونزا المكسيك (ايه اتش1ان1) والتعاون مع منظمة المؤتمر الاسلامي لمواجهته ابان موسم الحج اضافة الى اهمية تعزيز الحكم الصالح والتنمية.
ويناقش المنتدى على مدى ثلاثة ايام قضايا تتعلق ببناء الثقة بين الولايات المتحدة الأميركية والعالم الاسلامي ويحضره رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ووزيرو الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون والمرشح الأميركي الاسبق للرئاسةجون كيري .
من جانبه اعتبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب ارودغان في كلمة له الصراع بين الثقافات والحضارات خطرا يهدد العالم مشيرا الى انه منذ أحداث الحادى عشر من سبتمبر اصبح الخطاب ضد العالم الاسلامي عدائيا وباتت النظرة الى العالم الاسلامى سلبية.
وقال ان المشاكل العالمية تتفاقم بشكل كبير والعالم يمر بمرحلة عصيبة فى ظل انتشار الاسلحة النووية والارهاب الدولى والازمة المالية والتغيير المناخى ومشاكل البيئة والتي تشكل جميعا تهديدا كبيرا على جميع دول العالم.
وأعرب اوردغان عن اسفه باتهام العالم الاسلامي بالارهاب مؤكدا عدم صحة هذا الكلام لان الدين الاسلامي يرفض الارهاب كما تنبذه الاديان الاخرى.
واعتبر quot;فوبيا الاسلامquot; المسيطرة على عدد كبير من دول العالم نوعا من العنصرية داعيا رؤساء الدول وجميع المسؤولين فى العالم وايضا وسائل الاعلام الى تعريف الارهاب بشكله الصحيح وعدم الصاقة بأى دين او شخص.
وأوضح ان كلمة الاسلام تعنى السلام والاسلام يقوم على مبدأ الصراحة ويدعو الى التسامح والاسلام هو الحياة والبقاء على هذه الحياة مشددا على ضرورة اعادة النظر لهذا المفهوم ووجوب التكاتف لاظهار الاسلام فى صورته الصحيحة.
وقال ان تركيا تكافح منذ 30 عاما ضد منظمة ارهابية فقدت خلالها 40 الف شخص معظمهم من المدنيين وحوالى 300 مليار دولار خلال هذه السنوات لمكافحة الارهاب ولم تحصل على دعم المجتمع المدنى بل ان اوروبا ساندت هذه المنظمة وقدمت الدعم المادى واللوجستى لها وبذلك كانت تحمى المجرمين ايضا.
وأشاد رئيس الوزراء التركى بقرار الرئيس الأميركي باراك اوباما تعيين حسن رشاد مبعوثا شخصيا له الى منظمة المؤتمر الاسلامي معتبرا هذه الخطوة مهمة جدا الا انه طالب في نفس الوقت بضرورة الاستفادة من هذا القرار لصالح العالم الاسلامي.
وقال انه يجب على العالم الاسلامي ان يتخذ موقفا مشتركا مستشهدا فى ذلك بتولى تركيا واسبانيا تحالف الحضارات تحت مظلة الامم المتحدة لان من مصلحة الجميع وجود مثل هذا التحالف الحضارى لتحقيق السلام العالمى ما يؤسس للثقة والاحترام.
وشدد رئيس الوزراء التركى على اهمية رسم سياسة جديدة للمرحلة المقبلة في العلاقات بين العالم الاسلامي والعالم الغربي تقوم على الديمقراطية والسلام والعدالة وحقوق الانسان.
وأعرب اوردغان عن اسفه لما يقوم به العالم الغربي الذي يدافع عن قيم عادية في الوقت الذي قتلت فيه اطفال غزة بالقنابل الفسفورية، متسائلا اين المسؤولين عن ما حدث فى غزة ولماذا تمنع مواد الاغاثة من الدخول الى غزة واين دور الامم المتحدة ومجلس الامن.
وأضاف انه يجب علينا بذل مزيد من الجهد منوها فى هذا الصدد بالدور الذى تقوم به قطر اميرا وحكومة وشعبا لخدمة القضية الفلسطينية.
وأضاف ان حل القضية الفلسطينية يجب ان يكون باقامة دولة فلسطينية مستقلة وان يكون هناك اقتصاد فلسطينى قوى كما يجب ازالة المستوطنات وانهاء الدراما الانسانية التى تعيشها غزة حاليا.
الى ذلك، عين الرئيس الأميركي باراك اوباما اليوم المسؤول بالبيت الابيض المحامي رشاد حسين مبعوثا خاصا لدى منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم اكثر من 50 دولة عضو.
وقال البيت الابيض في بيان ان حسين سيقوم في منصبه الجديد quot;بتعميق وتوسيع الشراكات التي بدأتها الولايات المتحدة مع العالم الاسلامي منذ كلمة الرئيس اوباما في القاهرة في يونيو الماضيquot;.
وقال اوباما quot;بوصفه محاميا ماهرا ومساعدا مقربا ومحترما ضمن فريقي في البيت الابيض لعب رشاد دورا رئيسيا في تنمية شراكات كنت اعربت عن رغبتي في اقامتها في القاهرةquot;.
واضاف quot;كحافظ للقرآن فانه عضو يحظى باحترام من قبل العالم الاسلامي واشكره على القيام بهذا العمل الهامquot;.
وكان اوباما دعا في الرابع من يونيو الماضي في خطاب بالعاصمة المصرية الى quot;انطلاقة جديدةquot; في العلاقات بين الولايات المتحدة والعالم الاسلامي.
يذكر ان رشاد عمل في فريق الامن القومي الأميركي في متابعة البداية الجديدة مع العالم الاسلامي التي اعلن عنها اوباما في خطابه الشهير بالقاهرة.
التعليقات