لندن: حذر مسؤولون عراقيون من خطورة إتخاذ الحملة الدعائية للإنتخابات العراقية المقبلة منحى طائفيًا من خلال تصعيد الإتهامات المتبادلة بين أطراف فيها حيث دعت جبهة التوافق السنية إلى رفع الحصانة البرلمانية عن النائب الصدري بهاء الأعرجي واجتثاثه إثر ما قالت إنها تصريحات له هاجم فيها الخليفة الاول أبا بكر كما طالبت الائتلاف الوطني المرشح على قائمته باستبداله فيما شدد رئيس مجلس النواب أياد السامرائي على ضرورة عدم تهييج الشارع أو التحريض على الإنقسام.

وفي ردّ عنيف على تصريحات الاعرجي وصف النائب عن جبهة التوافق رشيد العزاوي تصريحات للاعرجي ضد الخليفة الاول اليوم بأنها تمثل quot;درجة من الوقاحة من خلال تطاوله على خليفة المسلمين سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنهquot;.

وكان الاعرجي وهو رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب قد قال في تصريحات تلفزيونية امس الاول ان الغالبية في العراق والمذهب الذي يأخذ القاعدة أو الأغلبية في العراق (الشيعة) كانت هناك مؤامرة ضده منـذ يوم أبو بكر لحين حزب احمد حسن البكر (الرئيس العراقي الاسبق عام 1968 لدى بدء حكم البعث في العراق).

واضاف العزاوي quot;أن تصريحات الأعرجي تكشف يومًا بعد يوم عن حجم الحقد الطائفي المتغلغل في نفوس بعض السياسيين في العراق على الرغم من إدعائهم الوطنيةquot;. واضاف quot;أن التصريحات الطائفية هي أكثر خطورة على العراق بألف مرة من تمجيد البعث أو البعثيين، داعيًا إلى التعامل مع هذا الموضوع بمنتهى الحزمquot; كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي وصل نسخة منه إلى quot;إيلافquot;.

وقال العزاوي quot;لقد تعودنا على التصريحات غير المنضبطة من النائب الأعرجي لكن لم نتوقع أن تصل به الوقاحة إلى هذا المستوى بالتطاول على أحد أبرز رموز الأمة الإسلامية بعد نبيها وهو الخليفة أبو بكر الصديقquot;.

ودعا العزاوي قائمة الإئتلاف الوطني التي ينتمي إليها الأعرجي والتيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر إلى بيان موقفهم الواضح والصريح من هذا الموضوع كما طالب كتلته الإنتخابية بإستبدال الأعرجي من قوائم مرشحيها quot;بشخص أكثر وطنيةquot;. واشار الى ان قائمة التوافق العراقي تبحث حاليًا رفع دعوى قضائية إلى المدعي العام تطلب فيها رفع الحصانة عن الأعرجي وإجتثاثه من قائمة المرشحين للإنتخابات بسبب تحريضه على الطائفية والتمييز.

ومن جهته وصف أياد السامرائي رئيس مجلس النواب العراقي quot;التصريحات الطائفية التي خرجت من البعضquot; بأنها جريمة بحق العراقيين. وقال في بيان صحافي تسلمت quot;ايلافquot; نسخة منه quot;أننا بدأنا نسمع أصواتًا من النواب وغير النواب تثير المشاعر الطائفية في وقت ينبغي فيه المحافظة على وحدة العراقيينquot;. وشدد على ضرورة عدم السماح لأي كان بتهييج الشارع والتحريض على الإنقسام.

اما الناطق الرسمي باسم جبهة التوافق سليم الجبوري فقد اعتبر تصريحات الاعرجي بانها quot;تأجيج للطائفية وأثارة النعرات المذهبية وعدم احترام لأعلام الأمة ورموزهاquot;. وقال quot; أن مثل هذه التصريحات الرخيصة تعد تجاوز على قدسية ومعتقدات المسلمين جميعًاquot;. وأكد أن جبهة التوافق ستقاضي الاعرجي quot;على ما بدر منه من تصريحات تثير العنف الطائفي بين أبناء البلدquot;.. واشار الى انها ستتقدم ايضًا بطلب الى رئاسة مجلس النواب لمحاسبة من صدرت أو تصدر منهم هكذا تصريحات.

ومن جانبه اتهم الحزب الاسلامي العراقي الاعرجي باذكاء الفتنة الطائفية من خلال هجومه على الخليفة الاول ابو بكر وطالبه بالاعتذار علنا عن أقواله التي وصفها ب quot;الرخيصةquot;. وقال الحزب الإسلامي في بيان صحافي quot;ان تصريحات النائب بهاء الاعرجي تحاول اذكاء الفتنة الطائفية من جديد بتهجمه علانية وبوقاحة على واحد من رموز الأمة الإسلامية العظام ألا وهو سيدنا (أبو بكر الصديق) رضي الله عنهquot;.

واضاف الحزب السني انه quot;بات من الواضح أن المعركة الانتخابية التي ابتدأت قبل أيام ستكون عنيفة وشديدة وتستخدم فيها مختلف الأسلحة الإعلامية وغيرها من أجل كسب أصوات الناخبين أو عرقلة القوائم المتنافسةquot;.

وأضاف الحزب انه quot;وفي إطار مداعبة عواطف البعض وانسياقاً مع النهج الطائفي الذي غدا سمة له خرج علينا النائب بهاء الأعرجي (رئيس اللجنة القانونية البرلمانية) ليقول بالحرف على شاشة قناة البغدادية إن quot;الغالبية في العراق والمذهب الذي يأخذ القاعدة أو الأغلبية في العراق كانت عليه المؤامرة منـذ يوم أبو بكر لحين حزب احمد حسن البكرquot;.

وأشار الحزب الى انه وبعيدًا من الخوض في نظرية المؤامرة المزعومة التي لا توجد إلا في الأذهان المريضة نقول quot;إن هذا الكلام المغرض المليء حقدًا وغلاً ونفسًا طائفيًا مقيتًا لم يأتِ اعتباطًا مع بدء الحملات الانتخابية، وهو لا يمكن أن يصدر عن إنسان ينتمي بصدق إلى هذه الأمةquot;.

وتساءل الحزب عن quot;كيفية انتماء الاعرجي إلى امة وهو يتهجم علانية وبوقاحة على واحد من رموزها العظام ألا وهو سيدنا (أبو بكر الصديق) رضي الله عنه ويتهم الأمة كلها بالتآمر وهي التي أقامت أعظم حضارة وأعز دولة في العالم كله، متوهمًا أن ذلك سبيل إلى قلوب بعضٍ ممن لوّث الحاقدون عقولهم ومحاولاً العزف على وتر الطائفية البغيضة التي قبرها العراقيون بتوحدهم وتكاتفهمquot;.

وطلب الحزب الاسلامي من الأعرجي quot;بالاعتذار علانية لأبناء شعبنا وأمتنا عن هذه الأقوال الرخيصةquot;.. ودعاه الى quot;يتحلى بالقليل من الحياء الذي يبدو أنه قد فقده تمامًاquot;... مستنكرًا quot;هذه المحاولة الخائبة للنيل من رموز أمتناquot;.

وناشد الحزب quot;أبناء شعبنا للتعبير عن شجبهم ورفضهم لهذه التصريحات التي توقد نيران الفتنة من جديد وسيبقى صحابتنا الكرام وآل البيت الأطهار (رضوان الله عليهم أجمعين) نبراسًا لنا يضيء حياتنا وعلى هداهم ومنهجهم نسيرquot; كما قال الحزب في بيانه الصحافي.

وكان خطيب جمعة مسجد الكوفة القيادي في الصدري ضيلء الشوكي قد اتهم الحزب الاسلامي بأعدة البعثيين الى مؤسسات الدولة والعملية السياسية. كما كرر الاتهام بذلك الى رئيس الوزراء نوري المالكي بالمسؤولية عن عودتهم وقال quot;انه يرفض اجتثاث البعث وفي الوقت نفسه يطالب بالخروج بمظاهرات من اجل اجتثاثه فهذه الازدواجية بعينهاquot;. واضاف ان الحزب الإسلامي يعمل ذلك quot;من اجل ان ترضى عنهه أميركا المحتلة المجرمةquot;.

وتأتي هذه التطورات في وقت تبذل فيه مساع لعقد جلسة طارئة للرئاسلت العراقية الثلاث للجمهورية والحكومة ومجلس النواب من اجل بحث تداعيات قرارات هيئة المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث بمنع 145 مرشحًا من خوض الانتخابات النيابية المقبلة في السابع من الشهر المقبل.

وكانت القائمة العراقية الوطنية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي قد دعت مجلس النواب والرئاسات الثلاث الى عقد اجتماعات عاجلة لبحث شمول عدد من قيادييها بالاجتثاث وهو امر دفعها الى تعليق حملتها الانتخابية لمدة ثلاثة ايام تنتهي اليوم. وستعقد قيادة القائمة غدًا الثلاثاء اجتماعًا حاسمًا لاعلان موقفها النهائي من المشاركة في الانتخابات او مقاطعتها.

يذكر أن المفوضية العليا للانتخابات قد أعلنت السبت الماضي عن تسلمها خطابا رسميا من الهيئة التمييزية المكلفة بالنظر في الطعون المقدمة من قبل المشولين بقرارات هيئة المساءلة والعدالة يتضمن رد طعون 145 مرشحًا من بينهم القياديين في القائمة العراقية صالح المطلك وظافر العاني.