بيروت: لم يفاجأ رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بصرخات الاعتراض على التشكيلة القديمة ndash; الجديدة لهيئة الحوار الوطني الصادرة عن عدد من القوى السياسية غير الممثلة فيها، من منطلق ان ما من عمل مهما حرص صانعه على إتقانه لابد أن يلقى انتقاداً من هنا وهناك فكيف الحال في لبنان المتعدد الطوائف والاتجاهات الفريد من نوعه لا في منطقة الشرق الاوسط فحسب بل في العالم.

وفيما تؤكد الاوساط القريبة من الرئيس سليمان ان الأخير راعى في عملية توسيع quot;طاولة الحوارquot; لتصبح مؤلفة من تسعة عشر عضواً المعايير نفسها التي اعتمدت في quot;الطاولة السابقةquot; خصوصاً لجهة التمثيل البرلماني مع اضافة جديدة تمثلت بالدكتور فايز الحاج شاهين الكاثوليك ابن زحلة من منطلق انه رمز من رموز المجتمع المدني فإن الانتقادات المحتجة على هذا الاختيار طلعت من قلب المدينة البقاعية على لسان نوابها الفائزين في الانتخابات وكذلك من عضو هيئة الحوار السابق ممثل الطائفة الكاثوليكية النائب السابق ايلي سكاف الذي استغرب بدوره حلول شاهين مكانه.

ومن زحلة الى طرابلس عاصمة لبنان الثانية سمعت صرخة رئيس الحكومة السابق عمر كرامي وهو يتلقى نبأ دخول غريمه رئيس الحكومة السابق ايضاً نجيب ميقاتي لينضم الى الرئيس سعد الحريري ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والوزير محمد الصفدي كممثلين عن الطائفة السنية لكن معبرين عن توجه واحد منسجم الى ابعد حد مع طروحات 14 آذار وبعيد كل البعد عن فكر المعارضة السنية ورؤيتها للعديد من القضايا وفي مقدمها الصراع العربي ndash; الاسرائيلي وسلاح المقاومة على حد قول قريبين من كرامي الذي يستعد لاعلان موقف quot;ناريquot; مما جرى ينفي فيه ما نشر في بعض الصحف عن عزمه اعتزال العمل السياسي.

وليس بعيداً عن طرابلس حيث جبل محسن القابع على طرفها عبر ممثلو الطائفة العلوية عن غضبهم من ابعادهم عن الطاولة المذكورة، فيما اصدر النائب السابق أحمد حبوس بياناً شكر فيه النائب وليد جنبلاط على تحذيره من إبعاد الاقليات المسيحية والاقليات العلوية عن هيئة الحوار الوطني مطالباً رئيس الجمهورية بإعادة النظر في ما اقترفت يداه على حد قوله .

وفي بيروت تترقب الاوساط السياسية المتابعة لردود الفعل المتعلقة بالإعلان عن هيئة الحوار الجديدة ما سيدلي به رئيس الحكومة السابق الدكتور سليم الحص بهذا الخصوص علماً ان قيادات وشخصيات بيروتية طالبت بضم الحص اليها واستنكرت إبعاده عنها.

وعلى الجبهة المسيحية لم يكن هناك رضى كامل على النسخة المنقحة لهيئة الحوار الوطني ويتوقع صدور مواقف محددة بشأنها من quot;الكتائب اللبنانيةquot; وquot;القوات اللبنانيةquot; في الساعات الثماني والاربعين المقبلة بعد ان عكست وسائل الاعلام التابعة لهما امتعاضاً ما اسمته quot;طغيانquot; ممثلي قوى الثامن من آذار على غيرهم داخل هذه الهيئة، فيما أعاد منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار النائب السابق فارس سعيد المطالبة بإشراك التمثيل العربي فيها .

إزاء ما سبق من ملاحظات واعتراضات على التشكيلة الجديدة لهيئة الحوار الوطني تتابع اوساط القصر الجمهوري جميع المواقف الصادرة بهذا الشأن قبل ان تدلي برأيها حولها، مؤكدة في الوقت نفسه استحالة إرضاء كل الأطراف لافتة الى ان الرئيس سليمان جمع في هذه الهيئة الغالبية العظمى من الشرائح اللبنانية التي بإمكانها ان تكون فاعلة ومنتجة بحيث تنجز دراسة جميع المواضيع المحالة اليها وفي مقدمها الاستراتيجية الدفاعية، كما تشكل صمام امان للمجتمع اللبناني المتعطش الى التطور وحل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية والمالية والأهم إبعاد الخلافات الكبرى عن الشارع .

ولا تفوت هذه المصادر إبداء ملاحظة اعلامية مفادها انه من الخطأ إستخدام كلمة quot;طاولةquot; في الحديث عن الحوار الوطني المزمع إستئنافه في وقت قريب ومن الأنسب إعتماد عبارة هيئة الحوار الوطني أو مؤتمر الحوار الوطني.