غزة: في ظل تعرض الصيادين لخطر أن تطلق عليهم البحرية الاسرائيلية النار يبحث الفلسطينيون في قطاع غزة عن أساليب جديدة لإمداد القطاع المُحاصر بسلعة رئيسية يُعاني نقصا في إمداداتها. وتصل الأطعمة البحرية الى القطاع المُطل على البحر المتوسط عن طريق أنفاق من مصر وبدأت المزارع السمكية تسد فجوة في الامدادات نجمت عن قيود تمنع الصيادين من الابحار لمسافة تزيد على 5.5 كيلومتر من الساحل.

ويبرز ظهور طرق جديدة لتوفير الأطعمة البحرية الأثر العميق للحصار الذي يتحكم في الوصول الى غزة برا وبحرا وجوا. وتسيطر حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) على القطاع. وتقول اسرائيل ان الحصار يهدف لمنع حماس من الحصول على أسلحة أو مواد يمكن استخدامها لأغراض عسكرية.

وكانت النتيجة لأغلبية سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة تردي الأوضاع المعيشية بينما لا توجد أي مؤشرات على تراجع سيطرة حماس على الحكم منذ عام 2007. وتسيطر الحركة على تجارة الأنفاق التي هي طريق الامداد منذ ثلاث سنوات بكل السلع من الأسمنت الى السلع الكهربائية والآن الأسماك.

ويجازف صيادو غزة الذين كان يُسمح لهم بالإبحار لمسافة 19 كيلومترا من الساحل بمصادرة زوارقهم اذا ابتعدوا كثيرا. وأُصيب عدد منهم بأعيرة نارية في مواجهات مع زوارق الدورية الاسرائيلية التي تشرف على تنفيذ الحصار. وقال صياد يُدعى زياد النجار ان المضايقات الاسرائيلية مستمرة وان السمك موجود لكن اسرائيل تلقي القبض على الصيادين وتصادر القوارب في بعض الأحيان.

ويقول مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية ان الحد الحالي المفروض على الصيد يطبق منذ يناير كانون الثاني 2009. رفح عند الطرف الجنوبي لقطاع غزة خرج رجل ملثم من فم نفق حاملا صندوقا من الاسماك مغلفا بالثلج. ولحرصه على عدم الكشف عن هويته رفض الحديث لوسائل الاعلام بسبب المخاطر المرتبطة بتجارة تنطوي على مجازفة متزايدة.

ويشن الجيش الاسرائيلي غارات جوية بانتظام على مناطق يعتقد أن حركة حماس تستغل الانفاق فيها لادخال الاسلحة الى غزة. وتبني مصر التي توترت علاقاتها بحركة حماس وبينها وبين اسرائيل اتفاق للسلام حاجزا تحت الارض على جانبها من الحدود لاحباط عمل مهربي الانفاق.

وقال بائع للاسماك يدعى رائد الحبيل ان أغلب السمك الموجود حاليا يأتي عبر مصر مشيرا الى ان اسرائيل لا تسمح للصيادين بالصيد سوى في حدود ثلاثة أميال فقط تكاد تكون خالية من السمك. وادخال الاسماك عبر الانفاق من مصر ليس مربحا مثل السلع الأخرى كما يمكن أن تكون الجودة أيضا مشكلة حيث تصل الأسماك في بعض الاحيان شبه تالفة.

ويملك زياد العطار مزرعة لتربية الأسماك في صهاريج. وقال العطار انه لجأ لهذا المشروع بسبب الحصار القاتل على حد وصفه. لكن أحمد أبو حصيرة الذي يملك مطعما في مدينة غزة لا يشتري الاسماك التي قدمها لزبائنه من المزارع.