عبر المسؤولون العسكريون في حلف شمال الاطلسي الاحد عن ارتياحهم في اليوم الثاني من الهجوم على مرجه احد معاقل حركة طالبان في جنوب افغانستان اذ يبدو ان المتمردين لا يبدون سوى مقاومة قليلة مستخدمين الالغام وعمليات القنص.

مرجة: لم تتجاوز خسائر القوات الدولية الجنديين احدهما بريطاني والثاني اميركي. اما الجيش الافغاني الذي يشارك في العملية فقال ان عشرين من عناصر طالبان قتلوا. ويشن العملية 15 الف جندي معظمهم من الاميركيين يليهم البريطانيون تحت راية القوة الدولية للمساعدة على ارساء الامن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الاطلسي. وكان حلف شمال الاطلسي اعلن السبت مقتل خمسة عسكريين بينهم ثلاثة اميركيين في الجنوب الافغاني لكنه لم يوضح ما اذا كان البريطاني والآخرون قتلوا في اطار العملية الجارية.

وبعد 24 ساعة من بدء العملية قال الجنرال غوردن ميسنجر الناطق باسم الجيش البريطاني في لندن ان المسؤولين العسكريين في الحلف والجنرالات البريطانيون quot;مرتاحون جداquot;. واكد ان الشعور ذاته عبر عنه المسؤولون العسكريون الاميركيون. واضاف الجنرال البريطاني quot;جرت مواجهات متفرقة (...) لكن طالبان لم يتمكنوا من تنظيم مقاومة متماسكةquot;، مشيرا الى quot;مقتل عدد قليل من المتمردينquot;. واكد الجنرال ميسنجر ان القوات الدولية quot;ضمنت امن اهداف استراتيجية ولم تواجه سوى حدا ادنى من المعارضةquot;.

وفي محيط مرجهع رأى الجنرال الاميركي لاري نيكولسون ان الساعات ال24 الاولى للهجوم quot;جيدةquot;. واضاف quot;تعرضنا لاطلاق نار من قناصةquot; بينما قامت آليات نزع الالغام quot;بتفجير عدد كبير من العبوات الناسفةquot;، موضحا ان ذلك يبطىء من تقدم رجاله. وقتل الجندي البريطاني السبت في انفجار احدى هذه العبوات في بلدة مجاورة لمرجه حسب لندن بينما مقتل الاميركي بالرصاص في مرجه، حسبما اكد نيكولسون. وقالت كابول والقوات الدولية ان الهجوم هو مرحلة اولى من عملية واسعة تهدف الى بسط سلطة الحكومة على ولاية هلمند احد المعاقل الرئيسية لحركة طالبان وquot;خزانquot; الافيون الذي يشكل مصدر مهما لتمويل طالبان.

وفي واشنطن قال البيت الابيض انه يتم اطلاع الرئيس الاميركي باراك اوباما عل مجريات الهجوم الذي يجري في جنوب افغانستان منذ ليل الجمعة السبت. وسيعقد اجتماع صباح اليوم الاحد في هذا الشأن. وهي اكبر عملية للقوات الدولية منذ اعلان الرئيس الاميركي في كانون الاول/ديسمبر الماضي ارسال ثلاثين الف جندي اميركي اضافي خلال العام الجاري من اجل قلب مسار الحرب في افغانستان حيث يتصاعد التمرد الذي تشنه حركة طالبان.

ويصف مسؤولون عسكريون العملية بانها اكبر هجوم تشنه القوات الدولية منذ بداية الحرب في نهاية 2001، بعد طرد طالبان من السلطة. لكن المتمردين سخروا من العملية التي quot;احيطت بضجيج اعلامي كبيرquot; ضد مرجه quot;المنطقة الصغيرة جداquot;. وقال الناطق باسم حركة طالبان يوسف احمدي السبت quot;قتلنا ستة جنود اجانب في اولى الاشتباكاتquot;.

وبدأت العملية بعيد منتصف ليل الجمعة السبت بانزال عناصر من مشاة البحرية الاميركية (المارينز) وجنود افغان بواسطة 60 مروحية في بلدة مرجه، في حين تقدم القسم الاخر من الجنود من المنطقة المحاذية التي سيطروا عليها قبل ايام. وستتركز العملية على مدينة مرجه ومحيطها حيث يقدر عدد السكان ب125 الف نسمة. وقالت السلطات المحلية ان آلاف السكان فروا قبل الهجوم.

وطلب الرئيس الافغاني حميد كرزاي مجددا السبت من حركة طالبان في افغانستان القاء السلاح، محذرا في الوقت نفسه من خسائر بشرية وداعيا مقاتلي طالبان الى quot;الاستفادة من هذه الفرصة (الهجوم) لنبذ العنف والعودة للحياة المدنية الى جانب مواطنيهم الافغان لما فيه مصلحة البلادquot;. وكان المتحدث باسم حركة طالبان يوسف احمدي توعد مؤخرا بمقاومة شرسة تعتمد على التكتيكات الاعتيادية للحركة باستخدام عبوات ناسفة يدوية الصنع و عبوات مزروعة على حافة الطريق ونصب كمائن. ومنذ مطلع 2010، قتل 69 جنديا اجنبيا. وشهدت 2009 سقوط اكبر عدد من القتلى بين الجنود الاجانب خلال اعوام الحرب الثمانية، اذ بلغ عددهم 520 قتيلا.