تحولت تحقيقات شرطة دبي في قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح، التي تحمل بشكل شبه يومي أدلة جديدة تشير لتورط الموساد في العملية، إلى لعنة تطارد الإسرائيليين في كافة أنحاء دول العالم عبر تشويه صورتهم وجعلهم يظهرون في أذهان العالم كقتلة لا يعترفون في حرمة الدول والمجتمعات بل همهم الوحيد تصفية كل ما يعتقدون انه يشكل خطراً على وجود دولتهم ومستقبلها، وهي صورة ترتسم جيداً في مئات الرسائل التي كتبها أطفال أسبان وانهالت على السفارة الإسرائيلية في مدريد خلال الأيام القليلة الماضية.
القدس: فقد قدمت إسرائيل الأحد احتجاجا إلى السفير الاسباني في تل أبيب على إرسال المئات من الرسائل المعادية لها والتي كتبها تلاميذ أسبان صغار إلى السفارة الإسرائيلية في مدريد كما، أكد مسؤول إسرائيلي.
وقال هذا المسؤول في الخارجية لفرانس برس أن quot;المدير العام المساعد لشؤون أوروبا ناور جيلون اتصل هاتفيا بالسفير الاسباني الفارو ايرانثو ليعبر له عن احتجاجه على هذه الرسائل التي كتبها أطفال بين الخامسة والعاشرةquot; من العمر.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته quot;في هذه الرسائل يسأل الأطفال على سبيل المثال سفارتنا: quot;كم طفلا فلسطينيا قتلتم اليوم؟quot; أو يكتبون quot;أوقفوا القتل من اجل المالquot;. وتابع أن quot;سفير اسبانيا رد بان وزارة التربية الاسبانية ليس لها أي علاقة بإرسال الأطفال لهذه الرسائلquot;.
لكنه أشار إلى أن هؤلاء الأطفال كتبوا هذه الرسائل quot;في إطار المدرسة العامةquot; وان على وزارة التربية quot;القيام بكل ما يلزم لمنع مثل هذا النوع من المبادرات الشديدة الخطورة والتي تؤثر مباشرة على عقلية الأطفالquot;.
وكانت شرطة دبي الأحد أعلنت أن تقارير الطب الشرعي أظهرت أن القيادي في حركة حماس محمود المبحوح خدر بمادة سكسينيل كولين قبل قتله خنقا في احد فنادق الأمارة الشهر الماضي. وقال بيان نشر على موقع الشرطة ان منفذي الاغتيال قاموا باستخدام مادة سكسينيل كولين التي تعرف باسم سوكساميثونيوم كلورايد لتخدير المبحوح الذي عثر عليه جثة هامدة في غرفته داخل احد الفنادق في 20 كانون الثاني/يناير.
في هذه الأثناء، دعا الفريق ضاحى خلفان، القائد العام لشرطة دبى، إلى طرد رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، مائير داغان، لأنه فاشل ويعمل بأسلوب يعود للستينيات، في اتهامه لجهازه بارتكاب عملية اغتيال المبحوح. وقال خلفان في تصريحات لسي ان إن: quot;كنت قد قلت في السابق إنهم خلف الجريمة بنسبة 99 في المائة، واليوم أقول إنهم مسئولون عنها بنسبة 100 في المائة، ولا يساورنى اليوم أي شك حول الموساد ودورهquot;.
وأضاف quot;لقد أظهر الموساد وداغان وجماعته، عدم تقديرهم لأستراليا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا التى هى دول صديقة لهمquot;. وأضاف خلفان بغضب: quot;بأي حق ترتكب إسرائيل جريمة على أرضنا، هل ارتكبنا جرائم على أراضيها؟ هل قتلنا أحداً بإسرائيل؟ هل قطعنا حتى شجرة فيها؟ هل تريد إسرائيل المزيد من الكراهية والعداء ضدها فى المنطقة؟ على الشعب الإسرائيلي أن يزيل هذه العقول البالية ويأتى بأخرى ترغب بنشر الإخاء وليس العداوةquot;.
ويتوقع مراقبون أن تشهد الفترة المقبلة توتراً بين إسرائيل والعديد من الدول الأوروبية، وبخاصة في حال إثبات شرطة دبي تورط الموساد في اغتيال المبحوح، ووصل عنصران من الشرطة البريطانية قبل يومين إلى إسرائيل للاستماع إلى شهادات حملة جوازات سفر بريطانية استخدمت هوياتهم في عملية اغتيال المبحوح في دبي. وينتمي هذان المحققان إلى quot;وكالة الجريمة المنظمةquot; وهي دائرة الشرطة المكلفة بالجريمة المنظمة، وسيستمعان إلى شهادات نحو عشرة أشخاص يحملون جوازات سفر بريطانية ويقيمون في إسرائيل.
وكان القيادي في الجناح العسكري لحركة حماس محمود المبحوح وجد مقتولا في العشرين من كانون الثاني/يناير الماضي في احد فنادق دبي. واتهمت شرطة دبي جهاز الموساد الإسرائيلي باغتياله الأمر الذي تنفيه إسرائيل. وفي آخر التصريحات الإسرائيلية حيال القضية، قال الوزير الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر العضو في الحكومة المصغرة للشؤون السياسية والأمنية أمس، إن عملية اغتيال المبحوح في دبي لم تكن فاشلة. ورأى اليعازر الذي تحدث إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي أن quot;تصفية المبحوح في دبي ليست فشلاً'، واستدرك 'لا أعرف مَن نفذ ذلك لكن النتيجة هي الأمر المهمquot;.
واعتبر أن عملية الاغتيال حققت ردعاً، مشيراً إلى أن quot;المسألة تتعلق بوزن هذا الرجل في حركة حماس، وعلى افتراض أن وزنه كبير فإن معرفة أنه بالإمكان الوصول إلى أي شخص وفي أي مكان وزمان هو أمر رادع بالنسبة ليquot;.
وكثيرا ما أدت العمليات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد المدن الفلسطينية وبخاصة الحرب الأخيرة في قطاع غزة إلى تأليب الرأي العام العالمي ضد الدولة العبرية، حيث خرجت العديد من المظاهرات في الدول الإسلامية والأوروبية تطالب بوقف الاعتداءات بحق الفلسطينيين ومنحهم حقهم في الاستقلال وتقرير المصير.