الرياض من جديد تحظى باهتمام زعماء العالم ووسائل الإعلام ووكالات الأنباء العالمية. مؤتمر للمانحين لدعم اليمن تحتضنه العاصمة السعودية في ظل ظروف داخلية صعبة تواجه الرئيس علي عبدالله صالح. تمرد في الشمال للحوثيين ودعوات في الجنوب للانفصال, ومابين تمرد الشمال واضطراب الجنوب يبرز نشاط مكثف لتنظيم القاعدة في اليمن الأمر الذي زاد من مخاوف الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة من تزايد قوة هذا التنظيم في منطقة تعتبر إستراتيجية للعالم بأسره.

الرياض:رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية جمال خاشقجي أكد في حديث خاص لquot;إيلافquot; أن المملكة لابد أن تسعى إلى النجاح من خلال مؤتمر المانحين لدعم اليمن, لان اليمن يجب أن ينجح أولا quot;لنطمئن في السعودية على استقرار بلادنا، وهنالك علاقة مابين الاستقرار في المملكة والاستقرار في اليمن مع الفارق بالطبعquot;.

وأشار خاشقجي أن الملاءة المالية موجودة لدى الدول التي ستشارك في مؤتمر الرياض, لكن التفاصيل تأتي في قدرة أو رغبة اليمن في قبول بعض الاشتراطات من بعض الدول التي قد تبدو تدخلا في الشؤون اليمنية، إلا أنه شدد على أن العلاقة بين السعودية واليمن تسمح بهذا النوع من التدخلات وهي تدخلات ايجابية, مستشهدا بالجنة التنسيق السعودي اليمني الذي اجتمع أمس، والعلاقات الوطيدة للمملكة مع الحكومة اليمنية ومع شتى القبائل والقوى السياسية اليمنية.

وأكد خاشقجي في حديثه لquot;إيلافquot; وجود طلبات من قبل المانحين تطالب صنعاء بوضع آليات لصرف الأموال, وقد تفضي هذه الطلبات إلى إنشاء مجلس دائم للتنمية في اليمن تشرف عليه بعض الدول وبعض المنظمات الدولية.

وأكد رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية أن المملكة عندما تقدم المساعدات المالية في الماضي لأي دولة كانت تحمل الدولة مسؤولية التصرف بهذه المساعدات دون وضع شروط معينة لآلية صرفها. إلا أن هناك مساعدات مالية تقدم من الدول المانحة لليمن تكون مشروطة بالمتابعة والتدقيق كآلية عمل صندوق التنمية الإسلامي على سبيل المثال فهو عندما يقدم مساعدة مالية تجاه مشروع معين يواكب تنفيذ هذا المشروع. ونفس الحال ينطبق على صندوق التنمية الكويتي. وتمنى جمال خاشقجي أن يقتدي مجلس التنسيق السعودي اليمني بطريقة أداء صندوق التنمية الإسلامي . وقال إن هذا النوع من العلاقة ليس تدخلا وإنما من حق المانح أن يفعله, فهو عندما يهتم باليمن لوجود مصالح له في استقرار اليمن وبالتالي عليه أن يراقب الخطة التي اتفق عليها من اجل ترتيب الوضع اليمني, أما بخصوص المسائل الكبرى أكد خاشقجي أن هذا شان اليمنيين, مستدلا بعلاقة الحكومة اليمنية بالحوثيين وتابع أنها مسألة لا تخص السعودية ولا أميركا ولا فرنسا وإنما قرارها يكون بين الأطراف اليمنية.

وحول أهمية الدور السعودي في اليمن أكد الإعلامي السعودي جمال خاشقجي أهمية هذا الدور وقال إنه أساسي ويعمل ونحن نتحدث في هذه المقابلة, وأضاف أن مؤتمر المانحين إضافة إلى المملكة ومن الطبيعي أن تكون المملكة موجودة في هذا المؤتمر ومن الفاعلين فيه، فمجلس التنسيق السعودي اليمني سيضاف إليه ماسيصدر عنه مؤتمر المانحين.

ويختتم مؤتمر المانحين لدعم اليمن أعماله في الرياض اليوم بمشاركة خليجية ودولية واسعة, وممثلون عن وزارات المالية والصناديق الخليجية والدول والمنظمات المانحة مثل البنك الدولي والأمم المتحدة، إضافة إلى ممثلون عن الحكومة الأميركية والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي واليابان والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي والأمم المتحدة، ووزارة التنمية الدولية بالمملكة المتحدة. وبحث المجتمعون في السبل الممكنة لإنفاق مليارات الدولارات التي سبق أن التزمت الدول المانحة بتقديمها لدعم الحكومة اليمنية في مواجهة التحديات الاقتصادية والتطرف.

وأعلنت السعودية خلال المؤتمر الدولي لدعم اليمن استكمال تخصيص مبلغ التعهد المقدم لصنعاء في مؤتمر لندن للمانحين المنعقد في العام 2006 والبالغ مليار دولار.

وقال نائب الرئيس العضو المنتدب للصندوق السعودي للتنمية يوسف البسام إن الصندوق السعودي للتنمية قام خلال الفترة الماضية بتوقيع تسع اتفاقيات منح لتمويل عدد من المشاريع بتكلفة 642 مليون دولار. كما تم التوقيع خلال اجتماع الدورة الـ19 لمجلس التنسيق اليمني السعودي على أربع اتفاقيات لتمويل مشاريع الطاقة الخامس بمنحة تبلغ 50 مليون دولار، ومشروع برنامج المياه والصرف الصحي بمبلغ 40 مليون دولار، ومشروع مستشفى الحديدة بمنحة تبلغ 20 مليون دولار، وتجهيز ورش ومختبرات كليتي الهندسة والتربية بتعز بمبلغ 4.8 مليون دولار. كما تم تخصيص مبالغ لستة مشاريع أخرى ليكتمل بذلك تخصيص تعهد المملكة في مؤتمر المانحين بلندن البالغ مليار دولار.