بينما كان الغرب وأميركا يراقبان الزيارة التي يقوم بها الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى سوريا وما يمكن أن تتمخض عنه، زاد وصول الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إلى دمشق للقاء نجاد الاهتمام العالمي بتلك الزيارة.

دمشق: إلتقى الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله بالرئيسين السوري بشار الاسد والإيراني محمود أحمدي نجاد مساء الخميس في دمشق، بحسب وكالة الانباء السورية سانا. واوضحت الوكالة ان اللقاء جاء خلال مأدبة عشاء اقامها الاسد على شرف احمدي نجاد بمناسبة زيارته الى دمشق.

وحضر المادبة ايضًا بحسب سانا quot;أعضاء الوفدين الرسميين السوري والايراني وعدد من المسؤولين السوريين والوفد المرافق للسيد نصر اللهquot;. اما قناة المنار التابعة لحزب الله فقد اكدت ان نصر الله التقى احمدي نجاد وتطرق معه الى quot;اخر التطورات في المنطقة والتهديدات الصهيونية المتكررة ضد لبنان وسورياquot;.

وكان الاسد واحمدي نجاد قد أكدا الخميس على متانة العلاقات الثنائية التي توجت بالتوقيع على اتفاق يقضي بالغاء تاشيرة الدخول الى البلدين، معبرين بذلك عن رفضهم للدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى دمشق الاربعاء لكي quot;تبدأ بالابتعاد في علاقتها عن ايران التي تتسبب في اضطرابات للمنطقة وللولايات المتحدةquot;.

كما طالبت كلينتون دمشق بquot;مزيد من التعاون حول العراق، ووقف التدخلات في لبنان ونقل او تسليم سلاح الى حزب الله، واستئناف المحادثات الاسرائيلية السوريةquot;. وقبل مادبة العشاء، التقى اجمدي نجاد بممثلي عشرة فصائل فلسطينية بينهم خالد مشعل رئيس المكتب السياسي في حركة حماس.

وبحسب ماهر الطاهر مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي شارك في اللقاء فإن احمدي نجاد اكد خلاله ان quot;المقاومة هي الخيار الناجح لتحرير الارضquot; وجدد quot;وقوف ايران بكل قوة الى جانب الشعب الفلسطيني لتحرير ارضهquot;.

وجدد المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي الخميس الدعوة الى دمشق لتغيير موقفها من حليفتها ايران مشيرًا الى ان quot;سوريا تزداد تهميشًاquot; في المنطقة.

إسرائيل لإستمالة الصين

في هذه الأثناء، التقى ايضًا وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي موشي يعالون الجمعة في بكين مسؤولاً كبيراً في الحكومة الصينية، مستشار الدولة داي بينغو لاجراء محادثات مخصصة للملف النووي الايراني كما افاد مصدر دبلوماسي.

وتاتي زيارة يعالون الى بكين الخميس والجمعة فيما تدعو اسرائيل والولايات المتحدة الى فرض عقوبات جديدة على ايران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل. وتعبر الصين، حليفة ايران، باستمرار عن تاييدها لتكثيف الجهود الدبلوماسية لحل هذه المسالة.

وقال غي كيفيتز الناطق باسم السفارة الاسرائيلية في الصين لوكالة فرانس برس ان موشي يعالون وداي بينغو quot;سيبحثان مسائل اساسية ذات اهتمام مشترك بينها الوضع الايرانيquot;.

ولم يعط كيفيتز توضيحات اكثر حول هذه المحادثات التي تاتي مع انتهاء زيارة الوزير والوفد المرافق له والذي يضم ايضًا حاكم البنك المركزي الاسرائيلي ستانلي فيشر. وكانت سفيرة اسرائيل لدى الامم المتحدة غابرييلا شاليف لفتت في الاونة الاخيرة الى ان روسيا تخلت عن تحفظاتها حيال فرض عقوبات جديدة على ايران لكنها قالت ان موقف الصين لا يزال quot;غامضًاquot;.

وتقيم الصين التي تملك حق النقض في مجلس الامن الدولي علاقات اقتصادية وثيقة مع ايران. ورغم انها تدعو باستمرار الى مواصلة الحوار، فإن الصين صوّتت على قرارات الامم المتحدة الثلاثة السابقة لفرض عقوبات على طهران في 2006 و 2007 و 2008.

باراك في واشنطن

اعلن متحدث باسم البنتاغون ان وزيري الدفاع الاميركي روبرت غيتس والاسرائيلي ايهود بارك بحثا الخميس في واشنطن الجهود الدبلوماسية التي تبذل من اجل فرض عقوبات على ايران بسبب برنامجها النووي.

ووسط التوتر الدولي المتزايد حول عمليات تخصيب اليورانيوم التي تقوم بها ايران، عقد وزير الدفاع الاسرائيلي لقاء لمدة ساعة مع نظيره الاميركي كما قال المتحدث باسم البنتاغون جيف موريل لوكالة فرانس برس.

واوضح موريل ان الوزيرين بحثا quot;التهديد الذي تشكله طموحات ايران النووي وما يمكن للمجموعة الدولية ان تفعله في محاولة ثنيهم وردعم عن ذلكquot;.

واضاف ان المحادثات تناولت الحاجة الى quot;فرض عقوبات فعالةquot; لاقناع ايران بالانصياع لالتزاماتها الدولية. وقال موريل للصحافيين في وقت سابق ان البلدين متفقتان على ان الوقت قد حان كي يتم تعزيز العقوبات نظرا الى ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تتصرف حتى الان بquot;ازدراءquot; مع الجهود الدبلوماسية.

واوضح ان الولايات المتحدة تشاطر اسرائيل قلقها حول هذه المسالة مضيفا ان موقف قادة ايران لا يترك quot;اي خيار اخر للاسرة الدولية غير الاتجاه نحو نظام عقوبات صارمquot;.

وبدأت ادارة الرئيس باراك اوباما جهودا دبلوماسية مكثفة للحصول على التاييد لفرض عقوبات دولية جديدة على ايران لكن موريل قال ان واشنطن تبقى منفتحة ازاء الحوار اذا غيرت طهران موقفها.

وقال quot;نبقى الباب مفتوحا امام الحوار، ومجرد اننا بدأنا مسار الضغط لا يعني ان مسار الحوار قد اغلقquot;. وكان باراك قد وصل الثلاثاء الى الولايات المتحدة في زيارة لمدة خمسة ايام على خلفية التوتر الدولي المتعلق بالطموحات النووية الايرانية.

وتابع موريل إن المحادثات بين غيتس وباراك شملت ايضا quot;قضايا امنية اقليميةquot; بما يشمل دور حماس وحزب الله والتعاون في مجال الدفاع المضاد للصواريخ وعملية السلام في الشرق الاوسط.
وتجادل اسرائيل بان وصول مجلس الامن الى طريق مسدود في هذا الشأن يجب الا يمنع الولايات المتحدة والبلدان الاوروبية من تقليص تعاملاتها مع قطاع الطاقة في ايران.

وتأمل القوى الغربية أن تتفق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن والتي تملك حق النقض (الفيتو) وألمانيا على مشروع قرار بخصوص ايران لتقديمه الى المجلس. غير أن دبلوماسيين يقولون انه حتى اذا تمكنت الدول الست من الاتفاق على قرار فقد تواجه معارضة من بعض الدول التي تشغل العضوية الدورية حاليا في المجلس ومن بينها البرازيل.

وفي محاولة لكسب تأييد البرازيل قالت وزارة الخارجية ان وكيل وزارة الخارجية وليام بيرنز المكلف بالشؤون الايرانية سيتوجه الى البرازيل يوم الجمعة قبل زيارة لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون مقررة الاسبوع القادم.

وكان جيتس والاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة عبرا عن قلقهما خشية ان تتسبب اسرائيل في تفجير حرب جديدة في الشرق الاوسط ان هي هاجمت المنشات النووية لعدوها ايران.

وقال مسؤول اسرائيلي رفيع حينما سئل هل اثار الاميركيون هذا الامر مع باراك quot;تركزت المحادثات على العقوبات... وعلى الحفاظ على القدرات الدفاعية لاسرائيل وتفوقها العسكري النوعي. وتختلف اسرائيل والولايات المتحدة في بعض النقاط لكن هناك مجال واسع من التوافقquot;.