ستراسبورغ: اعتبرت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان الثلاثاء ان تسليم عراقيين الى بغداد متهمين بقتل جنود بريطانيين ويواجهان عقوبة الاعدام، يشكل معاملة غير انسانية، ودانت بريطانيا لقيامها بذلك.

وكانت السلطات البريطانية تغاضت في 31 كانون الاول/ديسمبر 2008 عن طلب من المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان بعدم تسليم السلطات العراقية فيصل حسين السعدون وخلف حسين مفضي، وهما من كبار رجال الدين السنة في حزب البعث سابقا، اللذين اعتقلهما الجيش البريطاني في العراق.

وهما محتجزان الان في سجن الرصافة قرب بغداد متهمين بالمشاركة في مقتل جنديين بريطانيين اثنين بعيد اجتياح العراق في 2003.

واعتبر قضاة ستراسبورغ في كانون الاول/ديسمبر 2008 ان الرجلين يواجهان quot;خطرا حقيقيا بالخضوع لمحاكمة غير عادلة تليها تصفية جسدية شنقاquot;.

واعتبر القضاة الثلاثاء ان الرجلين تعرضا بذلك لمعاملات غير انسانية ومهينة.

وكانت الحكومة البريطانية ابلغت المحكمة انها وبسبب انتهاء تفويض الامم المتحدة في منتصف ليل 31 كانون الاول/ديسمبر 2008 الذي يسمح للقوات البريطانية بالقيام بتوقيفات واحتجازات في العراق، لم تتمكن quot;بصورة استثنائيةquot; من تلبية راي المحكمة. وسلمت الرجلين الى السلطات العراقية خلال النهار.

وجاء في القرار quot;ان لا شيء يشير الى وجود محاولة تفاوض حقيقية مع السلطات العراقية لتفادي الحكم على الرجلين بالاعدام.

ولاحظ ايضا ان المدعين العراقيين quot;لم يكونوا في البداية متحمسين جدا للنظر بانفسهم في القضية لانها كانت تحظى بتغطية اعلامية واسعةquot;.

وقال القضاة في ستراسبورغ quot;كان يمكن ان تشكل هذه القضية فرصة لحمل بغداد على الموافقة على احالة المتهمين امام محكمة بريطانية سواء في العراق او في بريطانياquot;.