بيروت: من يطالع الصحف اللبنانية بما تتضمنه من عناوين ومقالات وتحليلات صحافية يعثر على اسماء مثل قريطم وعين التينة والمختارة وحارة حريك والرابية ومعراب وسواها وهي اسماء مناطق لبنانية مختلفة يقطن فيها الزعماء والقيادات السياسية.
واصبح استخدام هذه الاسماء مرادفا للاشارة الى الزعماء السياسيين الذين توجد مقارهم فيها حيث يقصد بقريطم رئيس الوزراء سعد الحريري وعين التينة رئيس مجلس النواب نبيه بري والمختارة رئيس (اللقاء الديمقراطي) النائب وليد جنبلاط وحارة حريك الامين العام لجماعة (حزب الله) حسن نصرالله والرابية رئيس (تكتل التغيير والاصلاح) النائب ميشال عون ومعراب رئيس الهيئة التنفيذية لحزب (القوات اللبنانية) سمير جعجع.
ويذهب الصحافيون في توصيفهم للعلاقات بين الاطراف السياسية وما يشوبها من نزاع او وفاق بالقول مثلا quot;الاتصال مقطوع بين معراب وحارة حريكquot; اي بين جعجع ونصرالله او quot;جليد على طريق المختارة - الرابيةquot; او quot;الحرارة تعود على خط المختارة حارة حريكquot; او quot;اتصالات مكثفة بين عين التينة وقريطمquot;.
واللافت ان هذه المناطق وان رمزت الى الزعماء المقيمين فيها والذين هم في الوقت نفسه زعماء الطوائف فانها تضم خليطا من ابناء الطوائف الاخرى غير المنتمين لطائفة الزعيم المقيم.
وقالت استاذة العلاقات السياسية في جامعة بيروت العربية سناء حمودي ان quot;هذه الظاهرة يتفرد بها لبنان وصحافته لانه في الدول الاخرى هناك رئيس او حاكم واحد ومواقع سياسية محددة بينما هنا لدينا تنوع طائفي ومذهبي وبالتالي تعدد في القيادات والزعامات والاحزاب والشخصيات الفاعلةquot;.
واشارت الى quot;اننا في لبنان نشهد صعود اسماء جديدة وتبدل اخرى نظرا لصعود نجم هذا الزعيم او ذاك وغياب هذه القيادة او تلك وبروز دور الحزب الفلاني وتفكك الحزب الآخر لذلك نشهد تكاثر الاسماء احيانا وتراجعها احيانا
واعتبرت حمودي ان فائدة هذه الظاهرة تكمن في تعرف اللبنانيين على مختلف المناطق كون ان كلا منها يشير الى قائد معين وسياسي محدد وبالتالي تجعل المواطنين اكثر اطلاعا على تفاصيل جغرافيا بلادهم ولاسيما مع تغير المراحل السياسية وتنوعها.
واضافت ان لبنان على صغر مساحته الجغرافية الا انه بفضل اعتماد هذه التسميات اصبحت مناطقه معروفة للبنانيين وغيرهم على الرغم من ان هذه المناطق قد تكون صغيرة جدا مقارنة مع المدن والبلدات الاخرى في البلاد.
ورأت ان اهتمام المواطن العادي بهذه الاسماء يعود الى وجود القيادات السياسية فيها والدور الذي تؤديه في المسار العام للبلاد فضلا عن الترتيبات الامنية التي تتخذ لحماية الشخصيات فيها ما يؤثر على حياة الناس الذين يضطرون للتكيف معها.
وعن اعتماد الصحافيين لهذه التسميات في الحديث عن القيادات السياسية قال مدير تحرير صحيفة quot;الانوارquot; المحلية فؤاد دعبول ان الصحافة هنا quot;لجأت الى هذا الاسلوب منذ زمن طويل والسبب هو الرغبة في عدم تكرار اسماء السياسيين بشكل رتيب في المقال الواحد واضفاء نكهة في مقاربة المواضيعquot;.
وتابع quot;يجد الصحافي متعة في استعمال اسماء جديدة وادخال توصيفات تعكس وقائع ومجريات الاحداث بين الشخصيات السياسية من خلال الكلام عن مناطق اقامتهم والاستعانة بمفردات مناخية للتعبير عن الوضع القائمquot;.
واعتبر دعبول ان quot;اللجوء الى هذه الطرق في الكتابة هو من باب ايجاد اساليب تشد القارىء وتلفت نظر السياسيين المعنيينquot;. يشار الى انه بمجرد ذكر اي منطقة يسكن فيها زعيم سياسي ما بامكان المواطن العادي ان يقدم معلومات عن سكان هذه المنطقة وتوجههم السياسي وموقعها الجغرافي.
التعليقات