تساؤلات كثيرة طرحت حول حريق المنطقة التاريخيّة في جدة بعد ان شب حريق هائل في عدة مباني مساء الاربعاء، و أعلن الدفاع المدني السعودي خطة طوارئ عاجلة أخلي خلالها العديد من سكان المنطقة وباشر إطفاء النيران.

جدة: تمكنت فرق الدفاع المدني في جدة من إخماد ألسنة الحريق الهائل الذي اندلع ظهر الاربعاء في المنطقة التاريخية بوسط المدينة. وفي تصريح خاص لـ quot;إيلافquot; قال مدير الدفاع المدني بمدينة جدة عبدالله الجداوي إن فرق الإنقاذ أخمدت النار كليا قبل نصف ساعة من الساعة 11:00 مساء بتوقيت جدة، ما عدا نيران تحت الركام، ولايزال الدخان يتصاعد من وسط المباني. وأكمل أن الوضع الآن استقر حيث أن فرق الإطفاء وصلت إلى 10 في بداية الحريق وتقلصت إلى خمسة حتى هذه اللحظة.

وعن جنسية سكان المنطقة التاريخية، أكد الجداوي بأنه ليس بمستبعد أن يكونوا الساكنين هم من العمالة الوافدة فقط، لكن لا شيء رسمي حتى الآن، وشدد مدير الدفاع المدني بجدة في حديثه لـquot;إيلافquot; على أنه من غير المنطقي ومن أصعب الأمور أن نحكم على مسببات حادثة ، وقال إن رجال الإطفاء غامروا بحياتهم حين دخلوا مبنى أيل للسقوط لأجل إنقاذ أرواح ساكنيه.

وفي اتصال هاتفي لـ quot;إيلافquot; مع الرائد حمزة محفوظ quot;مدير العلاقات العامة في إدارة الدفاع المدني بجدةquot; أكد بأن الوضع مستتب ولا خسائر جسدية حتى الآن، مؤكداً أن ما تناقلته الوسائل الإعلامية حول سكان تلك المنطقة أنهم مقيمين quot;غير شرعيينquot; غير صحيح، كون التحقيقات لم تثبت أي شيء من هذا حتى هذا اللحظة.

وأكد الرائد حمزة محفوظ أن ضيق الشوارع في المنطقة التاريخية وعدم نفاذها ساعد في انتشار الحريق بسرعة كبيرة، لكن فرق الدفاع المدني أرسلت عشرة فرق للقيام بعمليات الإطفاء باستخدام الرغاوي لمحاصرة الحريق في عمليات الإطفاء على المكونات الخشبية للمباني وفي تلك اللحظة انهارت أحد العمائر انهيار كلي ثم تبعتها عمارتين أخرى انهارتا بشكل جزئي.

وقد ساهم في سرعة انتشار الحريق طبيعة المنطقة التاريخية حيث تنتشر فيها المباني المكونة من الأخشاب خصوصاً في أجزائها العليا ونوافذها، إضافة لأن غالبية المباني تستخدم كمستودعات للأقمشة والمنسوجات الحريرية والمنتجات البلاستيكية.

وبحسب شهود عيان فإن الحريق وقع بعد الظهر حين فزع عمال وخرجوا من أحد البنايات وهم يصرخون مستنجدين بأن الحريق يلتهم المبنى، فيما تواصلت جهود الدفاع المدني رغم الأزقة الضيقة التي تميز المنطقة.

وأتى الحريق على 7 بنايات أخلاها غالبية سكانها فيما انهارت واحدة من شدة الحرارة وقال المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكة المكرمة النقيب عبد الله بن محمد العمري قال quot;إن بداية الحريق كانت في تمام الساعة 2:30 من ظهر هذا اليوم وكانت في عمارة واحدة فقط ولكن تأثرت باقي العمائر التي قُدر عددها بـ 7 مباني ولقد تأذت نظراً لقربها من بعض كونها ذات طابع قديم من رواشين وأسقف خشبية متلاصقة جداً.

وطرح حريق المنطقة التاريخية في جدة تساؤلات كثيرة بعد تكرار حادثة الحريق للمرة الثاني على التوالي في أقل من ثلاثة أشهر، حين اندلع الحريق الجديد في المنطقة التاريخية الواقعة قرب quot;ميدان البيعةquot;.

وتساءل كثيرون حول تكرر الحريق في المنطقة التاريخية المعروفة بموقعها الاستراتيجي في قلب المدينة الساحلية السعودية، في انتظار ماتؤول إليه تحقيقات الدفاع المدني السعودي حول سبب الحريق في المنطقة التي يسكنها غالبية أجنبية.

يشار إلى انه لم يكن هناك إصابات على الإطلاق سوى إصابة شخص في يده وتم إسعافه ونجحت فرق الدفاع المدني في عملية الإخلاء السكاني. وقد سبب الحريق هلعاً بين سكان جدة حيث توافد الكثيرون للاطمئنان على أقاربهم في المناطق القريبة من المنطقة التاريخية التي يسكنها غالبية من غير السعوديين.

وتعتبر منطقة جدة التاريخية من الأماكن القديمة فيها حيث تتكون من أكثر من 500 مبنى أغلبها متلاصقة وأصبحت منطقة أثرية يجري ترميمها باستمرار حفاظاً على هويتها حيث تعود بعض مبانيها إلى أكثر من 500 عام فيما يمنع تماماً استخراج تصاريح هدم لها.