بورت او برنس: وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم الاربعاء في هايتي التي ضربها زلزال لدعم جهود الإغاثة الدولية في أول زيارة يقوم بها رئيس دولة فرنسي للمستعمرة الفرنسية السابقة في منطقة الكاريبي.

وبالاضافة الى زيارة مستشفى ميداني فرنسي في العاصمة المدمرة بورت او برنس يتطلع ساركوزي بزيارته الى طي صفحة لتاريخ طويل من العلاقات المضطربة مع هايتي التي حصلت على الاستقلال في عام 1804 بعد تمرد دامي من العبيد السود ضد أسيادهم البيض.

ومن المقرر ان يجتمع الرئيس الفرنسي مع زعماء هايتي ليقدم دعما ماليا فرنسيا لخطة لإعادة الإعمار بعد الزلزال يضعها المانحون الأجانب مع حكومة هايتي. وأثناء زيارته من المقرر ان يحلق ساركوزي في طائرة هليكوبتر فوق أسوأ المناطق تضررا نتيجة لزلزال 12 يناير كانون الثاني الذي قتل فيه أكثر من 200 الف شخص وخلف أكثر من مليون مشرد أقاموا في خيام في شوارع المدينة.

وبالإضافة الى تقديم مساعدات طواريء فورية للمشردين والمضارين من الزلزال يتطلع المانحون الدوليون الى دعم هايتي في المدى البعيد في محاولة لإخراج أفقر دولة في نصف الكرة الغربي من دائرة الفقر وعدم الاستقرار السياسي. وتعهدت فرنسا بالفعل بتقديم 20 مليون يورو (27 مليون دولار) في صورة مساعدات وستشارك في مؤتمر للمانحين الدوليين على مستوى عال من المقرر ان يعقد في نيويورك الشهر القادم.

وقدر خبراء اقتصاد من بنك التنمية الأميركي ان تكاليف اعادة اعمار هايتي بعد الزلزال قد تصل الى نحو 14 مليار دولار وهو ما يجعلها من الناحية النسبية أكثر الكوارث الطبيعية دمارا في الأزمنة الحديثة.