أمستردام: دخل إتفاق وقف القتال بين الحكومة اليمنية والحوثيين في شمال البلاد يوم الجمعة 12 شباط/ فبراير2010 حيز التنفيذ بعد موافقة زعيم التمرد عبد الملك الحوثي على جميع شروط الحكومة اليمنية التي تتضمن quot;الالتزام بوقف اطلاق النار وفتح الطرقات وازالة الالغام وانهاء التمترس في المواقع وجوانب الطرقquot; وquot;الانسحاب من المديريات وعدم التدخل في شؤون السلطة المحليةquot; وquot;اعادة المنهوبات من المعدات المدنية والعسكرية اليمنية والسعوديةquot; وquot;اطلاق المحتجزين من المدنيين والعسكريين اليمنيين والسعوديينquot; وquot;الالتزام بالدستور والنظام والقانونquot;. كما تشمل تلك الشروط أيضًا الالتزام بعدم الاعتداء على أراضي المملكة العربية السعودية.

وتأتي موافقة زعيم الحوثيين على شروط صنعاء التي ظل يتجاهلها ويجدها تعجيزية، اضطرارية بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدها أنصاره من ارواح وممتلكات باتت تؤثر على أولئك الأتباع وعلى مكانته بينهم، خاصة بعد دخول المملكة العربية السعودية على خط الحرب حيث حوصرت قوات الحوثيين في كافة الجبهات بعد أن كانت تتحكم بسير العمليات العسكرية خاصة في جبهات صعدة والملاحيظ وحرف سفيان.

ويبدو أن الحكومة اليمنية والمتمردين كانا يمارسان سباق عض الأصابع التي ربحتها الحكومة المثخنة بهجمات تنظيم القاعدة الحراك الجنوبي ودعوات الانفصال، فوجدت في موافقة الحوثيين على وقف النار والقبول بشروط صنعاء فرصة لا يمكن تفويتها خاصة بعد أن اختبرت الحوثيين بشرط سابع خاص بسلامة الحدود مع السعودية والموافقة السريعة من الحوثيين عليه، للتفرغ للجنوب وصداع تنظيم القاعدة.

ويرى أكثر من متابع سياسي للشأن اليمني أن الذي سيخرق هدنة الحرب السادسة ويبدأ الحرب السابعة في جبهة الشمال هي الحكومة اليمنية بعد أن داب الحوثيون على خرق الاتفاقات السابقة. فصنعاء ما يهمها الآن هو كسب مزيد من الوقت لكي تنهي مشاكل الانفصال الجنوبي وصداع تنظيم القاعدة لن يكون أماها سوى جبهة الحوثيين التي ستقرر المضي في ايقافها بشكل نهائي وفي وقت ليس ببعيد مستغلة ترنح المقاتلين الحوثيين تحت وابل الضربات المشتركة اليمنية والسعودية التي تلقوها طوال الأشهر الماضية.

وهي من جانب آخر قد تنجح صنعاء في ما فشلت في تسويقه خلال الحرب السادسة من الربط بين الحوثيين وتنظيم القاعدة من خلال اجبار عناصر القاعدة على اللجوء نحو الشمال، حيث جبهة الحوثيين ليكون ذلك بدء الحرب السابعة في شمال اليمن وفق أولئك المحللين.

نظرة التشاؤم من وقف الصراع نهائيًّا بين الحكومة اليمنية والحوثيين تتفق مع تصويت المشتركين في استفتاء ايلاف للاسبوع الماضي الذي اشترك فيه 3954 قارئًا، وجد 1109 (28.05) منهم أن نهاية النزاع في شمال اليمن باتت قريبة، فيما خالفهم معظم المشتركين في الاستفتاء 2845 (71.95) الذين يرون أن قتال أخوة الوطن الواحد لن يشهد نهاية له في اليمن؛ هذا البلد الذي وصف بالسعيد يومًا، والذي وصف الرئيس علي عبد الله صالح نفسه فيه كالراقص مع الأفاعي في حديثه عن كيفية حكم البلاد.